أرى أن الأمن، والمعلوماتي بالذات قد أرغم البشر على الرجوع إلى الأساليب العملية القديمة. ففن الاختزال استعاد دوره في عالم الأعمال والصحافة، بدلا من تقنية التسجيل، ومُصغّراتها. المقصود بالكتابة السريعة (الاختزال) هو الكتابة بعلامات رمزية أسهل رسماً وأدعى إلى السرعة من كتابة حروف الهجاء العادية ليتمكن الكاتب من ملاحقة سرعة الإلقاء، حيث يعتبر فن الاختزال أو الكتابة السريعة من الفنون المتممة للثقافة الحديثة وممارسته تفتح آفاقاً جديدة للعمل المثمر للشباب، كما تستفيد منه شتى المصالح والمرافق الحيوية كقطاعات الإعلام والصحافة، والمال والاقتصاد، ومن يعملون في المكاتب الخاصة لكبريات الشركات القابضة، إضافة إلى رجال السلك الدبلوماسي. بالرغم من التطور التكنولوجي الكبير الذي حصل مؤخراً وظهور آلات التسجيل المتطورة وخاصة منها الغاية في الصغر، إلا أن المختزل يبقى محتفظاً بمكانته الرفيعة لاعتبارات كثيرة لعل من ضمنها انقطاع التيار الكهربائي عن المسجلة. وكذلك استخدام بعض الدول والمكاتب والقاعات، للحفاظ على أمن معلوماتها "أجواءً ممغنطة" داخل القاعات تحول دون عمل آلة التسجيل. نلاحظ في الغرب أن الحاجة قائمة إلى فن الإختزال في الكتابة، سواء كانت لعملٍ مكتبى تجاري، أو صحفي. ويتوجب على طالب العمل أن يُتقن هذا الفن ويتسابق بعدد السطور والكلمات التي باستطاعته أن يلتقطها ويدونها ويعيد إفراغها بنموذج طباعي بفقراته وفوارزه. وكانوا في إنجلترا يعطون الفرصة للفائز أو الفائزة بالوظيفة بعدد ما يستطيع كتابته وطباعته في الدقيقة. لكن تقنية وسرعة التسجيل الصوتي غيرت المعادلة. كاتب الآلة في سلالم الخدمة المدنية عندنا لا يترقى إلى مراتب أعلى، بعد تطبيق نظام ديوان الموظفين القديم. أما قبل ذلك فكانت الحال أسهل، ومن الممكن أن يترقى كاتب الآلة إلى مدير عام أو حتى وكيل. ربما لأنه من الأشخاص الذين لا يُستغنى عن وجودهم مع الوزير، خارج الدوام، وفي الانتدابات، ولديه من المهمات الكثير من ضمنها التأكد من وجود "شريط الحبر" وأن الآلة في وضع عملي مقبول. هل لاحظتم أيضاً أنه وبسبب الحاسب الآلي أصبح الشباب والفتيات يجيدون الآلة الكاتبة بعد أن كانوا يرون مهنة الطباعة لاتستحق أن ينظر إليها؟.