تُعدُّ الأنشطة الطلابيَّة إحدى البيئات الحاضنة للإبداع والابتكار، كما أنَّها تكتشف وتصقل المواهب، وذلك عبر تقديم العديد من البرامج والفعاليَّات في عدد من المجالات التي تستهدف نخبةً من الطلاب والطالبات المُبدعين لتؤهلهم للمشاركة في الاولمبيادات والمُنافسات الرياضيَّة العالميَّة، والمؤتمرات العلمية. وأكَّد عدد من المسؤولين عن هذه الأنشطة أنَّ خطة النشاط الطلابي تأتي دائماً مُترجمةً لسياسة التعليم في المملكة، كما أنَّها تنطلق من التوجُّهات المستقبلية ل "وزارة التربية والتعليم" عبر "مشروع المدرسة نواة التطوير"، الذي يرتكز على شموليَّة النشاط الطلابي وجعله منوعاً وجاذباً للفئة المُستفيدة وتقديمه علاجاً للعديد من القضايا التربوية عبر مناشط مُتعدِّدة تهدف إلي ترغيب الطلاب والطالبات بالمدرسة، وذلك عن طريق تنمية القيم التربويَّة وبناء الاتجاهات الإيجابيَّة، مع إكساب الطلاب والطالبات المهارات الحياتيَّة اللازمة، واكتشاف المواهب في شتى المجالات وصقلها، مُشيرين إلى أنَّه يتم تقييم نتائج هذه الأنشطة في نهاية كل عام دراسي؛ حتى يتم استدراك الجهود في العام الذي يليه، وتلافي أيَّ قصور أو إخفاق في العمل، مؤكِّدين على أنَّ العديد من الطلاب والطالبات الذين مثَّلوا المملكة العام الدراسي الماضي في العديد من المحافل الدولية حصدوا العديد من الجوائز والميداليَّات فكانوا بذلك سفراءً التفوُّق الفكري للمملكة. مشاركة أولياء الأمور وذكر "محمد الصايغ" - مرشد طلابي- أنَّ مدارس التعليم العام تهتم بتقديم العديد من البرامج و الإجراءات اللازمة لرعاية الطلاب المتفوقين والموهوبين ومن يُعانون من الضعف الدراسي، ومن ذلك برنامج "موهبة" وبرنامج "الطريق إلى سوق العمل" وبرنامج "تواصل" لتعزيز المشاركة الاجتماعية، وبرنامج "معاً نحو التفوق"، إلى جانب العديد من البرامج التوعويَّة، مثل برنامج "ترشيد الطالب"، وبرنامج "بيئتي"، وكذلك العديد من البرامج الدينيَّة ك "برنامج صلاتي نجاتي"، مُضيفاً أنَّه في إطار تعزيز الأمن الفكري سيتم هذا العام اعتماد برنامج "بر الوطن"، مُشيراً إلى أنَّ عمليَّة تنفيذ بعض الأنشطة تكتنفها أحياناً بعض الصعوبات، ومن ذلك ضعف مشاركة العديد من أولياء أمور الطلبة، وعدم قابلية بعض مؤسسات المُجتمع المحلِّي للمساهمة فيها، وعدم وعي بعض المُعلِّمين بقيمة النشاط وأثرة الايجابي. نحتاج إلى تكثيف «البرامج النوعية» ومشاركة «المسؤولية الاجتماعية» للقطاع الخاص برامج نوعيَّة ولفتت "هيام عسيري" - مديرة نشاط الطالبات بالإدارة العامة للتربية والتعليم بعسير- إلى أنَّ إدارة النشاط ركَّزت على طرح برامج نوعيَّة فاعلة ستُسهم في تطوير الخطط المدرسيَّة، والرفع من مستوى الأنشطة عبر برامج تدريبيَّة خاصَّة بكل نشاط على حده، مُضيفةً أنَّ الإدارة نفَّذت في العام الماضي العديد من البرامج التي هدفت إلى تطوير شخصيَّة الطالبة، وتوسيع مداركها، مُشيرةً إلى أنَّ من أهمها مشروع مستقبلي، وإقامة معرض تسويقي لمنتجات الطالبات من أعمال حرفية ومهنية مُتقدمة، وتنظيم ندوة عامة شاركت فيها سيدة الأعمال "مضاوي الحسون" عضو الغرفة التجارية الصناعية بجدة سابقاً، وذلك لاستخلاص التجارب الناجحة والرد على استفسارات المستثمرات الصغيرات، إلى جانب تنظيم العديد من البرامج العلمية، التي نتج عنها مُشاركة العديد من الطالبات المُميزات في منافسات محليَّة ودوليَّة، وكذلك العديد من البرامج الاجتماعية الفاعلة، ومنها برنامج "فينا خير"، وبرنامج "أندية مدارس الحي"، وكذلك البرامج الموسميَّة الصيفيَّة. شراكة مُجتمعيَّة وأوضحت "ابتسام مبارك الردادي" - مديرة إدارة نشاط الطالبات في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة