موقف المملكة العربية الحازم من معاقل الارهاب يحمل لغة قوية وحاسمة وواضحة.. البدء تجريم الفكر المنحرف ثم تحديد المؤسسات العامله او الداعمة له كمؤسسات او أفراد.. موقف المملكة القوي يمثل قرارا نوعيا في حماية الامن والاستقرار للبلاد.. وحماية مستقبل الاجيال من استمرار انسياب فكر وثقافة التطرف.. تمدُّد هذا الفكر اخذ وقتا طويلا وخطأنا محليا اننا تعاملنا معه بنعومة وربما بتغاض كبير عن سلبياته المكشوفة والتي شكلت ضمن ماشكلت معوقات للتنمية.. فكان من ارهاصات هذا الأمر اقصاء المرأة.. مع عزل المجتمع عن بعضه البعض.. رفض بعض المظاهر والفعاليات الثقافية.. وايضا كانت سببا في مرحلة اخرى للمثير من المشاكل مع دول صديقة خاصة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر.. بمحاولة تفكيك المراحل البنائية لهذا الأمر سنجد ان اصحابه يتميزون بالانتهازية والتنظيم وسرعة الانقضاض لمصالحهم دون اعتبار للمصلحة الوطنية او البعد الشرعي رغم ارتدائهم للدين كجلباب يحميهم ويعطيهم شرعية وايضا للتحصيل المالي والبعد عن الاشتباه بهم وباعمالهم غير الشرعية حيث القيام احيانا بغسيل الاموال.. او الحصول على تبرعات تحت غطاء مقبول اجتماعيا ورسميا وتوجيهه لمشاريعهم الارهابية بكل اشكالها.. نعود لنمو هذا الفكر في الداخل فنجد انه للاسف تجذر في غير مؤسسة ولكن الاهم هو المؤسسة التعليمية سواء في التعليم العام او العالي ايضا بشقيه الرجالي والنسائي.. ونما هذا الفكر بهدوء وبعيدا عن اثارة الزوابع من حوله.. وإن كان هناك من قام يرصده بهدوء وصمت ولكن بسلبية.. والنتيجة نموه وتمدد جذوره اكثر واكثر في العمق.. ثم اكتشفنا مع الوقت ان كثيرا منا يستظل بظله مرغما وربما دون علمه.. ولان مخرجات التعليم تدخل كل بيت وكل مؤسسة حكومية واهلية.. فقد نبتت لهم مخالب في غير مكان.. وجاء الوقت الان لقص الاجنحة وتحجيم هذا الفكر وكشف المنتمين له.. مع تعرية هذا الفكر واصحابه.. والاهم تجفيف دعمهم معنويا وماديا وإخراجهم من مؤسسات التعليم بنفس القوة والجرأة التي كان عليها الامر الملكي.. والذي تبعه توضيح مفصل من وزارة الداخلية يحدد تلك التنظيمات والمحظورات الامنية والفكرية.. ولعل تحربتنا السابقة في مواجهة الارهاب تفيدنا جميعا وخاصة المؤسسات التعليمية بحيث تتحمل مسؤوليتها الوطنية واجتثاث هذا الفكر من جذوره في معقله الاهم وهو المدرسة والجامعة ومفاصل صناعة القرار في تلك المتظومة.. نعم التعليم اهم مكان لبناء الامم او إضعافها.. وحان الوقت بل وربما تأخر كثيرا في قيام المؤسسة التعليمية لدينا بحماية الامن الفكري في مجتمعنا وبالتالي حماية مجتمعنا ومقدراتنا الوطنية عموما..لابد من اجتثاث هذا الفكر من معاقله في المؤسسة التعليمية سواء في منظومة التدريس او اعداد المناهج او المناشط اللاصفية في التعليم العام والندوات والمؤتمرات والمحاضرات في التعلم العالي وقاعات المحاضرات الاكاديمية حيث الفكر الاخواني يسيطر على عقول بعضهم وبعضهن، ويعملون بكل اجتهاد على غرسه في وجدان الشباب والفتيات لتجنيد شبابنا وفتياتنا لصالح مخططاتهم وفكرهم المتطرف وقد جاء ذلك عبر ممارسات متنوعة منها البسيط في شكله ومنها المتعمق في مضمونه.. حيث جمع التبرعات وتوزيع المنشورات والاشرطة سابقا وتنظيم الجهود وحشد الطاقات لمواجهة اي فكر تنويري او مبادرة لاختراقهم بايجاد رأي آخر يتيح للمجتمع ككل الخروج من احادية الرأي.. اليوم الكرة في ملعب المؤسسات التعليمية وعليها مسؤولية وطنية وامانة الحفاظ على وطننا ومستقبل مجتمعنا باغلاق منافذهم والتعامل معهم بقوة والتخلي عن السياسة الناعمة فمخالبهم الان باتت جارحة وتقليمها لن يأتي بالرفق بل بقصها واقصائها وتعريتها للجميع فكما نطالب بالتشهير بمجرم لابد من التشهير بمن يخون وطننا ومجتمعنا وأمننا تحت اي غطاء فكري متطرف يمينا او يساراً..