بدا بالقيل من قلبه حزيني وجيعٍ في حب الطفلتيني فاجنني لاقنني عيد الأضحى وداسني بذرعان اليديني ابمقرن سكتينٍ صادفني خذن الروح معهن قسمتيني عليهن زي ما شفته بعمري ياكود ابهن نسيج الخشفتيني انا قلت البدر والا الشمس قطعا وهذا اللي تحقق في يقيني فلما درت شوفي وبصري وإلى هن الاحباب الطفلتيني يسون مملكة قيصر وكسرى وشرق وغرب عند المثمنيني وانا من عرضهم افدي بروحي وعمري والجسم والمقلتيني طويلات الذوايب والترايب لهن شيٍ كما فنجال صيني طويلات العنوق مسولعات مهضومات البطون مظمريني مخموصات الوسط من المكالي ثقيلات النهوض بقبتيني تشوف الدر بوسط الثغر يوضي ومديوث الشهد بين الشفتيني ضربني واحدٍ منهم بلحظه شرعني بسيف الحاجبيني ضربني لحظه من قلبٍ مصخر صفح خدي ولجلج لي بعيني فلما أن تيقني وعرفني نقض مجدولةٍ مثل العريني سكرت ودخت ولا ادري وين ايمم ولا اعرف الخنين من الرنيني رشفني ريحته واذهلت عقلي خمر الروس نوجات الخنيني سئلتهم قلت أهلكم بأي يمه ظعنكم شال والا مرتعيني عطني الصدق يا غر الثنايا عساكم مسعدين وراشديني عطوني الصدق قالوا شرق أهلنا يمين الجال شفهم نازليني وحنا ناخذ قلوب الهبايل وعلى ذبح العيال معلميني وندري بالجوق من غير شين وتهيض غرام الدايخيني وغير الشوف ما تلقى ورانا يا كود البرق يقضب باليديني وصلات الله مني والسلام على المختار سيد المرسليني الشاعر: هو محمد العليمي وفق ما جاء عند منديل الفهيد (رحمه الله) وأنه من بلدة العيينة ويرد اسمه عند بقية الرواة (العليمي) مما يدل أن شهرة الانتساب طغت على شهرة الاسم ويؤيد ذلك ما جاء ذكر ابن فضل الله العمري من أهل القرن الثامن الهجري "في نجد عائذ ومنهم بنو سعيد وشيخهم العليمي"وشاعرنا من أهل القرن العاشر الهجري بدلالة معاصرته للأمير قطن بن قطن بن قطن بن علي بن هلال بن زامل بن جبر الذي عاش في أواخر القرن العاشر الهجري وكان يسيطر على قلعة منح وشمالي عمان وتعتبر يبرين عاصمة ملكه وقد لجأ إليه العليمي ومدحه بقصيدة تتفق الروايات على مناسبتها في خديعة العليمي بتطليق زوجته (حصة) بغرض تزويجها من آخر، وكيف أن قطن بن قطن ساعده في استردادها.ومطلع القصيدة: يا زايري في عمان ٍ قبل ينجالي جنح الدجى والملا في النوم ذهالي يا مرحبا بالذي قد زارني وهن جنح من الليل عندي طارشٍ غالي و قد ذكر الشاعر في قصيدته اسم قطن بشكل مفصل في الأبيات التالية: قطن ابن قطن ابن النخي قطن ولد علي نجيب الجد والخالي خايض جموع العدا في كل هيزعه خرسا تجاول بها فرسان الابطالي دراسة النص: ورد النص في مخطوط ابن يحيى وجاء على بحر الهزج بتكرار مفاعيلن ثلاث مرات وفي الشعر العامي يسمونه اللحن القصير من اللحن الشيباني الذي تكرر فيه مفاعيلن أربع مرات، ورغم أن هذا اللحن قليل الاستخدام ولكن يبدو أن النظم على هذا اللحن كان سائداً في القرن العاشر الهجري حيث سبق وتناولنا بالتحقيق قصيدة الشاعر فايز السريجي من أهل القرن العاشر والتي مطلعها: يقول فايز وفايز السريحي وبقعا مال لحلواه مقار تبيد بالعباد ولا تبيد ويجي مع كل فج إلها مغار ولا شك في أن الشعر العامي قد حفظ لنا مشاهد من حياة موغلة في القدم عاصرها الشعراء وخلدتها قصائدهم وهذا النص الذي بين يدينا يصف مشهداً غرامياً بدأ فيه الشاعر شاكياً حالة الحزن والألم التي أصابته نتيجة تعلقه بفتاتين بعد أن تفاجأ بمقابلتهن في نقطة التقاء طريقين (سكتين) وذلك في يوم عيد الأضحى وقد فتن بهن ثم يذكر أنهن غريبات لم يسبق أن شاهد أحداً يرتدي مثل أزيائهن، ثم يصف جمالهن مؤكداً أنه في البداية أعتقد بأن إحداهن قمر والأخرى شمس وأنهن بهذه الفتنة والملاحة يعادلن مملكة قيصر وكسرى بل العالم من شرقه وغربه لا يساوي بجانبهن شيئاً عنده وعند كل من يقدر الجمال ويعطيه حقه بل أن الشاعر على أتم الاستعداد أن يقدم حياته وأعز ما لديه فداء لهن واصفاً ما يتميزن به من طول الشعر وصغر النهد وطول العنق وضمور البطن ونحول الخصر وثقل نهوضها عند القيام ولمعان الأسنان التي هي كالدرر وكيف أنه أغمي عليه ثم أفاق على رائحة جدائلها ليسألهن عن أهلهن هل هم مستقرون أو راحلون؟ ليُجبنه بأن أهلهن يقطنون في الشرق في يمين ذلك الجبل وأنهن قد تعلمن على سلب قلوب وألباب العشاق ولكنهم لن يدركوا منهن شيئاً سوى المشاهدة فقط فمثلهن كمثل البرق الذي لا تمسك به الأيدي. ابن يحيى ابن فهيد مخطوط نص العليمي