اليوم الوطني هو اليوم الذي درجت الدول ان تحتفل به كيوم لاستقلالها، ولأن المملكة العربية السعودية لم تستعمر، فإنها تحتفل بيوم وحدتها، فهو اليوم الذي أعلن فيه الملك عبدالعزيز توحيد أجزاء البلاد في دولة حديثة تحمل اسم المملكة العربية السعودية، وذلك في 17 جمادى الأولى من عام 1351ه بمرسوم ملكي، واختار الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام هذا الكيان العظيم. إن لهذا اليوم حكمة لمن يتأمل، وعبرة لمن يفكر وعظة لمن يتدبر فإذا كانت الحكمة هي سداد الأمر وصوابه فالحكمة تتجنى في حدث ألم بالأمة الإسلامية سياسياً وعقائدياً. فالسياسي جاء من سقوط الدولة العثمانية التي تضافرت عليها القوى الاستعمارية فقطعت أوصالها واستعمرت أطرافها. يومها قال الباب في روما كما ذكر الشيخ أبو بكر الجزائري "صفقي ياروما واندبي حظك يا مكة فلم يعد مسلم على وجه الأرض". أراد الله عز وجل بحكمته وقوته ان يتحدى الجميع فقيض رجلاً من قلب الصحراء ليس معه الا كتاب الله وحكمة الرجل، فانطلق يوحد هذه الجزيرة ويوفر الحماية لبيت الله عز وجل ولمسجد نبيه صلى الله عليه وسلم. أما العبرة فهي الأصل الذي ترد إليه النظائر، فالجهل بالإسلام كان ينتشر في شتى أنحاء المعمورة وابتعد الكثير يومها عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وتفشى الجهل بالدين حتى أصبح الدين سلعة للكسب، وأداة للتخلف والانحراف فانتشرت عبادة الأشخاص والقبور والأحجار والأشجار. عمل الملك عبدالعزيز على اتباع منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب في العودة إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وجعلهما حكماً بين الناس. وبالفعل تم ذلك، وتطورت المملكة مما جعلها اليوم تحظى باحترام الجميع ويتمتع شعبها بالأمن والاستقرار ويقول الله عز وجل "ولو ان أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض". أما العظة فهي الكلمات التي تحمل الناس على اصلاح السيرة. فعندما دخل الملك عبدالعزيز إلى مكةالمكرمة وطاف بالكعبة المشرفة، وسعى بين الصفا والمروة، وقف على جبل الصفاة ورفع يديه بالدعاء وسمعة الحضور، قائلاً: "اللهم إن كنت أعمل لملك أو جاه، اللهم فلا تنصرني، وإن كنت أعمل لرفع رايتك، راية لا إله إلاّ الله فانصرني». من أوكل أمره إلى الله كفاه، ومن استعان بالله أعانه". * رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية