يُشكّل حيّ "العزيرية" امتدادا لمدينة "الخبر" الجديدة، إلى جانب قُربه من "جسر الملك فهد"، و"محطة تحلية المياه المالحة بالخبر"، "وشاطئ نصف القمر"، و"سواحل الخليج العربي"، إلاَّ أنَّ بُطء تطوّره وعدم اكتمال الخدمات فيه؛ أفسد فرحة الأهالي مِمَّن شيَّدوا منازلهم السكنيَّة فيه. وإلى جانب ذلك فإنَّ الطريق السريع رقم (1) الذي يربط "الجبيل" بالمدينة الصناعية، بات يُشكِّل أيضاً هاجساً لدى العديد من مرتاديه؛ نظراً لما يشهده بين الحين والآخر من حوادث مروريَّة تنتج عادةً عن التجاوزات المرورية الخطيرة والخاطئة لسيارات عدد من المتهورين؛ في ظل انعدام الرقابة المروريَّة على الطريق، فضلاً على وجود عيوب في تصميمه، إذ يفتقد لوجود حاجز خرساني يفصل بين المسارين، الأمر الذي زاد من خطورة الوضع على الطريق، وارتفاع نسبة الحوادث الخطيرة فيه. وأعاد الحادث الذي وقع قبل مدة قصيرة لحافلة تقل طلاباً باحدى المدارس الإبتدائية بمدينة الجبيل الصناعية، والذي راح ضحيته ستة طلاب، مطالبة العديد من المواطنين بناء حاجز خرساني في جزيرة الطريق لتقليل نسبة الحوادث اليومية. حي العزيزية "الرياض" تجوَّلت بحي "العزيزيَّة" والتقت بعدد من سكان المخطط رقم (92)، وهو أكبر المخططات في الحيّ، ولاحظت أثناء الجولة داخل الحيّ كثرة الأحراش والمستنقعات، وانتشار البعوض والكلاب الضالة بشكل كثيف، ووجود العديد من الردميَّات الرمليَّة على جانبي الطريق وفي الأراضي الخالية، إلى جانب وجود احدى السيارات المحترقة، حيث أشار أحد المواطنين إلى بقائها على هذا الحال منذ قُرابة العام دون أن تتم إزالتها من الموقع، وكذلك عدم وجود مساجد أو مصليات بالمخطط. وقال المواطن "خضر الثبيتي":"نسكن بين الكثبان الرملية، والطرق لدينا غير مسفلتة، ومُتقطعة"، مُضيفاً أنَّه يتم دك الطريق ورشه بالزيت بين فترة وأخرى؛ مِمَّا تسبَّب في إتلاف السيَّارات، مُوضحاً أنَّ الحيّ لا يوجد به مساجد أو مُصليَّات. وبيَّن المواطن "سعد القحطاني" أنَّ الحيَّ ينقصه شوارع مُسفلتة وإنارة، وصرف صحي، مُوضحاً أنَّ العديد من الأسر باتت تخشى خروج أطفالها ليلاً؛ نتيجة انتشار الكلاب الضَّالة بالحي. وأيَّده في ذلك "مخلد العتيبي"، مشيراً إلى أنَّ شوارع المُخطَّط تفتقد إلى الإنارة المطلوبة، وخدمات البُنية التحتيَّة؛ ما أدَّى إلى جعل المخطط مشلولاً بالكامل، مُضيفاً أنَّ مُتعهِّد النظافة يغيب لأيام قبل أن يعود لرفع النفايات المتراكمة، بعد أن تجمَّعت عليها أعداد هائلة من الحشرات الضارة. كما أكَّد المواطن "مسرع القحطاني" على أنَّه انتهى منذ سنة من بناء منزله بالكامل، ومع ذلك فهو لم يستطع الحصول على خدمة الكهرباء اللازمة لمنزله؛ بسبب عدم ردم الطرق المحيطة به، مُشيراً إلى انتشار الكلاب الضالة في الحيّ بشكل كبير، مُوضحاً أنَّه تقدَّم بطلب إلى "بلدية الخبر" لرفع معاناته دون أن يجد حلاً لذلك حتى الآن. وأشار المواطن "يحيى المرحبي" أنَّ الحيَّ يفتقد للعديد من الخدمات، مُضيفاً أنَّ الرياح في فصل الصيف تثير الأتربة فتدخل إلى داخل المنازل، مُسبِّبَةً العديد من أمراض الجهاز