علاقتي بوزارة الصحة.. مستشفياتها.. قديمة جداً.. ربما منذ وجود مستشفاها الأول على شارع البطحاء أمام مدخل الشارع الفرعي الذي يمتد حتى حي دخنة.. ثم حدث أول إنجاز متطور نسبياً عندما اُفتتح مستشفى الملك سعود.. لم تكن لي علاقات صحية صعبة آنذاك لكن بعد سنوات طويلة وجدت نفسي مضطراً لإجراء عملية جراحية ليست بالسهلة في أمريكا.. كان ذلك قبل سبعة عشر عاماً تقريباً، حيث تتابعت علاقتي الدائمة بمستشفى الملك فيصل التخصصي.. إن من تابع أوضاع خدمات الصحة يدرك وبشكل جيد أنها كانت بسيطة جداً، وكأن الأمر الصحي يكتفي بوجود الأمور السهلة، في حين يلجأ الكثيرون إلى المراجعات الطبية الدقيقة في دول أصبح مرضاها الآن يأتون إلى المملكة للحصول على مستوى طبي أفضل.. أذكر ومنذ أعوام ليست بالطويلة كيف كان مستشفى الملك فيصل بعد أن تحوّل من عمومية الإدارة لدى الإخوة اللبنانيين إلى الخصوصية المحلية، لكن لم يكن بعض من أداروها على مستوى من التواجد وكفاءة التطوير، بعد ذلك نجد أن التزايد السكاني والهبوط المهني الطبي جعلا بعض المستشفيات في حرج لعجزها عن قدرة الممارسة.. الآن.. الآن.. وبجهود معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة الذي باشر مسؤولياته والخدمات الطبية لم تكن في مستوى التزايد السكاني فأوجد الوزير الجديد منطلقات التطوير عبر إجراءات التجديد، فأصبحت المستشفيات المرموقة لها خصوصية الكفاءة بوجود طبيبات وأطباء سعوديين بارزين للغاية.. لقد ارتفعت النسبة السعودية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بشكل مذهل ومبشّر بمستقبل طبي مرموق، وسعودة المستشفى وظيفياً وطبياً يقدر به مديره الحالي الأستاذ قاسم القصبي.. لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي يوم الخميس الماضي تشرفت بحضور ندوة حوار لمديري الأعمال الصحية على اختلاف مهماتها.. لم يكن الحوار يدور حول كيف تعالج، أو كيف تصل إلى الطبيب.. وإنما يطرح وسائل علمية حديثة ليست موجودة في أي بلد عربي، وهذه الوسائل توفّر أساليب العلاج الراقية وتلغي مسألة أن كل مدينة لها نوعية أطبائها، وإنما الذي حدث هو أنه تم وصل معظم المواقع الطبية ووسائل العلاج بين مدن متقاربة وأخرى متباعدة.. المشوار التطويري المذهل رغم مرور سنوات ليست بالطويلة إلاّ أنه وأمام الأهداف العلمية المطلوبة وكفاءة حضور المختصين ستعني بضعة أشهر مسافات جيدة للوصول إلى الأعوام الأرقى.. وأحب أن أشير إلى حقيقة معروفة لدى قدرات الوعي ومجهولة لدى العامة؛ وهي أن توفير كفاءة الخدمات الطبية ليس كمثل توفير مطالب تُباع وتُشترى، ولا أيضاً توفير مواقع الخدمة الطبية، وإنما الأمر في الحقيقة يعني نوعية مَنْ يشغلون المواقع الطبية ومدى كفاءة التعامل مع أحدث المنجزات العلمية الطبية.. وهو الدور الذي يقوم به الدكتور عبدالله الربيعة.. لم نسمعه منه شخصياً فقط ولكن ذلك كان مضامين رجال الحوار من مختلف التخصصات وإدارات العمل..