استكمالاً للحديث عن الأقمشة فان الأقمشة بأنواعها وألوانها الزاهية والدافئة والمشرقة ونقوشها المزدانة وكذا التي توجد فيها طبعات من الورود المشرقة في أركان المنزل وتوافق خطوط تصميم القماش مع أجواء وتصميم المكان تعد أسس نجاح ذلك الاختيار في التصميم الداخلي. ولقد سبق الحديث في المقال السابق عن أهمية أقمشة التنجيد في تحقيق الأساس الأول وهو مهمة أو وظيفة القماش function، وسوف نتناول الأساس الثاني وهو: ثانياً: تناسب تصميم وأجواء القماش style &mood: يعتبر عالم الأقمشة عالماً متنوعاً ومتجدداً وليس عالما جامدا فالتطور جزء منه لكي يواكب تطورات العصر ويتلاءم معه، مع المحافظة على إبقاء خطوط الأقمشة ذات القيم التاريخية لتفي بكل الاحتياجات وتلائم جميع الأذواق والمتطلبات. وهناك نقاط معينة يفترض الانتباه لها عند اختيار قماش تنجيد لمكان معين وهي كالآتي: 1- تناسب الطراز (style)القماش مع تصميم المكان: عندما يكون تصميم الغرفة يعبر مثلا خطوط التصميم الإسلامي فمن المفترض استخدام أقمشة تحمل هذه الروح مثل الأقمشة ذات الرسومات الهندسية الدقيقة والتي تعبر عن هذا النوع من التصميم وتحمل نفس الروح. كما انه من غير الممكن اختيار هذا النوع من القماش لغرفة من التصميم الريفي البسيط. كما ان تناسب نقوش القماش مع تصميم غرفة من الطراز (style) العهد الفكتوري سوف يعزز التعبير عن تلك الحقبة الزمنية والقيمة التاريخية في ذلك العصر. 2- التنويع بخامات القماش في التصميم الداخلي يفضل التنويع بخامات الأقمشة فلا يكون تنجيد الغرفة كاملا بنوع واحد من القماش فتكون الغرفة مملة فالتنويع بالخامات بشكل متوازن ومناسب يعطي لمسة جمالية للمكان. كما يفترض ان يكون التنويع يخدم الاحتياج الفعلي، فمثلا استخدام أقمشة خشنة الملمس نوعا ما لتتحمل ثقل الاستعمال على كنب غرفة الجلوس ولغرف النوم خامات ناعمة يدخل في صناعتها القطن. واستخدام أقمشة أخرى ناعمة مثل الساتان والحرير للإكسسوارات كالخداديات والمفارش. 3- تناسب ألوان الأقمشة مع المكان ووظائفه: يفترض تناسب ألوان الأقمشة مع طبيعة موقع المكان وذلك لتحقيق الإجواء المناسبة وتكون كالتالي: - تحديد اتجاه الغرفة من حيث دخول الشمس ومدى حرارتها لتحديد اقمشة تنجيد ذات ألوان حارة للغرف الباردة واختيار اقمشة تنجيد ذات ألوان باردة للغرف الحارة. - كما يفترض اختيار ألوان التنجيد المناسبة للغرف حسب وظائفها (الفسيولوجية) فللألوان تأثيرات(نشطة، هادئة، فاتحة للشهية، مفرحة، دافئة ) قد سبق ذكرناها في مقال سابق باسم (تأثيرات الألوان في التصميم الداخلي). إن عملية تكون الأجواء الداخلية الناجحة تعتمد على الأذواق الخاصة بمعرفة أسس التصميم ولكن الإبداع عند إطلاق الخيال في الابتكار ضمن تلك الأسس بتحقيق اجواء متميزة تلائم طبيعة معيشة العائلة وتفي باحتياجاتهم بشكل متناغم يبرز جمال المكان وروعته. ٭ مهندسة ديكور