التقى أستاذ علم الاجتماع وعميد معهد البحوث بجامعة حائل الدكتور عبدالله الفوزان والدكتور ميسرة طاهر متخصص في علم النفس، بنحو 900 رجل وامرأة في مركز (سايتك) بالخبر الذي يقيم ملتقى نرعاك الثاني بشراكة مع (سبكيم). الدكتور ميسرة طاهر الذي ألقى محاضرة بعنوان (الحياة الزوجية بين الربيع والشتاء) قال: بيوت بعض الناس «أشد ظلما» من سجون أنظمة الطغاة والظلمة!. نتيجة ما يمارسه الأزواج في تعاملاتهم مع بعض. وحذر الفتيات من تصديق النغمة السائدة التي تتهم مجتمعاتنا العربية والخليجية على وجه التحديد بأنها مجتمعات ذكورية مخاطبا النساء:»لا أحد يضحك عليكن.. العالم كله ذكوري، في رسالة قصد منها تخفيف حدة الاتهام المتبادل بين الأزواج. وأوضح طاهر للحضور أن آفة الناس تكمن في أنهم يفكرون في الغالب «كيف يجعلون من الآخر يحبهم؟». بينما يجب أن يبحثوا عن الأساليب التي تمكنهم من إتقان طرق حب الآخرين، أي أن تكون البداية من قبل الإنسان ذاته. ونبه من انتشار المفاهيم المستقاة من الثقافات الأجنبية التي لا تناسب المجتمعات العربية مثل فكرة مصارحة أحد الزوجين الطرف الآخر ب «الماضي السابق السلبي» وحذر الزوجات من استدراج أزواجهن حينما يطلب الزوج من زوجته مصارحته بماضيها، مهما وعدها الزوج بأنه لن يحاسبها على ما مضى أو حتى إذا وعدها أنه لن يتغير عليها بعد أن تصارحه. كما حذر من فكرة أن الزواج ليس غاية تستحق الحرص حيث يمكن أن يحقق الإنسان رغباته خارج إطار الزواج، كأن يشبع الحاجة إلى الجنس بلا زواج شرعي وغيرها، مشيرا إلى أن بعض الدول في العالم المتقدم تتجه نحو الانقراض نتيجة تبنيها مثل هذه المفاهيم. وأكد الدكتور ميسرة على أن المجال يجب أن يتسع لعلماء الاجتماع بما يمكنهم من مساندة جهود كافة مؤسسات الدولة التي تعنى بتدعيم أمن واستقرار المجتمع، حيث استتباب الأمن يبدأ من استقرار الأسرة. ولفت الدكتور ميسرة إلى خطورة تبني بعض الأزواج لأسس الحوار»الفرعوني» -على حد وصفه- الذي يقوم على التكذيب والاتهام والوعيد، وقال إن «صمت الزوجة» إحدى علامات تأذي الزوجة من ممارسة الزوج الحوار «الفرعوني» في حل القضايا والمشكلات، داعيا إلى تبني الحوار المتسامح الذي أطلق عليه «الحوار المحمدي» الذي من أسسه تقديم العذر للطرف الآخر والتسامح وعدم تحميل الآخر ما لا تحتمل طاقته، كما حذر النساء من التعامل مع الرجل بمبدأ الندية الذي يسهم في خلق المشكلات. فيما قال الدكتور عبدالله الفوزان خلال الملتقى الذي حضره مستشار وزير الداخلية الدكتور عبدالرحمن الهدلق: «وجدنا من خلال الدراسات ان 20% من حالات الطلاق تقع في السنتين الأوليين من الزواج لذلك أنا أقول هذه إشكالية كبرى متعلقة بكيف ننظر نحن للزواج» وذكر الفوزان أنه اكتشف خلال خبرته المهنية أن الثقافة الزوجية لدى الكثير تكاد تكون صفراً. ودعا إلى إعادة النظر في المناهج التعليمية التي تدرس»تضاريس جيبوتي ومحاصيلها الزراعيه»، وتتجاهل ضرورة تعليم النشء كيف يبنون حياة زوجية سعيدة» ، محذرا الآباء من إجبار أبنائهم على الزواج بمن لايرغبون، واصفا اولئك الآباء بأنهم يؤسسون لعلاقات أسرية «فاشلة» قبل أن تبدأ. هذا وأبدى جمهور ملتقى نرعاك الثاني الذي اختتم أعماله الثلاثاء الماضي جرأة من أي جمهور في الملتقيات الأخرى، إذ ناقش الملتقى سلسلة من الظواهر المجتمعية التي تشكل خطرا على أمن الأسرة واستقرارها. ومن بين أبرز مداخلات