أمير الرياض يؤدي الصلاة على منصور بن بدر بن سعود    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    أرباح شركات التأمين تقفز %1211 في 2023    تحت رعاية خادم الحرمين.. البنك الإسلامي للتنمية يحتفل باليوبيل الذهبي    الرياض.. عاصمة الدبلوماسية العالمية    بمشاركة جهات رسمية واجتماعية.. حملات تشجير وتنظيف الشواطيء    492 ألف برميل وفورات كفاءة الطاقة    «زراعة القصيم» تطلق أسبوع البيئة الخامس «تعرف بيئتك».. اليوم    الرياض.. عاصمة القمم ومَجْمَع الدبلوماسية العالمية    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    "عصابات طائرة " تهاجم البريطانيين    كائن فضائي بمنزل أسرة أمريكية    موعد مباراة النصر القادمة بعد الفوز على الخليج    النصر يضمن المشاركة في أبطال آسيا 2025    القيادة تهنئ رؤساء تنزانيا وجنوب أفريقيا وسيراليون وتوغو    إحالة الشكاوى الكيدية لأصحاب المركبات المتضررة للقضاء    القتل ل «الظفيري».. خان الوطن واستباح الدم والعرض    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    أمير الرياض يوجه بسرعة الرفع بنتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    وزير الإعلام ووزير العمل الأرمني يبحثان أوجه التعاون في المجالات الإعلامية    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    برعاية الملك.. وزير التعليم يفتتح مؤتمر «دور الجامعات في تعزيز الانتماء والتعايش»    العرض الإخباري التلفزيوني    وادي الفن    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    مؤتمر دولي للطب المخبري في جدة    أخصائيان يكشفان ل«عكاظ».. عادات تؤدي لاضطراب النوم    4 مخاطر لاستعمال الأكياس البلاستيكية    وصمة عار حضارية    استقلال دولة فلسطين.. وعضويتها بالأمم المتحدة !    زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    تجربة سعودية نوعية    وزير الصناعة الإيطالي: إيطاليا تعتزم استثمار نحو 10 مليارات يورو في الرقائق الإلكترونية    الأخضر 18 يخسر مواجهة تركيا بركلات الترجيح    الهلال.. ماذا بعد آسيا؟    انطلاق بطولة الروبوت العربية    تتويج طائرة الهلال في جدة اليوم.. وهبوط الهداية والوحدة    في الشباك    الاتحاد يعاود تدريباته استعداداً لمواجهة الهلال في نصف النهائي بكأس الملك    64% شراء السلع والمنتجات عبر الإنترنت    السجن لمسعف في قضية موت رجل أسود في الولايات المتحدة    ألمانيا: «استراتيجية صامتة» للبحث عن طفل توحدي مفقود    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    البنيان: الجامعات تتصدى للتوجهات والأفكار المنحرفة    وفاة الأديب عبدالرحمن بن فيصل بن معمر    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أصبحت مستهدفات الرؤية واقعًا ملموسًا يراه الجميع في شتى المجالات    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    خادم الحرمين يوافق على ترميم قصر الملك فيصل وتحويله ل"متحف الفيصل"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يفتقد أثير الإف إم رسائل المعرفة والمعلومة القيمة ؟
أثير الفضاء.. بين الوعي والنعي
نشر في الرياض يوم 04 - 10 - 2012

رغم أن قدرة البث الإذاعي كأداة تحريك إعلامية للشعوب بمختلف أعراقها قد فقدت الكثير من بريقها، خصوصا بعد ثورة الاتصالات التي ينعم بها العالم حاليا، واجتياح موجة قنوات الاتصال الجديدة (بث مرئي، إنترنت، تطبيقات الهواتف المحمولة)، إلا أن ذلك لا يعني اختفاء هذه الوسيلة من خارطة إعلام الألفية الجديدة، فشريحة الوصول التي كانت تستهدفها الإذاعات في أواخر القرن الماضي اختلفت ، لأن وسائل الاستقطاب اختلفت أيضا بعد مزاحمة القنوات الجديدة، لذلك أصبحت إذاعات الإف إم المحلية مثلا تتنافس على المستهلك الجديد الباحث عن المواد الترفيهية أكثر من المواد الإخبارية، وبالتالي جذب التأثير المجتمعي ثم المعلن.
أثير الإف الأم الذي يختلف كليا عن أثير إذاعات الألفية الماضية يفتقد لرسائل المعرفة والمعلومة القيمة، يحمل قدرة على الاستقطاب لا تحملها الإذاعات الرسمية الباقية على بثها حتى الآن بالدعم الحكومي فقط كآخر وسائل إنعاشها، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: من الملام على انقلاب معادلة التأثير.. هل هو المستمع؟ أم آليات الحكومات القديمة؟ أم رأس المال الباحث عن تكرير؟ لماذا تحوّل الأثير المؤثر إلى أثير مستهلك؟ وهل يمكن لنا الاستفادة من تجارب مماثلة لإذاعات الإف إم وتوجيه المعرفة والمعلومة في انسيابها إلى أذن المتلقي؟.. هذا التحقيق الذي نضع أسئلته بين يديكم يستجدي الإجابات من أهل الاختصاص والأكاديميين الأقرب لتقديم المقنع منها.
وداد عزالدين التل رئيس قسم التبادلات البرامجية بإذاعة الأردن تقول :عام 2012 عام الاذاعة العربية اقره اتحاد اذاعات الدول العربية والمفروض نحن الاذاعيين نعمل على انجاح وإبراز دور الاذاعة خاصة في هذه المرحلة على الاقل حتى نستطيع مواكبة مسيرة الاعلام التي تطورت وتعالت والتي لا يمكن بالطريقة التقليدية السابقة وبالقوالب المعدة والموجودة ان نصل لشيء، الان بالسهل من خلال الانترنت ان ترى الحدث مباشرة في اي بقعة في العالم وإذا لم يعجبك ممكن ان تقلب الى محطة اخرى .
وأضافت : ان شاء الله اذا وصلنا لتحقيق كل الاحتياجات التي تحتاجها الاذاعة حتى نستطيع ان نقوم بالدور المطلوب منا بتحمل المسؤولية من خلال اذاعه عريقة عمرها قارب 52، فمن ناحيتنا نحاول ان نكشف مطالبنا ونحن لسنا طماعين نود ان نمشي بخطى صحيحة قليلة ولكن ثابتة ومن واجبنا في هذه المرحلة بالذات المضي بتنفيذ وتطبيق، وخاصة التي لم تكن من صلب الواقع الاعلامي .
يحيى باجنيد:لكي تستعيد الإذاعات قاعدتها العريضة من المستمعين، ينبغي أن يوافق إيقاعها نبض هذا الزمن المتسارع
وأضافت التل: اذاعات الاف ام الان تعتمد على مخاطبه الشباب ونسميها برامج كلمة وأغنية وطبعا الاذاعات الرسمية لا تقدر على ذلك فنحاول عن طريق المواضيع التى نناقشها في برامجنا ان تستقطب جميع فئات الوطن ومخاطبتهم كلا حسب مستوى تفكيره ونحاول مواكبة الاحداث حين حدوثها مع مصداقية الخبر فلا يحتاج المستمع ان يذهب الى فضائية لمتابعة الحدث آمل أن يشتد التنافس بين الاذاعات لمصلحة المستمعين ونحن نعرف ايضا اذاعات الاف ام تعتمد على الدعايات وجذب المستهلك عن طريقها وطبعا هذه تبقى آمالا نريد ان نحققها.
ويقول الدكتور حسين نجار أستاذ الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز :بأن إذاعات الإف إم تفتقد للهدف والرؤية الإعلامية الواضحة المعالم ،ويؤكد بقوله:إن الإعلام من حيث المبدأ مقروء ومسموع ومرئي لا يلغي بعضه بعضا ، بل العملية تكاملية مبنية على أسس وحدود للإبداع،ولكن الحاصل أن هناك تجاوزات من المؤسسات فأصبحت تبتعد عن رسالتها فنجد أن الصحف بدأت تغزوها المسابقات والإعلانات وتوزع بمردود مالي كبير ،في حين أن هذا ليس بوظيفتها التي أنشئت من أجلها،وكذلك التلفزيون وقس عليهما إذاعات الإف إم.
