الإعلام في المملكة العربية السعودية، بوسائله، وآلياته وتنظيماته كان له النصيب الأوفى من اهتمام ورعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله). في عهده أدرك الإعلام ورجالاته أن هناك من يقدر للكلمة دورها وقيمتها في التأثير، وفي عهده (حفظه الله) ارتسمت ملامح المنهجية في الطرح والتفكير، وبما يحقق الأهداف ولا يتدنى إلى مستوى الإساءات. واليوم ونحن نستعيد الذكرى الثامنة لبيعة مليكنا التي تصادف يوم غدٍ الاثنين، نستذكر بكل اعتزاز كل ما تحقق خلال السنوات الماضية. في قطاع التلفزيون تعددت القنوات، وتنوعت مشاربها، وجاء في مقدمتها قناتان تسطّران بمداد من ذهب، فليس هناك أعز من كتاب الله الذي يُتلى آناء الليل وأطراف النهار مصاحباً لمشاهد واقعية مستمرة للحرم المكي الشريف عبر قناة القرآن الكريم، وليس هناك أكثر وفاء وتذكيراً لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم من قناة للسنة تُسمع فيها قراءات من الأحاديث النبوية الصحيحة على خلفية نقل حي مباشر من أرجاء الحرم النبوي الشريف في طيبة الطيبة. الاقتصاد والثقافة والأطفال والرياضة بكل أنشطتها تنفست الصعداء وتواصلت مع جماهير المتلقين عبر قنوات متخصصة رأت النور في عهد(أبو متعب) ولا تزال إلى يومنا هذا تسير بخطى واثبة إلى الأمام، وتلبي احتياجات فئات متعددة من أبناء هذا الوطن والمقيمين فيه. الإذاعة هي الأخرى اتسع نطاقها وأضافت إلى مجموعتها إذاعة أخرى تعنى بالإسلام وغرس مفاهيمه وإيصال كلمة الحق إلى كل مستمع لها، وأصبحت أصداء إذاعة نداء الإسلام تتردد عالياً في الأصقاع ليل نهار بعد أن كانت تبث ساعات محدودة، وعلى موجات تشاركها فيه إذاعات أخرى. التنظيمات الإدارية والمالية والإعلامية ظلت سنوات طويلة تدور في فلك وزارة الثقافة والإعلام، وتعاني من قيود جعلتها تراوح مكانها وغيرها يسير إلى الأمام. جاء الإعلان عن الهيئات الإعلامية الجديدة هذا العام ليؤكد ما أشرنا إليه من حرص قائدنا على دفع الإعلام ومؤسساته خطوات عديدة إلى الأمام. الإذاعة والتلفزيون، ووكالة الأنباء السعودية، والمرئي والمسموع، تنظيماتها وأهدافها المعلنة آذنت بشروق شمس جديدة وإسدال الستار على عهد لم ينل فيه الإعلام حقه من الرعاية والاهتمام. المستقبل يبشر بخير، وعندما تأخذ هذه الهيئات وضعها وتمارس عملها بكامل طاقاتها ومواردها لا شك أن الحال ستختلف، والإنجازات سيزداد حجمها وعددها. لا تعارض بين الحرية والنقد البناء متى ما كانت الحرية مسؤولة، فمن المتفق عليه أنها ستؤدي الهدف منها ويكون المجال مفتوحاً أمامها لتقويم المعوج وإصلاح الفساد. هذه الحرية إن خرجت عن إطارها وأصبحت تجريحا وانتقاداً للأشخاص بعيداً عما يقومون به من أعمال فهي بلا شك تصبح حرية غير مسؤولة، وجهلا بالكلمة وقدرتها على التأثير سلباً وإيجابا.. قرارات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الخاصة بتنظيمات المخالفات الإعلامية وأساليب النظر فيها والعقوبات المترتبة عليها وضعت النقاط على الحروف، وفتحت الباب على مصراعيه لطرح إعلامي متزن ينعم بالحرية ويحقق الهدف دون الخروج عن الجادة السوية. شكراً خادم الحرمين على ما أفأت به على إعلامنا الذي بلا شك سيستلهم ما وجهتم به مستنداً على دعمكم وإدراككم للكلمة، وأبعادها وتأثيراتها.