يجذب جناح مكةالمكرمة زوار قرية الجنادرية إليه بما يقدمه الجناح من تراث عريق لمنطقة اكتسبت بعداً وجدانياً في نفوس سكان المملكة وأغلب مسلمي العالم وما يعكسه الجناح من بساطة سكان تلك المنطقة وحرفهم اليدوية وأكلاتهم الشعبية وما يحويه من أقسام تعرف بتراث تلك المنطقة وقسم خاص لمشروع تعظيم البلد الحرام الذي يقدم سردا تاريخيا لمكة. ومن أبرز أقسام الجناح بيت مكة، والذي قال عنه مسؤول العارضين في جناح مكةالمكرمة ممدوح الدهاس أنهم حاولوا هذه السنة التجديد عن العام الماضي وذلك بتغيير بعض المقتنيات الأثرية في بيت مكة، وذلك لعكس الطابع الذي كان يميز بيوت مكة وأهلها سابقاً، وتم تغيير الشيء الكثير في الديكور، وذلك لأن بيوت مكة لم تكن كلها ذات طابع واحد، فتم التجديد لإبراز ذلك التنوع، وتقديم شيء جديد لزوار بيت مكة عما شاهدوه في العام الماضي. وبين الدهاس أن أكثر ما هو موجود في بيت مكة عبارة عن مقتنيات، وفي غالبها مقتنيات أثرية، من الصمواه وأنواع قديمة من الراديو، وجهاز السينما سابقاً الذي كان يتواجد في بعض بيوت مكة، بالإضافة إلى المباخر وبيت الدرج وأدوات المطبخ والتي حاولنا أن نغيرها ، كما تم تغيير الجلسات المسماه بالطرف عن العام الماضي لإبراز الاختلاف، متمنياً أن يستمتع زوار الجنادرية بمحتويات بيت مكة. كما يوجد في الجناح بيت جدة، والذي قال عنه المهندس سامي نوار من أمانة جدة والمشرف على بيت جدة بالجنادرية بأنه مبني بالحجر المنقبي البحري من جدة، وهو مكون من دورين وسطح وطيرمه، حيث يشاهد الزوار في الدور الأرضي المقاعد والمجالس للرجال، وفي الدور العلوي يوضح كيف كانت حياة الأهل، ويبين كيف كان استخدام السطوح وكيف كان استخدام الطيرمه، وهي الغرفة العالية التي تشرف على كل ما يحيط فيها، وتكون مفتوحة لدخول الهواء للتبريد للتغلب على طقس جدة الحار. وبين المهندس نوار أن مكونات البيت كثيرة منها أثري، وبعضها المكونات مصنعة مثل الجلسات، لكن تصنيعها جاء بشكل متطابق مع كان في الماضي ليحاكي الواقع والشكل القديم لمكونات بيت جدة، وأشار إلى أن طريقة العرض في البيت تغيرت عن العام الماضي، فكان داخل البيت كراسي أكثر ساهمت في ضيق البيت، ولكن في هذا العام تم إزالتها لتعطي مساحة لتحرك الزوار براحة داخل البيت، كما تم تغيير بعض المواد التراثية التي كانت موجودة العام الماضي وإحضار أشياء مختلفة، كما كان في العام الماضي داخل البيت قسم للسمك والبحر، تم تقليله هذه السنة لإضفاء مساحة كافية للتحرك داخل البيت. كما يوجد في الجناح بيت الطائف، الذي تحدث عن مميزاته محمد بن هميل آل هميل السبيعي وكيل أمانة الطائف والمشرف على بيت الطائف، حيث قال ان بيت الطائف يتميز بموقع في جناح منطقة مكةالمكرمة، في أعلى الجناح ليعبر بذلك عن طبيعة مكةالمكرمة وموقع مدينة الطائف بالنسبة للمنطقة على جبال السرات، ويتميز البيت بالتعبير عن طبيعة الطائف حيث الخضرة والأشجار والورود المحيطة بالموقع، كما أن تصميم البيت يعبر عن بيوت الطائف القديمة، بتواجد الديوان كعنصر أساس في البيت، وهي عبارة عن جلسة تطل على فناء مفتوح. وأشار آل هميل بأن بيت الطائف مبني من الحجارة التي جلبت وأحضرت من الطائف، وتعبر عن بيوت الطائف بشكل فعلي ودقيق، ويحتوي البيت الطائفي الموجود في جناح منطقة مكةالمكرمة على جميع القطع التراثية التي تتواجد في البيوت القديمة، من أثاث وفرش وملابس وأدوات القهوة والطبخ وأيضاً أدوات نقل واستخدام المياه، وجميع القطع المتواجدة داخل البيت أشياء أثرية قديمة جداً، وتتراوح بين فترات زمنية مختلفة، والجديد في بيت الطائف لهذا العام هو إحضار