وداد التل:إذاعات الإف إم تعتمد الآن على مخاطبة الشباب ونسميها برامج كلمة وأغنية والاذاعات الرسمية لا تقدر على ذلك
حيث لا نجد بها فائدة نجنيها من الترويح ولا يستفيدون من ترويح القلب بعلاجه بالفائدة الفكرية والثقافية ،كل الذي تقوم به هو السعي وراء الربح متناسية أو متجاهلة الجرعات الإعلامية الثقافية والتوعوية والأدبية والاجتماعية ،بينما نرى أن الإذاعات الحكومية لا تسعى للربح ورسالتها واضحة ،ولديها التزما مكلف ،وإعلام مراقب ومدروس .
د. حسين النجار
ولكن ينقصنا الإذاعات المتخصصة ،حيث نجد الإذاعات الحكومية لجميع الشرائح وليس لدينا كما في الدول الأوروبية الإذاعات المتخصصة كإذاعة للأطفال وآخرى للشباب وثالثة لكبار السن،وأخرى رياضية ،وإذاعة مختصة بالحيوانات ودواليك ..مما يتيح لكل جيل متابعة مايهتم به..وأيضا يكون هناك ربح بأن يروج لكل ما يهتم هذه الشريحة،وبذلك نكسب المستمعين ونعود بهم إلى فضاء الأثير من جديد وسنجد حينها بأن الراديو مع كل فئة ويلامس احتياجاتها بكل مكان وزمان.
ويعود د.النجار بالحديث عن الإذاعة بقوله :إذاعات الإف إم نستطيع أن نقول عنها من خلال خبرتي وتخصصي بالإعلام بأنها موجهة فقط للشباب من عمر 15-23 سنة وكلها تعتمد على الأغاني والأسئلة والاستطلاعات السطحية التي لا ترتقي لأن تكون ضمن الرسالة الإذاعية السامية..
لذلك أناشد بأن يكون لدينا إذاعات متخصصة فالتعداد السكاني في تزايد وسيصبح عدد سكان المملكة خلال فترة بسيطة فوق 30 مليون نسمة فيجب التفكير بجميع شرائح المجتمع من خلال الطموحات وتلبية الرغبات،وإيجاد بيئة خصبة مريحة وموجهه للإعلام المسموع وطرح المواضيع التي تهم جميع الشرائح والفئات ، فغالبية إذاعات الإعلام المسموع يسعون وراء الإعلانات ويقدمون برامجهم بعشوائية ومذيعوها لا يتسلحون بالهم والحس الإعلامي الراقي
د. حسين نجار :إذاعات الإف إم موجهة فقط للشباب من عمر 15-23 سنة وكلها تعتمد على الأغاني والأسئلة والاستطلاعات السطحية التي لا ترتقي لأن تكون ضمن الرسالة الإذاعية السامية..
والرسالة السامية ، حيث إن أغلب طلاب كلية الإعلام لم يدخلوها رغبة منهم ولكن دخلوها لأن المعدل لم يكن ليدخلهم التخصص الذي يرغبون به ، لذلك يتخرجون بدون موهبة تؤهلهم ليكونوا مذيعي المستقبل.
وختم بقوله : أنا أقترح على هذه القنوات تقسيم 5%على الترفية ومثلها على الثقافة والتعليم والتوجية والمعرفة والأدب حتى يكون هنا كفائدة مشتركة ، وعلينا نحن من نعمل بالإعلام وندرس الإعلام مسئولية تثقيف المجتمع الخارجي ولا يقتصر الدور على طلاب الإعلام وذلك من خلال إقامة الندوات التعريفية والمحاضرات للمجتمع.
