أكد مسؤول رفيع بالسفارة الأمريكيةبالرياض على أهمية خطوات وجهود المملكة وتوجهاتها ممثلة بقيادتها العليا في الاهتمام بموارد المياه والمحافظة عليها وقال إن هذه السياسة تعتبر حكيمة حيث كانت المملكة تنتج محاصيل تستنزف المياه بكثرة برغم الحصول عليها بالأسواق العالمية بأقل من تكلفة الإنتاج وهذا هو المطلوب للمحافظة على الموارد الثمينة وعدم الاعتماد على استراتيجية الاكتفاء الذاتي التي ربما تستنزف الثروات المائية للبلاد وتزيد سبعة أضعاف عن تكلفة المنتج المستورد. المصدر الأمريكي يعي رغبة المستهلك السعودي بالتأكيد على أن المنتج حلال ولدينا اجراءات مشددة وقال إن المصدر الأمريكي يعي رغبة المستهلك السعودي بالتأكيد على أن المنتج المستورد لابد ان يكون حلالاً حيث يجري التشديد على إجراءات تصاديق اللحوم الحلال المصدرة للمملكة من خلال مراكز إسلامية معتمدة لديها ضوابط وإجراءات مشددة لتصديق مثل هذه المنتجات، مشيرا بأن أمريكا لديها جهات رقابية عالية للكشف عن نوعية الغذاء وسلامته الغذائية والمصدِّر الأمريكي يدرك هذه الأنظمة التي تهدف لسلامة الغذاء ونوعيته وجودته. النمو الجيد للاقتصاد السعودي وارتفاع القوة الشرائية للأفراد يساعدان على استيراد غذاء عالي الجودة وكشف المسؤول الرفيع في حديثة ل"الرياض" عن حجم الصادرات الغذائية والزراعية الأمريكية الى السوق السعودي التي وصلت العام الماضي إلى مليار و200 مليون دولار بعدما كانت تبلغ 720 مليون دولار في 2007 ومن أهم هذه الصادرات الزراعية القمح والذرة وفول الصويا والاعلاف والأرز والسلع الاستهلاكية المتنوعة الأخرى. وكانت المملكة قد فتحت قنوات استيراد جديدة من عدة دول منتجة للقمح ومنها الولاياتالمتحدة بإدراجها القمح اللين لأول مرة على قائمة عطاءاتها في وقت سابق الشهر الماضي. وطرحت المملكة التي تزيد باطراد وارداتها من القمح منذ أن تخلّت عن سياسة الاكتفاء الذاتي عام 2008 لحماية مصادر المياه أول عطاء على الاطلاق لشراء القمح اللين الشهر الماضي واشترت 110 آلاف طن إلى جانب 465 ألف طن من القمح الصلد. مدير مكتب الشؤون الزراعية في حواره مع الزميل الثنيان وأعلنت المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق المشتري الحكومي للقمح في المملكة العام الماضي أنها تدرس التحوّل إلى القمح اللين لتلبية الطلب على البسكويت والحلويات. وتفيد تقديرات المكتب المحلي بوزارة الزراعة الأمريكية أن المملكة قد تستورد 96ر1 مليون طن من القمح للاستهلاك الآدمي في السنة التسويقية 2012-2013 وهو مستوى يتوقع المكتب أن يرتفع إلى 2ر2 مليون طن في 2013-2014. وإزاء هذه التطورات في العلاقة التجارية بين المملكة وأمريكا كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور حسن فاروق أحمد المستشار الزراعى ومديرمكتب الشؤون الزراعية بالسفارة الأمريكيةبالرياض فكان الحوار التالي: طفرة كبيرة للصادرات الزراعية * ماذا عن تطورات العلاقة التجارية بين أمريكا والمملكة وحجم التبادل التجاري الزراعي بين البلدين؟ - خلال الخمس السنوات الأخيرة حصلت طفرة كبيرة للصادرات الزراعية الأمريكية للسوق السعودي نتيجة العلاقة المتميزة بين البلدين حيث بلغت الصادرات الأمريكية الغذائية للسوق السعودي ملياراً و200 مليون دولار العام الماضي بعدما كانت تبلغ 720 مليون دولار في 2007 ومن أهم الصادرات الزراعية القمح والذرة وفول الصويا والغذاء والأرز والسلع الاستهلاكية. ونحن حقيقة سعداء وفخورون بثقة المستهلك السعودي فى جودة وسلامة المنتجات الامريكية. ومن المهم هنا الإشارة للنمو الجيد للاقتصاد السعودي مع ارتفاع القوة الشرائية للافراد والتي تساعد على استيراد أنواع جيدة من الغذاء عالي الجودة وهو ما تسعى إليه امريكا من خلال التعريف بالمنتجات الامريكية ذات الجودة الجيدة والعالية. وأما بالنسبة للصادرات السعودية الزراعية والغذائية للسوق