جدة بالإنابة- أنَّ من ضمن البرامج الوطنية التي سيتم اعتمادها هذا العام "الاحتفاء باليوم الوطني"، والمشاركة في "المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية"، مُضيفةً أنَّ إدارة النشاط ستُشارك في العديد من الأيام والأسابيع العالمية، ومنها يوم المعلم، ويوم الدفاع المدني، وأسبوع الشجرة، وأسبوع المرور، إلى جانب تنظيم العديد من البرامج والندوات التربوية والعلمية والتصوير الفوتوغرافي والتأليف المسرحي والخط العربي، وكذلك المعارض الفنية والوطنية، إضافةً إلى برامج البيئة التوعوية، ومنها تدوير النفايات المدرسية، برنامج "جلوب" البيئي، وبرنامج الحس البيئي. وأضافت أنَّ خطة الأنشطة للعام الحالي تستهدف مساراً يترجم الإستراتيجية العامة للأنشطة التي تمَّ وضعها منذ نشأة إدارة نشاط الطالبات، مُشيرةً إلى أنَّه يتم تقييم نتائج هذه الأنشطة في نهاية كل عام؛ حتى يتم استدراك الجهود في العام الذي يليه، وتلافي أيَّ قصور أو إخفاق في العمل، لافتةً إلى أنَّ العديد من الطالبات حقَّقن في العام الماضي العديد من الإنجازات في كثير من المجالات وحصلنّ على مراكز متقدمة على المستوى الوطني في أولمبياد الإبداع العلمي، وأولمبياد الناشئين، وأولمبياد "الروبوت" وبرنامج "جلوب" البيئي، كما شاركن على المستوى العربي في مسابقة الكويت العلمية للفتيات في دولة "الكويت"، وتأهلنَّ للمشاركة في معرض العلوم الرابع عشر "الميليست" في "أبو ظبي" مطلع الشهر القادم . وأكَّدت أنَّ للشراكة المُجتمعيَّة دور هام في إنجاح العديد من البرامج التي تمَّ تنفيذها بالتعاون مع قطاعات حكومية وخاصة، مُضيفةً أنَّ "إدارة التربية والتعليم بمحافظة جدة" تُعد الإدارة الوحيدة التي أنشأت "وحدة الشراكات المجتمعية"، مُشيرةً إلى أنَّ من بين هذه الشراكات الشراكة مع "أمانة محافظة جدة"، إلى جانب الشراكة مع "جامعة الملك عبد العزيز" في تقديم الدورات لطالبات الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي ورعايتهن بتوفير المعامل والدراسات، والشراكة بين أندية مدارس الحي للأنشطة التعليمية والترويحية، ومراكز الأحياء، ورُسل السلام. مشاركات عالمية وبيَّن "د. خالد إبراهيم فضل" - مدير إدارة النشاط الطلابي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة جدة- أنَّ خطة النشاط الطلابي بالإدارة تأتي مُترجمةً لسياسة التعليم في المملكة، مُوضحاً أنَّها تنطلق من التوجُّهات المستقبلية للوزارة عبر "مشروع المدرسة نواة التطوير"، الذي يرتكز على شموليَّة النشاط الطلابي وجعله منوعاً وجاذباً للفئة المُستفيدة وتقديمه علاجاً للعديد من القضايا الأخلاقية والتربوية عبر مناشط مُتعدِّدة تهدف إلي ترغيب الطلاب بالمدرسة، عن طريق تنمية القيم التربويَّة وبناء الاتجاهات الإيجابيَّة، مع إكساب الطلاب المهارات الحياتيَّة اللازمة، واكتشاف المواهب في شتي المجالات وصقلها، مُشيراً إلى أنَّ الإدارة نفَّذت في العام الدراسي الماضي (62) برنامجاً حقَّق من خلالها الطلاب المشاركون مراكز متقدمة على المستوى الدولي والمحلي، لافتاً إلى أنَّ طلاب النشاط العلمي شاركوا في برنامج "جلوب" العالمي في ملتقى المحيطات من أجل الحياة في "أمريكا"، كما تمَّ إيفاد طلاب آخرين للمشاركة في "أولمبياد الفيزياء والرياضيات" في كل من "الدنمارك" و"أمريكا"، إلى جانب المشاركة في "الملتقى العلمي الآسيوي في "الإمارات العربية المتحدة". وأضاف أنَّ الطلاب المُشاركين في الأولمبياد الوطني ل"الروبوت" حققوا الميدالية الفضيَّة، كما تأهل أربعة منهم للمشاركة الدوليَّة بمشروعات ابتكاريَّه في "الاولمبياد الوطني للإبداع العلمي"، مُوضحاً أنَّ طلاب