د. محمد لطفي
وقال د.محمد لطفي يحيى ،مخرج بالإذاعة المصرية: منذ أيام احتفل اليونسكو بأول يوم عالمي للإذاعة وأُقر يوم 13 فبراير من كل عام يوما عالميا للإذاعة، بوصفها إحدى الوسائل الأكثر نجاحا في الوصول إلى المعارف، وتعزيز حرية التعبير، وكذلك تشجيع الاحترام المتبادل والتفاهم ما بين الثقافات.
فمع افتتاح أول محطة إذاعية عام 1920 بالولايات المتحدة افتتحت في نفس العام أولى محطات الإذاعة فى المملكة المتحدة وفرنسا والاتحاد السوفيتي، ثم عام 1923 في ألمانيا ثم استراليا ثم الإذاعات الأهلية في مصر، إلى أن تدخلت الحكومة المصرية لتغلقها وتبدأ البث الرسمى للإذاعة المصرية عام 1932 لتكون
د.محمد يحيى:لابد لوسائل الإعلام وبالأخص الإذاعات العربية من الاهتمام بكل المتغيرات الجديدة ومواكبتها بل التنبؤ بكل جديد
هي الموجه لها ولما يبث بها من محتوى برامجي وتتابعت الإذاعات في مختلف الدول العربية.
ولا يغيب عن أذهاننا دور الإذاعات في التنمية والتثقيف والمعرفة فالمبادئ التي قامت عليها إذاعتنا العربية لم تخرج عن كونها خدمة تقدم للمستمع بهدف الإعلام والإرشاد والمتعة، إلى أن ظهر الاتجاه الربحي فكان السؤال: لما لا ؟ فأُنشأت بعض الشبكات الإذاعية بهدف تجاري مثل إذاعة الشرق الأوسط لتقديم ما يعرف بالبرامج الخفيفة السريعة ويتخلل هذه البرامج إعلانات لسلع تجارية، لكن منظومة العمل تكون ضمن ميثاق وقواعد العمل الإذاعي للإذاعة الأم، ومع تطور وسائل الإعلام وخاصة الإعلام المرئي كان دور الإعلام المسموع واضحا وإن بدأ يخبو بعض الوقت ولكن الراديو كوسيلة سهلة يمكن الاستماع إليها فى أي مكان وتحت أي ظروف فى العمل أو فى وسائل المواصلات اتضح انه لاغنى عنها بل اتضحت خطورتها وأهميها فى تعبئة الرأي العام وتهيئته وتوجيهه من خلال أشكالها البرامجية المختلفة بدءا من الدراما والبرامج الحوارية والوثائقية وانتهاء
نوال بخش: إذاعات إف إم ليس لها رسالة واضحة ولا استراتيجية ثقافية أو معلوماتية
بالأغنية ،ولا يتسع المجال للحديث عما فعلت الإذاعة في أوقات السلم والحرب.
ومع ظهور القنوات التليفزيونية الفضائية وانتشارها نجد على سبيل المثال في مصر التصريح بالقنوات الفضائية والسماح لها، أما بالنسبة للراديو تم منع التصريح بإنشاء محطات إذاعية إلا لمحطة أو أكثر على أن تعمل على موجة FM وليست موجة AM الأكثر انتشارا لكثير من الأماكن، وتحظى هذه الإذاعات بأكبر نسبة استماع بين الشباب وتحقق أرباحا طائلة.
وعند تحليل ما تقدمه هذه الإذاعات من مضمون نجد، الخبر مختصرا، صياغة لغوية ذات أهداف ضمنية، إيحاء، مطالب غير مباشرة. هذه الإذاعات عرفت الشباب وكما يقول هتلر إن الرأي العام يعتمد على معرفة بالأشخاص ؛ فالشخص يستسلم للدعاية دون أن يشعر. فنجحت تلك الإذاعات.