عملات معدنية قديمة، بعضها يصل إلى سندات الحجاج قبل وجود العملات. بيع الكبدة ونوه وكيل أمانة الطائف والمشرف على بيت الطائف بوجود مبنى سوق عكاظ وبيت تراثي قديم من بيت الشعر يعبر عن أسواق عكاظ في ذلك الوقت بجانب بيت الطائف، مشيراً إلى أن جميع المحتويات في بيت الطائف وفي مبنى سوق عكاظ هي عبارة عن تحف وقطع تراثية قديمة، مختتماً حديثه بأن بيت الطائف يستقبل زواره بسجادة من الورود، وفي داخل بيت الطائف ماء الورد وماء الكادي، وهي مما يشتهر به الطائف، فهي مدينة الورد كما سماها سمو الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم. ويوجد في جناح منطقة مكةالمكرمة قسم كبير يقدم المأكولات والمشروبات المعروفة، مثل الكربو والحبش، وشاورما مكة أيام زمان وفلافل مكة، والسليق الطائقي والمبثور والسمبوك، بالإضافة إلى المقلقل والمنتو والفرموزه، والكبيبه والطرمبه، والمعجنات والكنافة والمعصوب، وبليلة مكة والنقلي، والسوبيا وماء زمزم، والعسل ودهن العود والورد الطائفي. كما يوجد في الجناح قسم السوق الشعبي والحرفيين، والذي يقدم مهنا قديمة منها الهواري، وسن السكاكين والمقصات، والنحاسيات وتصليح البنادق والصائغ، بالإضافة إلى خياطة الملابس الرجالية والنسائية، وزخارف ونقوش إسلامية، والفخاريات والمساويك والسروج والأحزمة الجلدية، بالإضافة إلى المنجد والسمكري والقراري. وتحدث رزق الله العتيبي الذي يعمل بمهنة القراري منذ 40 سنة، أن عمل القراري عبارة عن تكسير للصخور التي يتم إحضارها من المنطقة الغربية ومن الجنوب ومن الباحة، وتصريفها وتطويعها للبناء بها، دون استخدام أسمنت أو طين أو أي مواد تستخدم للصق الصخور ببعض، بوضع حجارة صغيرة تسمى بالمدماك بين الصخور الكبيرة، حتى يتم رصفها رصفاً ووضع الحجر في مكانه المناسب بالضبط، ويبقى ثابتاً دون أي اختلال. وأشار رزق الله العتيبي الى أن هناك قرى ومباني موجودة إلى وقتنا الحالي مبنية بتلك الطريقة في المنطقة الغربية، حيث يخرب ويفسد الخشب بالبواب والشبابيك ويبقى الجدار مثلما هو، موضحاً أن ما يميز المبنى المصنوع من تلك الصخور بقاءه بارداً في الصيف ودافئاً في فصل الشتاء، وهو ما حبب الناس بالبناء بتلك الطريقة، وداعهم للعودة لها عن طريق بناء غرف صغيرة في المزارع والاستراحات، وهو ما انتهجه رزق الله كفرصة استثمارية، حيث يقوم بممارسة تلك المهنة التي يهواها، ببناء أحواض أزهار في المزارع والاستراحات. ومن ضمن المهن المعروضة في الجناح مهنة النقلي، وهي بائع المكسرات كما يوضح محمد صبغة الذي يعمل بهذه المهنة، حيث كان يطلق قديماً على المكسرات مسمى النقل، لأن الحجاج وهم خارجون من مكة يأخذون معهم هدايا نقل، وينقلونها معهم لذلك سميت بالنقل، وبين صبغة أنه مازال هناك عوائل تمتهن تلك المهنة في مكة إلى الآن وتسمى بالنقلي، كغالبية عوائل المنطقة الغربية التي تسمى وتعرف بمسمى المهنة التي يعملون بها. كما يعرض في جناح مكةالمكرمة مهنة السمكري، وهو ملمع النحاسيات ومورب الدلال كما يشرحها الحاج محمد علي الذي يعمل بتلك المهنة، حيث يقوم السمكري بتلميع النحاسيات وتنظيفها وترويب الدلال وتصليحها وتلميعها من الصدأ، حيث تشتهر منطقة مكةالمكرمة بالنحاسيات، فغالبية أدوات الطبخ والأكل في القدور النحاسية، ويملك الحاج محمد في دكانه بالجنادرية قدراً قديماً يتعدى عمره الستين سنة، تبلغ قيمته 3 آلاف و500 ريال، ويضيف الحاج محمد أنه لا تزال مثل تلك الدكاكين في مكة لكنها قليلة جداً، وليست منتشرة بكثرة مثل السابق، حيث يتواجد دكان واحد أو دكانان فقط. طريقة طهي المقلقل القراري ذرة مشوية على الطريقة الحجازية