الأمريكي فبلغت خمسة ملايين ونصف مليون دولار خلال العام 2011، وارتفعت إلى 6 ملايين دولار خلال 2012 وتصدر السعودية منتجات التمور والروبيان، ولا تعتبر السعودية مصدرا أساسيا للتمور لأمريكا بالرغم من أن السعودية تعتبر اكبر مصدر للتمور عالميا، وأمريكا مستورد كبير لهذه المنتجات، ونأمل أن يقوم المستثمر السعودي بالتوجه نحو السوق الأمريكي الذي يتقبل منتجات التمور لكثرة وجود الجاليات العربية في أمريكا واهتمامهم بمنتجات التمور السعودية الجيدة. رغبة المستهلك السعودي * هل يواجه المصدر الأمريكي بالنسبة لتجارة اللحوم إشكالية اشتراطات المملكة بأن يكون المنتج حلالاً وكيف تضمنون ذلك؟ - جزء من توعيتنا للمصدر الأمريكي إرشاده عن الكميات المحتاجة ومتطلبات التصدير وتوثيق المنتجات عبر توثيق المنتجات الحلال من المراكز الإسلامية المعتمدة في أمريكا وهذه عملية مهمة وأساسية ولابد من احترام شروط السوق برغم تكاليفها ولكن في النهاية حجم السوق السعودي كبير وهو في نمو حيث ان السعودية منتج للبترول وليس منتج للغذاء. والمصدر الأمريكي يعي رغبة المستهلك السعودي بالتأكيد على أن المنتج حلال وأمريكا لديها جهات رقابية عالية للتأكد من نوعية الغذاء وسلامته الغذائية كما ان المصدر الأمريكي يدرك هذه الأنظمة التي تهدف لسلامة الغذاء ونوعيته وجودته. * كيف هي رؤيتكم لحجم الصادرات الأمريكية الغذائية للسوق السعودي واعتماد سياسة الاكتفاء الذاتي من الأغذية الذي تسعى له الكثير من الدول؟ - ربما تكون سياسة الاكتفاء الذاتي ضرورية لبعض الدول لكن بدون استنزاف ثرواتها الطبيعية وانا هنا أحيي وأثمن جهود المملكة وتوجهاتها من قيادتها العليا في الاهتمام بموارد المياه والمحافظة عليها وهي سياسة حكيمة حيث كانت السعودية تنتج محاصيل زراعية تستزف المياه بكثرة برغم الحصول عليها بالاسواق العالمية بأقل من تكلفة الانتاج وهذا هو المطلوب للمحافظة على الموارد الثمينة وعدم المجازفة بمقولة الاكتفاء الذاتي حين يكون الاستيراد افضل من استنزاف الموارد المائية للبلاد. ولك ان تتخيل ان بعض المنتجات السعودية الغذائية تكلف سبعة أضعاف المنتج المستورد وهي عملية مكلفة اقتصادية بالإضافة إلى هدر مصادر المياة لذا انا من انصار التبادل التجارى الذي يخدم الطرفين. بالإضافة إلى ذلك فان الولاياتالمتحدة تعتبر اكبر مصدر للغذاء بالعالم واكبر مستورد بالعالم في نفس الوقت وعلى سبيل المثال أمريكا اكبر مصدر للحوم وهي كذلك تستورد اللحوم الأقل تكلفة والتي تستهلك في المطاعم ووجبات الهامبرجر وغيرها وهي معادلة اقتصادية تعتمد على معرفة التعامل مع السوق، ولا يضير الولاياتالمتحدة استيراد كميات كبيرة من الغذاء والاهم هنا هو العلاقات التجارية المفيده لكل الدول. * هل هناك اتفاقيات تخص الجانب الزراعي مع المملكة، وهل تتدخل السياسة بالعلاقات الاقتصادية؟ - أمريكا لديها اتفاقيات تجارة حرة مع الكثير من الدول ومنها دول عربية مثل المغرب والاردن ونأمل أن تكون هناك فرصة مواتية لإعداد اتفاقات تخص الجانب الزراعي مع المملكة وبحثنا ذلك بمشاوراتنا مع المسؤولين السعوديين حيث نسعى لتوسيع هذا التعاون الذي يخدم البلدين. وسياسة الاقتصاد الأمريكي لا تدخل فيها السياسة في عمليات البيع والشراء وإنما تقوم على حرية الأسواق والحكومة الأمريكية لا تتدخل إلا في حالات الرقابة الغذائية والعناية بالمنتجات التي يهمها ان تكون مطابقة للمواصفات والمقاييس. ومكتب الشؤون الزراعية يهمه التعاون مع وزارة الزراعة السعودية ولقد تناقشت منذ فترة في مقابلة مطولة مع وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم على اهمية تفعيل الجانب التجاري الزراعي بين البلدين ووجدت كل ترحيب وتعاون من الوزير الذي كان يهمهة الاطلاع على آخر المستجدات وتعزير التعاون الفني المثمر بين الجانبين السعودي والأمريكي وهذا ما نسعى لتفعيله الفترة المقبلة.