وكي تساير الإذاعة المصرية هذا النجاح تسرع بإنشاء إذاعة راديو مصر لتقديم الأخبار والأغاني والإعلانات، وتنشأ محطات أخرى على موجة FM وكأن الحل هو تقليد هذه الإذاعات واستنساخها متناسين ما تهدف إليه الإذاعة بالأساس، هذه الإذاعات استقطبت الشباب فى الوقت الذى تناست فيه إذاعاتنا ما يرغبه الشباب وشاخت أفكارها مع أفكار من يقومون عليها، فلابد لوسائل الإعلام وبالأخص الإذاعات العربية الإهتمام بكل المتغيرات الجديدة ومواكبتها بل التنبؤ بكل جديد والعمل له إذا ما أردنا للإذاعة أن تحيا وتستعيد دورها المؤثر والفاعل.
وحدثتنا المذيعة بإذاعة الرياض نوال بخش بقولها : احتفلت إذاعة الرياض هذا الشهر مع دول العالم بيوم الإذاعة العالمي وصادف يوم الإذاعات العربية ، وقد نفذت الإذاعة يوما كاملا مفتوحا بهذه المناسبة تم فيه عمل ملفات ولقاءات
رياض سمكة :جل المحطات الإذاعية الخاصة تختار الإف إم لبث برامجها لعدة اعتبارات من بينها جودة الصوت مع التكلفة الزهيدة
وحوارات إذاعية وتحليلات ،بينما أجد إذاعات FM ليس لها رسالة واضحة ولا استراتيجية ثقافية أو معلوماتية ،فهي تعتمد على الترفية فقط بدون هدف يذكر يعود على المستمع لذا فهو ترفيه مؤقت.
وتضيف بخش زمن التلقي اختلف وكذلك مكان التلقي ، ففي الماضي كانت الإذاعة هي المتسيدة لعدم وجود التلفزيون ،ولكن اليوم نقول بأن الإذاعة مازالت موجودة فمثلا هي الخيار الوحيد لقائدي السيارات بالمدن الكبيرة،والتي تستمر لساعات وكذلك لأهل القرى والهجر،فالرسائل الإعلامية اليوم موجهة بشكل كبير للقرى وليس للمدن ، فهذه الفئة محتاجة جدا للمعلومة لعدم وصول التقنية لديها بشكل كبير ،لذلك فدور الإذاعة إيصال الجديد لديهم ونربطهم بالحياة وبالتطور الحاصل بالمدن الكبيرة والعالم.
وتشير إلى أن الإذاعات الحكومية تقدم الفائدة والخلاصة الحقيقية وأي برنامج أو حوار لا يكون لملء الفراغ بل هناك رقابة وتصفح وإعداد قبل اخراج أي برنامج للمستمعين وهذا يجعلنا نقدم الأكثر فائدة.
وقالت بخش بأنها لاحظت أن الإذاعة غابت عن ثورات الشعوب ولم تكن حاضرة كما حضرت الكميرا ،وذلك قد يكون لعدم رغبتها بالدخول بمثل هذه الأحداث المضطربة ، ولكونها أيضا تحتاج لمصادر ومعلومات محدثة باستمرار ، هذا إضافة إلى أن الإذاعات مرتبطة بالدولة ،بينما القنوات الفضائية هي أهلية وخاصة وأهم ما لديها هو الإثارة والجذب.
رياض سمكة
ويقول رياض سكمة اعلامي وباحث في علم الاجتماع ومذيع بإذاعة تونس :في اعتقادي ان ظهور وسائل اعلام جديدة على الساحة الاعلامية لا يلغي دور الاذاعة ولا يحد كثيرا من بريقها بل يدعّمها ويعطيها امكانيات أرحب لمزيد من الانتشار والتحليق على رقعة أرضية أرحب بإمكانيات أفضل ، كما يتيح لها توسيع قاعدة متتبعيها من مختلف الشرائع العمرية والاجتماعية والثقافية.
