"أرامكو" ضمن أكثر 100 شركة تأثيراً في العالم    رصد 8.9 ألف إعلان عقاري مخالف بمايو    الإبراهيم يبحث بإيطاليا فرص الاستثمار بالمملكة    "كروم" يتيح التصفح بطريقة صورة داخل صورة    تدريب 45 شاباً وفتاة على الحِرَف التراثية بالقطيف    ضبط مقيمين من الجنسية المصرية بمكة لترويجهما حملة حج وهمية بغرض النصب والاحتيال    اختتام ناجح للمعرض السعودي الدولي لمستلزمات الإعاقة والتأهيل 2024    أنشيلوتي: كورتوا سيشارك أساسيا مع ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا    ثانوية «ابن حزم» تحتفل بخريجيها    ترمب يصف محاكمته الجنائية في نيويورك بأنها «غير منصفة للغاية»    ضبط مواطنين في حائل لترويجهما مادة الحشيش المخدر وأقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي    «الربيعة» يدعو إلى تعزيز المسؤولية الدولية لإزالة الألغام حول العالم    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقوم بزيارة تفقدية    شولتس: إصابات "بالغة" إثر هجوم "مروع" بالسكين في ألمانيا    أمر ملكي بالتمديد للدكتور السجان مديراً عاماً لمعهد الإدارة العامة لمدة 4 سنوات    مفاوضات غزة «متعثرة».. خلافات بين إسرائيل وحماس حول وقف الحرب    كذب مزاعم الحوثيين ..مسؤول أمريكي: لا صحة لاستهداف حاملة الطائرات «آيزنهاور»    الذهب يستقر قبل بيانات التضخم الأمريكية    الهلال يبحث عن الثلاثية على حساب النصر    مورينيو يختار فريقه الجديد    حجاج مبادرة "طريق مكة" بمطار سوكارنو هاتا الدولي بجاكرتا    «الجمارك»: إحباط تهريب 6.51 مليون حبة كبتاغون في منفذ البطحاء    وكيل إمارة حائل يرأس اجتماع متابعة مكافحة سوسة النخيل الحمراء    فاتسكه: دورتموند قادر على تحقيق شيء استثنائي أمام الريال    خلافات أمريكية - صينية حول تايوان    خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والنبوي    فيصل بن فرحان يلتقي وزير الخارجية الصيني و وزير الخارجية العراق    رياح مثيرة للأتربة والغبار على مكة والمدينة    إسلامية جازان تقيم ٦١٠ مناشط وبرنامج دعوية خلال أيام الحج    5 مبتعثات يتميّزن علمياً بجامعات النخبة    وزير الداخلية يدشن مشاريع أمنية بعسير    ترقية 1699 فرداً من منسوبي "الجوازات"    "سامسونغ" تستعد لطرح أول خاتم ذكي    المملكة ضيف شرف معرض بكين للكتاب    توجيه أئمة الحرمين بتقليل التلاوة ب"الحج"    أطعمة تساعدك على تأخير شيخوخة الدماغ    الرياضة المسائية أفضل صحياً لمرضى للسمنة    البنك الأهلي واتحاد «القدم» يجددان الرعاية الرسمية للكرة السعودية    الغامدي يكشف ل«عكاظ» أسرار تفوق الهلال والنصر    ثانوية ابن باز بعرعر تحتفي بتخريج أول دفعة مسارات الثانوية العامة    جدة تتزين لأغلى الكؤوس    الأمير فهد بن سلطان: حضوري حفل التخرُّج من أعظم اللحظات في حياتي العملية    وزير الداخلية للقيادات الأمنية بجازان: جهودكم عززت الأمن في المنطقة    الخريف لمبتعثي هولندا: تنمية القدرات البشرية لمواكبة وظائف المستقبل    «الدراسات الأدبية» من التقويم المستمر إلى الاختبار النهائي !    كيف تصبح زراعة الشوكولاتة داعمة للاستدامة ؟    5 أطعمة غنية بالكربوهيدرات    المملكة تستضيف الاجتماع السنوي ال13 لمجلس البحوث العالمي العام القادم    المعنى في «بطن» الكاتب !    كيف نحقق السعادة ؟    العِلْمُ ينقض مُسلّمات    الحوكمة والنزاهة.. أسلوب حياة    تشجيع المتضررين لرفع قضايا ضد الشركات العالمية    عبدالعزيز بن سعود يلتقي عدداً من المواطنين من أهالي عسير    عبدالعزيز بن سعود يطلع على عدد من المبادرات التنموية التي تشرف على تنفيذها إمارة عسير    أمير القصيم يكرم 7 فائزين بجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز    حفل تخريج طلاب وطالبات جامعة تبوك    تكريم الفائزين بجائزة الباحة للإبداع والتميز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولي العهد : بلادنا منطلق العروبة والإسلام والاعتدال الحقيقي
اطلع على معرض «الاعتدال السعودي : شواهد ومواقف»

قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مساء أمس بزيارة جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
وكان في استقبال سموه لدى وصول مقر الجامعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة ووزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ومدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب.
