لنفترض (مجرّد افتراض) أن المركبات التي تنقل المعلمات بين المُدن والمحافظات والقرى صالحة ومجهّزة وآمنة. ولنفترض مرّة أخرى أن من يقود هذه المركبات على درجة عالية من التأهيل والتدريب واليقظة. ما الذي يضمن بعد هذا أن يتقيّد السائق بالسرعة المحددة على الطرقات؟ لا يقول لي أحد أمن الطرق أو غيره. كنت الأسبوع الماضي أسلك طريق القصيم سدير السريع باتجاه الرياض. تعوّدت أن أُثبّت السرعة على 120 كلم. السيارات (الفان) المظللة التي تحمل في جوفها المعلمات المسكينات كانت تتجاوزني كالطلقة خمّنت سرعتها ب (160) كلم في الساعة على أقل تقدير. ليست سيارة واحدة أو اثنتين بل كل من مرّ ويحمل اسم شركة لنقل المعلمات كان يسير بسرعة عالية جداً. إنهم ياسادة يستهترون بأرواح المعلمات المغلوب على أمرهن. أعرف أن القضيّة تم طرحها كثيراً وطُرحت من أجلها الكثير من الاقتراحات ومع هذا مازال الخطر يُحيط ببناتنا. من هنا سأطرح بدوري فكرة لعلها تساهم في ضبط هذا التهوّر. جهاز يُسمى بالتاكوغراف شاهدته لأول مرة في بريطانيا في بداية الثمانينيات الميلادية. القانون في بلدان أوروبا يُلزم شركات النقل بتركيب هذا الجهاز في جميع الشاحنات وحافلات نقل الركاب. فكرة الجهاز تُشبه الصندوق الأسود في الطائرات. يقوم بتسجيل سرعة السيارة في جميع مراحل الرحلة وزمن التوقفات وعددها. يُوقف شُرطي المرور أي شاحنة بشكل عشوائي ويفحص القرص (دسك) المُسجل عليه المعلومات وإذا وجد أن السائق قد تجاوز السرعة أو لم يتوقف للراحة يقوم بمخالفته فوراً. على فكرة السائق الذي لا يقوم بتشغيل الجهاز مخالفته عاليه جداً وإذا تكرر منه ذلك يتم فصله من عمله. يُسجّل جهاز التاكوغراف المطوّر المعلومات التالية: (حسب الموقع الاليكتروني لوزارة النقل في المملكة) تجاوزات السرعة القصوى المعتمدة إذا زادت فترة التجاوز عن (15) ثانية المقدرة لحالات التجاوز ويصدر تنبيه بتجاوز السرعة ويسجلها بعد مضي فترة السماح المذكورة، التاريخ والزمن لكل رحلة ومدتها ومدة خرق الحدود التي يتم برمجتها مسبقاً، مدة التوقف وزمنه، اسم السائق وذاتيته في أي لحظة (من خلال بطاقة السائق الذكية)، مدة السياقة من قبل السائق المخصص وتسجيل مخالفة في حال تجاوز عدد ساعات العمل اليومية المحددة والمبرمجة على بطاقة السائق الذكية. من المعلوم أن وزارة النقل لدينا هي من يقوم بالترخيص لشركات نقل المعلمات خارج المُدن وداخلها وتعرف عن المجازر التي تحدث للمعلمات أثناء سفرهن؛ فلماذا لم تُفكّر في إلزام تلك الشركات بتركيب أجهزة تاكوغراف في مركباتها حتى يمكن منع تهور السائقين وبالتالي إقلال فرص وقوع الحوادث. أم أن المعلمات لا بواكي لهن؟