ويضيف سكمه:كما ان متتبعي وسائل الاعلام المنافسة للإذاعة معظمهم مستمعون اوفياء للإذاعة والبعض منهم يقول في اشارة الى الاذاعة وعلى سبيل المزاح "ما الحب إلا الى الحبيب الأول " مؤكدا من خلال ذلك تميز الاذاعة على بقية الوسائل العصرية للاتصال بالقدم وبالتالي بالتجربة والحنكة..كما أن الاذاعة تستمد قوتها ايضا في العصر الراهن من قدرتها على الحضور في عدة اماكن اخرى كثيرا ما تغيب فيها وسائل الاعلام المنافسة لها او انه يصعب استعمالها من ذلك تعتبر الاذاعة وسيلة الاعلام المفضلة اثناء السياقة وأثناء السفر عبر الوسائل الشخصية اوالعمومية ،وأحيانا اثناء المراجعة وقبل النوم... كما ان التجول في الاسواق كثيرا ما يكون مصحوبا بجولة بين المحطات الاذاعية حيث تتغير المحطة من محل الى آخر والإبحار في الشبكة المعلوماتية كثيرا ما يكون مصحوبة بمتابعة البرامج اذاعية لان متابعة الاذاعة لا يعيقها بل يعطيها ايقاعا جميلا وهو ما يؤكد تواصل وجود الاذاعة في جل الفضاءات والأماكن.
وأكمل الإعلامي رياض سكمة بقوله :يمكن الاستنتاج بان بريق الاذاعة لن يتقلص في تقديري الشخصي انطلاقا من معطيات اخرى لعل اهمها يتمثل في نجاح الخطوات الكبيرة التي قامت بها الاذاعات لتطوير ادائها والحفاظ على مكانتها على الساحة الاعلامية فالإذاعة عرفت كيف توظف الثورة التكنولوجية لصالحها وتستفيد من الامكانيات التقنية الجديدة للإرسال والاستقبال والتسجيل والتركيب للوصول الى اكبر عدد ممكن من الجمهور من ذلك اصبح اليوم بالإمكان الاستماع الى محطات الاذاعة لا من المذياع فقط -الذي تقلص سعره كثيرا وأصبح تقريبا في متناول جل الفئات على عكس وسائل اتصالية اخرى التي مازالت حكرا على فئات دون أخرى - حيث يمكن الاستماع اليها عبر الوسائل الحديثة كالهواتف الجوالة (أو النقالة) وصفحات الانترنت والمواقع الاجتماعية في الشبكة العنكبوتية والحواسيب المحمولة وحتى عبر شاشات التلفزيون فبمجرد الضغط على زر في آلة التحكم في التلفاز يمكن المرور من مشاهدة برنامج تلفزي الى الاستماع الى قناة اذاعية عبر الشاشة التلفزية...
وأشار سكمة بأن كل ذلك يؤكد في تقديره قدرة الاذاعة على التأقلم مع المعطيات الجديدة وقدرتها على التوسيع من دائرة تأثيرها ومن قاعدتها الجماهرية رغم المنافسة الشديدة لأنها عرفت الى حد كبير كيف توظف التحولات التقنية لصالحها ولاسيما منها التقنيات الرقمية وتقنيات المرتبطة بالهاتف الجوال وتقنيات البث الاذاعي عبر الاقمار الصناعية وتقنيات البث المباشر واللاحق عبر الشبكات المعلوماتية والمواقع الاجتماعية وهو ما اعطاها حسب رأيي اجنحة اضافية للتحليق بعيدا في رحاب الابداع والإقناع والإمتاع والخروج من المحلية الضيقة الى العالمية الرحبة...
وقال :انطلاقا مما سبق يمكن القول ان الاذاعات التي تقلص بريقها بشكل ملفت للانتباه لا يعود في تقديري الى التطورات التكنولوجية وظهور وسائل اعلام جديدة بقدر ما يعود الى تقصير المشرفين عليها وتخاذلهم في القيام بالإصلاحات اللازمة في الوقت المناسب وعدم اسراعهم الى تجديد تقنيات العمل في المحطات الاذاعية التي يشرفون عليها بما يستجيب لمتطلبات المرحلة الجديد، فكما انه لكل مقام مقال فانه لكل فترة زمنية منهجية في العمل ووسائل متماشية مع العصر ومتناغمة معه... وإضاعتها او عدم الاخذ بها يعني "الانتحار البطيء " ان جاز التعبير لأنه كما يقال "لكل داء دواء" و"لكل حادث حديث" و"من لا يتقدم يتأخر" ويخسر بالتالي معركة البقاء.
