من الرائع أن نستمع يومياً إلى قرارات التطوير في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ذلك أن هذا الجهاز يمس يوميات الناس ويمس سمعتهم، فلو أن رجلاً اشتبهت به الهيئة وجرته من شماغه إلى مقرها وأدانته أو حققت معه فإنه سينجرح شخصياً ونفسياً، والحال تصح على المرأة بشكلٍ أكبر، والعرض جاء الدين لحمايته فمن مقاصد الشريعة حفظ العرض. والهيئة بقدر ما تحمي العرض فإنها قد تنتهكه من حيث لا تدري وذلك عبر من أسماهم رئيس الهيئئة الشيخ عبداللطيف آل الشيخ ب"الفوضويين". أولئك الذين يدخلون على الهيئة من خلال الاحتساب، أو يمارسون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خارج إطار المؤسسات الرسمية وهذا خطأ كبير. ومن جميل تنظير الشيخ عبداللطيف قوله: "يا إخوان إن من قتل عثمان بن عفان حضروا بصيغة النصح والنهي عن المنكر والإصلاح، وعندما قتلوه وهو يتلو كتاب الله سرقوا ما كان في منزله ونهبوا بيت مال المسلمين، إن جزءاً ممن يقف ضد توظيف المرأة في محلات المستلزمات النسائية مخطئ وأن ما عملناه ما هو إلاّ واجب شرعي يجب علينا القيام به لأنه صيانة لمحارم المسلمين وبنات الوطن من تجاوزات بعض الباعة الذين تجاوزوا الحدود في إيذاء محارم المسلمين محارمنا. كما لن نسمح للفوضويين بالتعدِّي على الناس باسم «الهيئة»"! حسناً فعل الرئيس وخيراً قال، فالهيئة جهاز مثله مثل أي جهازٍ آخر يحتاج إلى تطوير، وها هو يحاول تطوير كوادرها من خلال الابتعاث وتعليم اللغة الانجليزية والانفتاح على الآخرين والتدرب على القول اللين والكلام السمح والسهل، فالهيئة لا يمكنها أن تضرب بيدٍ من حديد كل من يخالف قول مذهب باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. مثلاً كشف وجه المرأة جمهور العلماء على إباحته وقد أسهب في هذا الشيخ الألباني في أبحاثه وفتاواه، وعليه فحين يرى رجل الهيئة مختلفاً في الرأي الفقهي ليس من حقه أن يجالده وأن يحاربه من أجل إنفاذ رأيه الفقهي هو. وابن القيم في كتابه "إعلام الموقعين عن رب العالمين" تكلم باستطراد على أن:"لا إنكار في مسائل الخلاف". بآخر السطر، نعم لتطوير الهيئة فهي جهاز مهم وحساس وخطير ولئن نجح بذلك الشيخ عبداللطيف فإن هذا يعد نجاحاً له لا يمكن إنكاره.