الجمهور ماقالته فتاة فضلت عدم التواري والاكتفاء بالكتابة التي غالبا تكون بلا اسم صريح، حيث التقطت فتاة مايكرفون الصوت متحدثة إلى خبيري التنمية الأسرية المستشارين عبدالله الفوزان وميسرة طاهر بسؤال قالت فيه:» إني أعمل في وظيفة بسيطة وتقدم لخطبتي رجل كبير في السن ولكنه ثري جدا، فهل من الخطأ الموافقة عليه خصوصا وأني أحتاج أن يكفيني حاجة الوظيفية.. أرجو الإجابة بنعم أو لا؟!. ليجيب عليها الدكتور ميسرة طاهر بعد أن ظهرت على وجهه علامات التعجب.. :» يابنتي.. ليس دائما هكذا تكون الحلول ولا يمكن أن أجيب على هكذا موضوع بنعم أو لا. وبإصرار الفتاة على طلب الإجابة. قال طاهر لها ..»هل عندك ضمان ان هذا الرجل الكبير الثري سوف يتعامل معك ويحترم انسانيتك، هل عندك ضمان أن هذا الرجل سيؤدي واجباته الزوجيه بأكمل وجه؟» لترد الفتاة أمام الحضور .. «نعم. وأنا متأكدة ..ليرد عليها الدكتور ميسرة.. كيف لك أن تعرفي وانتِ لم تتزوجي منه؟!!. قالت جلست معه أكثر من مرة!!. هذا الحوار دفع الدكتور ميسرة للقول .. :»هذا السؤال يُشتم منه أنها ترغب في من يعطيها الضوء الأخضر، وأنا لا أستطيع تحمل المسؤولية.، القرار بيدك، وليس بيدي وانتِ مقبله على مشروع فيه مساحة من المغامرة، هذه واحدة من المداخلات التي تكشف حاجة المجتمع إلى مرجعية علماء الاجتماع. وفي الوقت ذاته تناول الدكتور ميسرة طاهر والدكتور عبدالله الفوزان في أول أيام الملتقى عدة ظواهر مجتمعية، من بينها «ظاهرة تسلط الزوج» على أموال الزوجة «العاملة» أو الزوجة «الوارثة». إذ يقول المستشار الأسري الدكتور ميسرة طاهر: "قد تكون الزوجة صريحة مع زوجها وتتحدث عن دخلها وما لديها من ممتلكات، عندها من الممكن أن تثير في نفس الزوج مظاهر الطمع». مشيرا إلى أن هذه القضية تحتاج إلى دراسة، حيث يعتقد بعض الأزواج أن ما تمتلكه زوجته له حق فيه، كذلك الزوجة قد تعتقد أن لها حقا فيما يمتلكه زوجها بما يجعلها تطمع والطمع سيكون مضاعفا ان اعتقدت المرأة ان مال زوجها وكل ما يملكه لها ولأبنائها خصوصا حينما ينفق الزوج على والديه بما يجعلها تغضب معتقدة أنه ينفق من مالها. وقال طاهر إن شريحة من الأزواج لم تبلغ قناعتهم المبدأ الشرعي -مال الزوجة ملك لها وليس ملكا لك-، متسائلاً .. من الذي يعطي الزوج حقا في مال زوجته، إلا إذا تفضلت هي من تلقاء ذاتها، مبينا أنه حينما تكون المستويات التعليمية منخفضة يشيع «طمع الزوج» في مال الزوجة بل انك تشتم رائحة «انه ماتزوجها إلا لأنها موظفة». حيث يصادر بعض الرجال «بطاقة الزوجة للصرف الآلي» مايجعلها تتوسل إليه لكي يمنحها راتبها، مؤكدا أن بعض الرجال يبتز زوجته حتى يحصل منها على المال. مشيرا إلى أن أقبح صور ابتزاز الرجل لزوجته بدافع المال هو ابتزازها في «فراش الزوجية»، داعيا إلى عمل مشترك بين وزارة الداخلية ووزارة العدل غرضه حماية الزوجات «جسديا وماليا» من خلال الأنظمة والقوانين. أما في ظاهرة البويات فقال الدكتور عبدالله الفوزان: إن من عوامل تحول الفتاة إلى فتاة مسترجلة ما يقع من قبل الأسرة أو محيط الفتاة بلا قصد، بما يجعل الفتاة تنتقم من أنوثتها، مدللا على قوله بما يفعله بعض الآباء حين ينحازون لأبنائهم الذكور على حساب حقوق الفتيات بما يجعل الذكر هو المنتصر الأمر الذي يجعل الفتاة تعتقد أن سمات الذكر هي مصدر القوة المطلقة بما يجعل الفتاة تلعب دور الرجل. جانب من الحضور