وفيما يتعلق الآن بالمنافسة بين الاذاعات الرسمية الحكومية والإذاعات الخاصة التي تعرف ايضا بإذاعات "الإف ام" -لان جل المحطات الاذاعية الخاصة تختار هذه الموجة لبث برامجها لعدة اعتبارات من بينها جودة الصوت مع التكلفة الزهيدة – فان المعركة تبدو محسومة في الوضع الراهن لفائدة الاذاعات الخاصة لعدة اعتبارات من ابرزها في تقديري ان اكثر المواد الاذاعية جاذبية وشدا للانتباه واستقطابا للجماهير هي للأسف ما يعتبره اهل المهنة الاخبار الهامشية والثانوية وأخبار المشاهير والمشعوذين وأخبار المجتمع وتفاصيل الجرائم وما يسمى ايضا بالمتفرقات اضافة بطبيعة الحال الى الاغاني والأنغام ذات الايقاع السريع والكلمات البسيطة.
ولئن تحظى هذه المادة الاذاعية بصدارة اهتمام المشرفين على القنوات الاذاعية الخاصة وتعطى لها الاولوية على مستوى التقصي والبرمجة والبث فهي شبه غائبة، وأحيانا منعدمة في القنوات الاذاعية الحكومية التي تفضل بث البرامج الثقافية الدسمة وأخبار الدولة والحكومة والوزراء ومختلف المرافق الاجتماعية وتقدمها على بقية البرامج والإخبار رغم علم المشرفين على هذه القنوات الاذاعية بضعف عدد المهتمين بهذه المادة الاذاعية وهو ما يجعل جمهور الاذاعات الخاصة يفوق بمعدلات كبيرة عدد جمهور الاذاعات الحكومية لان جمهور الاذاعة يبحث في الغالب على الترفيه اكثر من بحثه عن التثقيف.
ومما يزيد في تعميق هذه الهوة بين القنوات الاذاعية الحكومية والخاصة ويجعل جمهور هذه الاخيرة يفوق بكثير نسبة القنوات الاذاعية المنافسة قدرة المؤسسات الاعلامية الخاصة على التصرف بسرعة على مستوى البرمجة وإبرام الصفقات وتطوير المعدات مقارنة بنظيرتها الحكومية حيث يمكنها في ظرف سويعات قليلة تغيير معداتها التقنية واستبدالها بمعدات جديدة أكثر فاعلية وجدوى وتغيير ايضا برمجتها في سرعة البرق حسب التطورات الحاصلة ،وحسب قدرة الاخبار الجديدة الوافدة على ستيديو البث على استقطاب المستمعين ومضاعفة عدهم وبالتالي مضاعفة عدد المعلنين والمداخيل المتأتية من الاشهار والإعلانات التجارية حيث كثيرا ما تغيّر الاذاعات الخاصة برمجتها في ظرف دقائق معدودات لتفسح المجال لتمرير الاخبار الجديدة والقادرة على استقطاب المستمعين في لحظة حدوثها على عكس ما يجري في الاذاعات الحكومية التي مازالت تقيدها البيروقراطية والعلاقات العمودية وتسير حسب ترتيب اداري صارم وتدرج في السلطة والمسؤوليات لا يمكن تجاوزه بسهولة وهو ما يجعلها تتصرف ببطء شديد في معظم الاحيان فاسحة المجال للمنافسين للفوز عليها بكل سهولة ويسر.
