عادة في مثل مرض الباركنسون كونه من الأمراض غير المألوفة لعامة الناس ولأنه من ذوات النسب الغير ملحوظة في مجتمعاتنا، فإن التساؤلات لدى المرضى وعائلاتهم تكون بشكل ملح ومتواصل حول ما هو الجديد، ولأن الأبحاث العالمية تسير وبخطى حثيثة نحو الوصول إلى علاج شاف ٍبإذن الله، وتحرص المراكز العالمية عادة على نشر كل ما يستجد فسنستعرض هنا نتائج أهم الأبحاث الطبية لعلاج مرض باركنسون: 1- أوضحت دراسة طبية نشرت في مجلة نيوانغلاند المعروفة New England Journal of Medicine في شهر فبراير الماضي حيث أظهرت الدراسة أن المرضى الذين تم تركيب جهاز التحفيز الكهربائي لديهم في مرحلة مبكرة من المرض تحسنوا بشكل اكبر وبنسبة 53% في وظائفهم الحركية مقارنة بالمرضى الذين تلقوا العلاج الدوائي فقط. 2- هناك دراسة بحثية تقوم بدراسة لقاح جديد يمنع تطور المرض، وتعتبر من الأبحاث الطبية التي تركز على علاج المرض بدلا من تخفيف أعراضه، وتستهدف الدراسة تثبيط عمل بروتين يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية عند المرضى المصابين، وهذه التجربة هي في مراحلها الأولية ولم تثبت فعاليتها إكلينيكيا حتى الآن. 3- زراعة خلايا منتجة للدوبامين داخل الدماغ: النتائج المبدئية من هذه الدراسة تعتبر مشجعة إلى حد كبير ولا زالت تحت التجربة المخبرية والإكلينيكية لإثبات مدى فعاليتها. 4- استخدام العلاج الجيني و تنبيه الأعصاب باستخدام الضوء Optogenetics وأثبتت الدراسات التي أجريت على الحيوانات نتائج مشجعة ولكن هناك صعوبة في تطبيق هذا النوع من العلاج على الإنسان بسبب عدم إثبات مدى صلاحية استخدام الفيروسات الناقلة للجينات. كما نود أن نضيف ايضاً نتائج الأبحاث التي قامت بها بعض المراكز المختصة فيما يتعلق بالتحفيز الكهربائي للدماغ، فقد تم زرع أكثر من 100000 جهاز تحفيز كهربائي من نوع حديث ومتطور هو جهاز آكتيفا Activa من الشركة العالمية مدترونيك في انحاء متفرقة من العالم. - أظهرت الدراسات أن المرضى الذين تمت معالجتهم بالتحفيز العميق للدماغ أظهروا تحسناً في الوظيفة الحركية، مما يسمح للمرضى أن يكونوا أكثر قدرة على إنجاز الأنشطة اليومية أو حتى العودة إلى العمل. - ويمكن أن يقوم التحفيز العميق للدماغ أيضاً بتحسين نوعية النوم لدى المرضى، ويقلّل التحفيز العميق للدماغ بشكل كبير من مدة وشدة الحركات اللاإرادية وشدة العجز المرتبط بها. - شهد المرضى الذين تمت معالجتهم بالتحفيز العميق للدماغ انخفاضاً يصل إلى 70٪ في الحركات اللاإرادية وتحسناً يصل إلى 56٪ في الوظيفة الحركية. - بعد 12 شهراً من بداية التحفيز العميق للدماغ، شهد المرضى الذين يعانون من اعتلال باركنسون معدّل زيادة في فترات الوظيفة الحركية الجيدة وتخفيف حدة الأعراض بلغ 6 ساعات في اليوم الواحد. - شهد المرضى الذين تمت معالجتهم بالتحفيز العميق للدماغ إلى جانب الأدوية عن طريق الفم تحسّناً كبيراً في نوعية حياتهم مقارنة مع المرضى الذين تمت معالجتهم بأفضل أدوية طبية والذين لم يشهدوا أي تحسن ملحوظ. ولا زالت الأبحاث تتواصل والنتائج الواعدة لا تزال في طور التقدم على أمل أن نصل في يوم من الأيام إلى النقطة التي يبحث عنها كل من المريض والطبيب المعالج وهي التخلص من هذا المرض. * قسم العلوم العصبية