التنفسي، مثل: الحساسية والربو، مُوضحاً أنَّ الأمطار في فصل الشتاء تتسبَّّب في تكوُّن الوحل؛ مِمَّا يتسبَّب في صعوبة ذهاب العديد من الموظفين والطلاب إلى اعمالهم ومدارسهم. وذكر المواطن "عبدالعزيز الأسمري" أنَّ العديد من أراضي هذا المخطط مُنحت للمواطنين منذ قرابة (40) عاماً، وصدرت الموافقة بالسماح لهم بالبناء في عام (1416ه)، مُضيفاً أنَّ العديد من الأهالي يخشون تعرُّض منازلهم وسيَّاراتهم للسرقة؛ نتيجة قِلَّة أعداد الدوريِّات الأمنيَّة بالحي، إلى جانب عدم وجود مركز للدفاع المدني، وكذلك غياب المراكز الصِّحيَّة، إضافة إلى عدم توفُّر الخدمات الأساسية الأخرى، مثل: الصرف الصحي، ومياه الشرب، والاتصالات الهاتفيَّة. ولفت المواطن "عبدالله الجارالله" إلى انتشار الحشرات الناقلة للمرض في الحيّ، مثل: البعوض والقوارض؛ وذلك لكثرة المستنقعات، والحُفر المليئة بالمياه، والأحراش، وخاصَّةً عقب هطول الأمطار، داعياً الجهات المعنيَّة إلى توفير السُبُل الكفيلة برش الحشرات؛ لضمان صحة ساكني الحيّ. حافلة الطلاب بعد الحادث على الطريق السريع رقم (1) الرابط بين مدينة «الجبيل»و«المدينة الصناعيَّة» وقال المواطن "مطر الشمراني" :"لا يوجد بالحيّ أيَّ مدرسة، ونُضطر إلى إيصال أبنائنا وبناتنا إلى مدارسهم في حافلات خاصَّة"، مُضيفاً أنَّ تلك المدارس موجودة في "إسكان الخبر"، و"حي الجسر" التي تبعد قرابة (15 كم)، مُوضحاً أنَّ ذلك يُشكِّل هاجساً يومياً للأهالي؛ نتيجة خوفهم على أبنائهم وبناتهم. وأوضح المواطن "مبروك الشوقبي" أنَّه على الرغم من قُرب الحيّ من محافظة "الخبر"، إلاَّ أنَّه محروم من الخدمات الأساسيَّة، داعياً المسؤولين في "بلديَّة الخبر" و"أمانة المنطقة الشرقية" إلى الالتفات لمعاناة السُّكان؛ باستكمال البُنية التحتيَّة اللازمة للحيّ، ورفع عدد الوحدات في المخطط من وحدتين إلى خمس وحدات، مُضيفاً أنَّ العديد من السُّكان تقدموا بعدَّة طلبات إلى "بلدية الخبر" في هذا الشأن منذ أكثر من عام دون جدوى. الطريق السريع كما توجَّهت "الرياض" إلى الطريق السريع رقم (1) الرابط بين مدينة "الجبيل" و"المدينة الصناعيَّة" واستمعت لشكوى عدد من المواطنين نتيجة انعدام الرقابة المرورية على الطريق، إلى جانب وجود بعض العيوب في تصميمه، الأمر الذي أدَّى إلى خشيتهم من وقوع حوادث مروريَّة مُميتة فيه. وبيَّن المواطن "خالد بن منيف الشهراني" -موظف بشركة حديد التابعة لشركة سابك بالجبيل- أنَّ الطريق الرابط بين الجبيلوالمدينة الصناعية يفتقد لوجود حاجز خرساني يحد من التجاوزات الخطيرة والخاطئة للعديد من السيَّارات، داعياً الجهات المعنيَّة إلى سرعة التحرُّك لتعديل تصميم الطريق، وإنشاء حاجز خرساني بين المسارين، مُضيفاً أنَّ الطريق يشهد حوادث خطيرة بشكل متكرِّر لمركبات تنحرف عن مسارها المُعتاد، وتتجه للمسار الآخر من الطريق، مُشدِّداً على ضرورة تكثيف الرقابة المروريِّة على الطريق من قِبَل "إدارة المرور"، والعمل على تطبيق الأنظمة بحق المخالفين. وقال "م.