ومن خلال هذه النظرة وهذه الاستنتاجات يمكن القول ان عودة الاعتبار الى الاذاعات الحكومية في الخارطة الاعلامية وفي مواجهة نظيرتها الخاصة تتطلب الاقدام على عدد من الاصلاحات من بينها توفير مرونة اكبر على مستوى تسيير الاذاعات الحكومية حتى تصبح قادة على اخذ القرارات الهامة بالسرعة المطلوبة وتسترجع قدرتها على تحقيق السبق الصحفي والسبق التكنولوجي اضافة الى مراجعة الاولية المطلقة الموجودة في عدد من هذا الصنف من الاذاعات للأخبار الرئاسية والحكومية التي عادة ما تعتبر "مقدسة" فصياغتها لا تقبل لا الزيادة ولا النقصان وموعدها لا يقبل لا التقديم ولا التأخير مهما حدث وفي معظم الاحيان يتم صياغة هذه الاخبار في وكالات الانباء الحكومية بلغة نسميها هنا في تونس لغة خشبية مع الاطالة ومنع العاملين في الاذاعة من اعادة صيغتها والاكتفاء بتمريرها كما هي.
ومن بين متطلبات عودة البريق الى الاذاعات الحكومية في تقدير عدد من اهل المهنة ضرورة الانتقال الى صيغة جديدة في تعامل الدول مع هذه المرافق واعتبارها مستقبلا اذاعات عمومية تعمل على الاقتراب اكثر فأكثر من مشاغل المواطن وهمومه وانتظاراته وتسخّر شبكاتها البرامجية وإمكانياتها التقنية والبشرية لتحقيق هذه الغاية وان تتراجع بالتالي مكانة الاخبار الحكومية فيها لتصبح الاولية للمواطن وأخباره وتطلعاته حتى يشعر ان هذه الاذاعات ملتصقة به، ينفق عليها وتشفق عليه، يعطيها من ماله وتعطيه من جهود العاملين فيها، يحب الاستماع اليها ولا تخذله ببث مادة اذاعية لا تستهويه ولو بنسبة ضئيلة...
هذه بعض الافكار والخواطر في موضوع شائك يحتمل اكثر من تأويل لكن الاكيد في تقدير ان الاذاعة باقية بقاء حب الانسان للأخبار والمستجدات وبريقها في تنام ما دامت هناك سواعد تعمل من اجل بلوغ هذه الغاية... وعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم.
يحيى باجنيد
ويحدثنا المذيع والمعد للبرامج بإذاعة جدة يحيى باجنيد : إذا كان لصوت الإنسان زمن فالإذاعة صوت الأزمنة لكنها، ككل وسائل الإعلام تكبر أو تضمر، وهي بحاجة دائمة لتجديد خلاياها، وتقوية بنيتها، وتوفير ضرورات استمرارها بعد هذا الانفجار الإعلامي المدوي التي هيأته تقنية الاتصالات المذهلة ..
كان الفضاء ولا يزال هو الساحة الرحبة التي انطلق إليها الإنسان الباحث دومًا عن تأكيد وجوده، مؤثرًا ومتأثرًا بكل ما حوله ومن حوله .. وهو الوعاء الذي يستوعب كل أحلامه وأهدافه التي تنمو وتتسارع وتتنوع كل يوم ..
حينما انطلق صوت الإذاعة (الراديو) ، بتردداتها التقليدية وموجاتها القصيرة قبل طفرة الإعلام وبزوغ فجر الأقمار الصناعية ..
ستظل الإذاعات مؤثرة ، بل إن لها حصة كبيرة من حياة الناس اليومية .. ويظل الراديو هو الوسيلة التي يمكن متابعتها .. فهي رفيق الدرب في السيارة .. والأنيس الذي لا يقطع انشغالك يثقّف ويسلي ويترك لك آفاقا رحبة لتتخيل ..
ولكي تستعيد الإذاعات قاعدتها العريضة من المستمعين، ودورها المؤثر في حياة الناس ، ينبغي أن يوافق إيقاعها نبض هذا الزمن المتسارع ...
إن وسائل التقنية (بث مرئي، إنترنت، تطبيقات الهواتف المحمولة)، يمكن أن تكون قنوات توصيل واسعة تخدم الإذاعة متى ما ارتقت بمادتها ولبت احتياجات الناس ورغباتهم المختلفة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.