النشاط على مستوى الإدارة مثَّلوا المملكة في بطولة "كأس صافيو للأمم لكرة القدم" في "المملكة المتحدة"، كما تمَّ تكريم الوفد الطلابي المُشارك ضمن النشاط الاجتماعي بجائزة الشيخ "حمدان بن راشد" لفئة الطالب المتميز على المستوى الخليجي، مُشيراً إلى أنَّ تنفيذ مبادرة "خادم الحرمين الشريفين" المُتمثِّلة في البرنامج الدولي "رسل السلام" كانت من أبرز الأنشطة بشكل عام والكشفيَّة بشكل خاص. وأشار إلى أنَّ إدارة النشاط الطلابي بتعليم "جدة" حرصت على استقطاب القطاع الخاص والحكومي؛ للرفع من كفاءة البرامج التي تُقدمها الأنشطة الطلابية نوعاً وكماً، ومن ذلك الشراكة مع "مؤسسة الملك عبد العزيز ورجالة للموهبة والإبداع"، إذ أثمر ذلك عن تنظيم مهرجان علمي سنوي يخدم أكثر من (52000) طالب وطالبة من البارزين في الابتكارات العلميَّة بما يخدم نشر ثقافة الإبداع لعموم طلاب التعليم العام، إلى جانب الشراكة مع "مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم"، مُضيفاً أنَّ الشراكة مع القطاع الخاص تمثَّلت في عقد شراكة متميزة مع "تايد" لدعم "نادي جدة للإبداع العلمي"، إلى جانب الشراكة مع "الصافي دانون" في بطولة كأس "صافيو" للأمم في كرة القدم لطلاب المرحلة الابتدائيَّة بالمملكة المتحدة. مدارس الحي وقال "د. أنور أبوعباة" - مدير النشاط الطلابي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض- : "يسعى النشاط الطلابي إلى وضع خطط وبرامج إستراتيجية للنشاط عبر تفعيل أقسامه المتنوعة، والتي تتضمن النشاط الفني والكشفي والعلمي والثقافي والاجتماعي، إلى جانب البرامج العامة والتدريب"، مُشيراً إلى أنَّ ما يُميِّز هذه الخطط أنَّ المُستهدفين أنفسهم "الطلاب" هم شُركاء رئيسيين في وضع هذه الخطط والبرامج؛ وذلك سعياً من النشاط الطلابي إلى ضمان نجاح واستمرار هذه البرامج، مُوضحاً أنَّ من أهم هذه البرامج الأولمبيادات العلميَّة في الرياضيات والفيزياء والكيمياء، وأولمبياد الروبوت "فرست لوقو" و"فكس"، والأولمبياد الوطني للإبداع في البحث العلمي والابتكار، إلى جانب مُسابقات التميُّز الكشفي، ودورات الهويات الكشفيَّة ومهرجان العروض المسرحيَّة، وكذلك مسابقات فرسان الإلقاء، والدورات التخصُّصية للطلاب، وبرامج الرحلات والزيارات الطلابيَّة، إضافةً إلى المعارض الفنية والمهرجانات والبطولات الرياضيَّة. وأضاف أنَّه تمَّ في العام الدراسي الماضي جني ثمار الاستعداد المُبكِّر والتخطيط الاستراتجي للأنشطة، إذ تنوَّعت البرامج والفعاليات التي طُبِّقت داخل المدارس، وحققت الإدارة العديد من الإنجازات على المستوى المحلي والدولي، كما حقَّقت مراكز مُتقدمة عالمياً في المسابقات العلميَّة والفنيَّة والرياضيَّة، مُشيراً إلى أنَّ عمليَّة إعداد الخطط الخاصَّة بالأنشطة يُرافقها دائماً وضع خطط بديلة يمكن تطبيقها في حال وُجدت صعوبات طارئة، مُوضحاً أنَّ من أبرز العقبات عدم توفير الميزانيَّات الكافية التي تتناسب مع الطموحات المأمولة، لافتاً إلى أنَّ "وزارة التربية والتعليم" شرعت مؤخراً في عمل مشروع تربوي ترويحي وطني لخدمة الطلاب والطالبات واستثمار أوقات فراغهم في مُختلف مراحلهم الدراسية، بل استهدفت أيضاً أولياء الأمور، وذلك بالتعاون مع "مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم"، عبر "مشروع مدارس الحي" للأنشطة الترويحيَّة والتربويَّة، ويشرف عليها نخبة من التربويين المُتخصِّصين في المجالات الرياضيَّة والثقافيَّة والعلميَّة، مُبيِّناً أنَّ المشروع يطمح وبشكل جاد إلى إيجاد مرافق تربوية تحتضن جميع شرائح المجتمع والإفادة من المباني المدرسية في الفترة المسائية. محمد الصايغ د. خالد فضل د. أنور أبوعباة
