مثلما الرياضة السعودية تعاني من سوء تطبيق القرارات وتفاوت عقوبات اللجان ضد ناد وغيابها أمام الآخر، فهناك من هم في الاندية واللجان والاعلام يعانون من «الجهل» وسوء التدبر، ليس الكل إنما مجموعة عرفت بالخروج عن جادة الحقيقة، والاتجاه الى حيث العمل على التضليل ومحاولة ايهام الشارع الرياضي بتصورات وتخيلات أوجدتها العاطفة والتعصب، ونعجب كثيرا عندما تكون الصورة واضحة واللوائح موجودة فيتجاهلها البعض بأسلوب مكشوف ينم عن تعمد تغيير الواقع، وتقديم صورة مشوشة ومثيرة للكثير من علامات الاستفهام، خذوا مثالا قضية الهلال والاتحاد وادعاءات الأخير ان جماهير النادي المنافس هتفت ضد منافسه في الجولة الرابعة من دوري (عبداللطيف جميل) بعبارات عنصرية، لم يكن الأمر محصورا بين انصار وادارتي الناديين الكبيرين واللذين يعدان واجهة الكرة السعودية، إنما هناك من دخل على الخط ليس حباً في الاتحاد ولا تعاطفا مع الهلال، ولكن من اجل نفث سمومهم في الجسد الرياضي ورفع حدة الاحتقان لمآرب غير نزيهة وذلك من خلال التباكي والتشكيك والادعاء بحرصهم على العدل، بينما الواقع يقول ان منسوبي اندية هؤلاء يتجاوزون ويسبون ويشتمون ويتعدون على (عباد الله) بالقول والعمل من دون ان يتحرك الداعون الى الفضيلة والتمسك بالاخلاق الى معاقبتهم، هناك لاعبون وإداريون ورؤساء أندية شقوا الصف الرياضي بتصريحاتهم المسيئة وتجاوزاتهم(على الهواء)، وهناك من طالب بإعادة تأهيل وتربية نجوم كبار، بل وصفوا بعض لاعبي أندية بأوصاف بعيدة عن صفات الرجال، ووصل بهم الحال الى تشبيه الاعلاميين المنتمين لفرقهم ببعض الحيوانات مجردين إياهم من الصفات الانسانية، ثم الدعوة الى مقاطعة منتخب الوطن الذي يعتبر فوق الاندية، وهناك من استغل شبكة التواصل وطالب الجماهير بالنزول الى الشارع كدعوة الى الفوضى لأن فريقه لم يفز ولم يتحرك «حراس الفضيلة الجدد من الاعلاميين والمسؤولين في الاندية» بل لاذوا بالصمت على طريقة (لا أرى.. لا اسمع.. لا اتكلم). يقول بعض المطالبين بالفضيلة التي يريدون من الاخرين الالتزام بها، وهم يحيدون عنها ويقبلون عليها حسب الهواء.. لماذا(لم ينظر الاتحاد السعودي لخطاب الاتحاد الدولي بشأن العنصرية؟)، حسنا فعل (الفيفا) بتنبيهه على الاتحادات الاعضاء لمحاربة ما يسيء للمجتمعات، ولكن هل تضمن هذا الخطاب قضية الهلال والاتحاد ام ان الأمر مجرد تنبيه على محاربة العنصرية في البلدان كافة، اي تجاوز ضد اي ناد او اي شخص وفي اي مجال آخر أمر مرفوض ولايمكن قبوله فمصلحة الوطن ولحمة المجتمع فوق اي اعتبارات اخرى، ولكن لماذا يكون الشجب ضد احداث وتجاوزات، والصمت والتواري عن الانظار ضد احداث وتجاوزات اخرى من دون ان يذرفوا دموع التماسيح؟، سترون ممارسات عنصرية في المستقبل ومن بعض جماهير الاندية اذا استمر الوضع الحالي، وتذكروا هذا الكلام جيدا، وقتها لن تقرأوا اي عبارة نقد وتباك، لماذا؟ لأن «حراس الفضيلة الرياضية الجدد» لايحرسون إلا جانباً واحداً وهو فريقهم المفضل والتفاعل مع أي قضية طرفها النادي المنافس، حتى بعض الذين يطالبون بنبذ العنصرية، كانوا هم(عرابيها) واول من اشعل نارها بعدما كانت خامدة، اشعلوها بالرسومات المسيئة والعناوين الخادشة للحياء التي تعكس اخلاقيات البعض وتدنيها، قسموا «اهل الرياضة» بطرح المقالات التي يندى لها الجبين، هم يرون ضرورة الالتزام بالاخلاق عندما يرون ان هناك من يمس انديتهم بكلمة نقد، اما عندما تضرر الاندية الاخرى فهذا مباح وحرية اعلامية بل شجاعة وضرورة. أما كارثة الكوارث التي لايختلف خطرها عن خطر اطروحات(عرابي العنصرية) فعندما يتولى القضاء الرياضي اناس لايختلفون عن فكر هؤلاء عملا وتعصبا وولاء اعمى للاندية، نعم الاعلام الرياضي فيه المتردية والنطيحة وهم كثر، وهناك الشرفاء الغيورون على مصلحة الوطن وهم قلة، ولكن ان يصل الحال باللجان الى اثارة الفوضى ومحاولات التدليس وتغيير الحقائق فتلك مصيبة كبيرة بل عامل مساعد على ان تذهب الرياضة الى ماهو أبعد من التنافس داخل الملعب.