خالد خليفة الخالدي" -موظف باحدى الشركات الصناعية بالجبيل-:"من الأسباب الرئيسة التي زادت من عدد الحوادث على طريق رقم (1) الذي يربط بين المدينة الصناعية والجبيل البلد، عدم وجود مراقبة للسرعة، وغياب مركبات نظام ساهر"، مُضيفاً أنَّ ذلك جعل العديد من قائدي المركبات يتهاونون بأهميَّة أرواح الآخرين، مُوضحاً أنَّ الأمر لا يحتاج إلى عمل دراسات أو إحصاءات لفترات طويلة، بل يكفي عن ذلك قيادة أحد المسؤولين بالجهات المعنيَّة لمركبته على هذا الطريق في أيَّ وقت يشاء؛ ليرى بنفسه التجاوزات الخطيرة والخاطئة التي تصدر من بعض قائدي المركبات، مُشيراً إلى أنَّ وجود نظام "ساهر" على الطريق غير كافٍ؛ لأنَّ هناك من قد يتحايل عليه بطمس اللوحات أوتغيير أرقامها، لافتاً إلى أهميَّة أن يكون هناك تعاون بين "إدارة مرور الجبيل" و"إدارة الأمن الصناعي" بالهيئة الملكيَّة لتسيير دوريَّات أمنيَّة لتقف على هذا الطريق بالتناوب. وأكَّد "د.مصلح العتيبي" -الرئيس التنفيذي للهيئة الملكيَّة بالجبيل- على أنَّه تمَّ ترسية عقد تركيب (10) كاميرات "ساهر" بمدينة الجبيل الصناعية مع احدى الشركات الوطنية المُتخصِّصة، وذلك خلال خمسة أشهر، مُضيفاً أنَّه سيتم تركيبها بين تقاطع طريق (103) مع الطريق السريع رقم (1)، وتقاطع طريق رقم (6) مع الطريق السريع رقم (1)، وبشكلٍ متوازٍ عند كل اثنين كيلو متر مربع، وفي كلا الاتجاهين، مع مراعاة استقامة الطريق لإعطاء مجال أوسع للمراقبة، مُشيراً إلى قُرب البدء بتركيب أربع "كاميرات" أخرى لينتهي تركيب كامل النظام وربطه بغرفة التحكم خلال ثلاثة أشهر، لافتاً إلى أنَّه يجري حالياً توصيل مصدر الطاقة إلى المواقع المحددة والتجهيز لتنفيذ الأعمال المدنية. وأضاف أنَّ السياج الحديدي بالجزيرة الفاصلة بين الاتجاهين في الطريق السريع رقم (1) سياج آمن، لافتاً إلى أنَّه يُعدُّ الأفضل فنياً لامتصاص الصدمات للسيارات المنحرفة ضمن السرعات النظامية، مُبيِّناً أنَّه مُصمَّمٌ بحيث لا يسبب ارتداد السيارة إلى نفس المسار، مُؤكِّداً على أنَّ الحاجز الخرساني يعد أسوأ الخيارات الفنية، وأنَّه لا صحة بأنَّ إدارة الإنشاءات اقترحت وضع حاجز خرساني عوضاً عن الحاجز الحديدي الحالي عند تنفيذ مشروع الطريق السريع رقم (1). وأشار إلى أنَّ المطالبة بوضع حاجز خرساني على جوانب الطريق لمنع انحراف المركبات للاتجاه المعاكس؛ ستُحدث عملياً خطورةً أكبر بارتداد السيارات المنحرفة إلى ذات الجانب، إضافة إلى غلق المسارات المُخصَّصة لسيارات الإسعاف والإطفاء؛ مِمَّا قد يتسبب في حدوث كارثةً لا تُحمد عقباها عند وقوع حادث مروري. وأوضح العميد "عبدالرحمن الشنبري" -مدير إدارة مرور المنطقة الشرقية- أنَّ إحصائيَّة الحوادث المرورية بالمنطقة الشرقية للعام الماضي (1433ه) بلغت (112628) حادثاً، فيما نتج عنها (4646) مصاباً، و(1169) مُتوفى و(216920) سليماً، مُضيفاً أنَّ منها (632) حادث وقعت على الطريق السريع رقم (1) بالجبيل، ونتج عنها (82) إصابة، و(11) حالة وفاة. عدد من سكان حي العزيزية أثناء حديثهم للزميل المالكي (عدسة: زكريا العليوي) عبدالرحمن الشنبري د.مصلح العتيبي م.خالد الخالدي خالد الشهراني