عاشت مدينة القدس بمختلف احيائها وقراها ومخيماتها ليلة من المواجهات غير المسبوقة منذ سنوات طويلة وذلك عقب الجريمة المروعة التي ارتكبتها احدى عصابات المستوطنين فجر امس الأول باختطافهم الفتى محمد ابو خضير من قرية شعفاط شمال المدينة والتنكيل به واحراق جثته. واعلنت مصادر طبية فلسطينية ان نحو 200 مواطنا فلسطينيا اصيبوا خلال المواجهات التي انطلقت شرارتها من قرية شعفاط ومخيمها فجر الاربعاء وامتدت شرارتها الى باقي احياء وقرى المدينة المقدسة وتواصلت حتى موعد سحور أمس الخميس. وكانت المواجهات العنيفة مع قوات الاحتلال تجددت عقب صلاة التراويح الليلة الماضية وامتدت الى البلدة القديمة من القدس ومناطق سلوان، العيسوية، وقرية ومخيم شعفاط، والصوانة، والطور، وباب حطة، وحارة السعدية، وواد الجوز، وجبل المكبر، والعيزرية وأبو ديس، والرام، وعناتا، حيث اغلق الشبان الطرقات بالحجارة وحاويات القمامة وهاجموا جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة والالعاب النارية، فيما رد المحتلون باطلاق الرصاص وقنابل الصوت والغاز ما اوقع عشرات الاصابات في صفوف المواطنين. بدورها زجت قوات الاحتلال بتعزيزات مكثفة الى مختلف مناطق القدس لا سيما مخيم وقرية شعفاط، حيث منع الاهالي لليوم الثاني على التوالي حركة القطار الاسرائيلي. بدورهم، واصل قطعان المستوطنين عربداتهم واعتداءاتهم في العديد من مناطق الضفة، حيث هاجموا صباح أمس بالحجارة والهراوات السيارات الفلسطينية المارة قرب قرية جبع شمال القدسالمحتلة وهشمت زجاج العديد منها على مراى من قوات الاحتلال المتمركزة بالموقع. وكان الشاب عادل نبيل جودة، من قرية جبع اصيب بجروح جراء دهسه بسيارة مستوطن ونقل الى المشفى للعلاج. وقالت صحيفة "معاريف" العبرية أمس إن جريمة قتل أبو خضير أخرجت آلاف الفلسطينيين الى الشوارع مشيرة الى وجود تخوف من تدهور الأوضاع إلى انتفاضة ثالثة. ونقلت عن ضابط شرطة "حرس الحدود" قوله ان المواجهات التي شهدتها القدس امس هي بمثابة "انتفاضة صغيرة"، مضيفا: الحديث يدور عن مواجهات لم نشهدها منذ زمن طويل. وثمة تخوف من أن تتواصل وتنتشر إلى مناطق أخرى. ونقلت الصحيفة عن مصدر في جهاز المخابرات الاسرائيلية "الشاباك" قولها " إن الجهاز يبذل الجهود من أجل توفير إجابة بأسرع وقت لجريمة القتل، من منطلق إدراكنا أن الوضع قابل للانفجار".