وفور وصول ولي العهد صافح وكلاء الجامعة، ثم اطلع سموه على معرض ( الاعتدال السعودي : شواهد ومواقف ) الذي يجسد مراحل من حياة الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - في المجالات التاريخية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
الاعتدال ليس شعاراً بل منهج عظيم يحكم شؤوننا الدينية والدنيوية
وبعد أن أخذ سموه مكانه في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالجامعة ألقى مدير جامعة الملك عبدالعزيز كلمة رحب فيها بولي العهد في زيارته للجامعة وإلقائه محاضرة عن منهج الاعتدال السعودي ، منوها باطلاع سموه على مشروع منارات المعرفة.
وأعلن معاليه موافقة الأمير سلمان على إطلاق كرسي علمي في الجامعة باسم سموه في مجال أبحاث الطاقة بتكلفة إجمالية قدرها 6 ملايين ريال يركز على إجراء الأبحاث في مجالات الطاقة المختلفة.
المؤسس واجه معارضي التطورات الجديدة بالصبر والحلم والحكمة والعقل
ثم قدم الأمير خالد الفيصل سمو ولي العهد لإلقاء المحاضرة التي سيتحدث فيها عن مؤسس منهج الاعتدال السعودي الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود ، مرحباً بسموه في هذا المساء المبارك.
عقب ذلك بدأ سمو ولي العهد محاضرته قال فيها .. الإخوة والأخوات أعضاء هيئة التدريس. الأبناء والبنات الطلاب والطالبات.
علينا أن نعتبر من مصير القادة الذين استسلموا لنزوتهم الفردية وأيديولوجياتهم البشرية الزائلة
الإخوة والأخوات الحضور.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن أكون معكم هذا المساء في رحاب جامعة غالية على نفوسنا جامعة المؤسس ، جامعة الملك عبدالعزيز التي بدأت بفكرة من نخبة خيرة من أبناء الوطن من أهالي جدة كجامعة أهلية ثم تعهدتها الدولة لتصبح من الجامعات الحكومية الرائدة ولله الحمد.
وأشكر لمعالي مدير الجامعة وزملائه على دعوتي ومشاركتكم هذا اللقاء الذي أعتز به .
ما نملك من ثروات مادية لا ترقى إلى ما نملكه من ثروة العقيدة الإسلامية
الإخوة والأخوات: الاعتدال منهج عظيم يحكم شؤوننا الدينية والدنيوية ، ولهذا حث عليه الدين الإسلامي الحنيف في قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) وسلكه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه والتابعون رضوان الله عليهم.
فقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله ( القصد القصد تبلغوا) والقصد هو الوسط بين الطرفين.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم( إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو) ، والاعتدال ليس كلمة تقال ، أو وصف لموقف أو شعار براق يرفع ، وإنما هو منهج شامل والتزام بمبدأ يحقق مصالح عامة تهدف إلى الخير والنماء.
والاعتدال يشمل جميع نواحي الحياة، فهناك اعتدال في الأكل، واعتدال في الكلام، واعتدال في التربية، واعتدال في الإنفاق، واعتدال في التعامل وغير ذلك من شؤون الإنسان بصفة عامة.
أدعو أبنائي الطلاب والطالبات إلى الالتزام بالوسطية والاعتدال في أمورهم وتفكيرهم
والملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - طبق منهج الاعتدال متبعاً في ذلك نبينا محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم ، وسيرة أسلافه ، حيث اعتدل في مواقفه ورؤيته وسياساته ، فكانت هذه الوحدة العظيمة التي ننعم بها جميعاً اليوم ولله الحمد والمنة.
فلقد اعتدل عبدالعزيز في إعادة تأسيس الدولة السعودية على المبادئ ذاتها التي تأسست عليها الدولة الإسلامية الأولى ، والدولة السعودية الأولى ، والدولة السعودية الثانية. فلم يكن مغامراً أو مجازفاً بحياة الآخرين سواء ممن كانوا معه أو أولئك الذين كانوا من خصومه.
ولي العهد يتبنى كرسياً علمياً باسم سموه في مجال أبحاث الطاقة
ورغم نجاحه في توحيد البلاد بتوفيق من الله، ثم بمساندة رجاله من أنحاء البلاد لم ينتقم أو يحقد على أحد، وإنما اعتدل ورضي بما تحقق، وشغل نفسه بما يحقق الأمن والرخاء للجميع ، بل ومن تميز اعتداله - يرحمه الله - أنه استعان بهم في مناصب الدولة ومسؤولياتها ، وحفظ كرامتهم.
واعتدل عبدالعزيز في سياسته الخارجية عندما كان محاطاً بالقوى الاستعمارية التي كانت تراقبه ، وتحاول منعه من إعادة تأسيس الدولة السعودية ، واستطاع أن يتجاوز أخطارهم ، وأن يؤسس المملكة العربية السعودية بعيداً عن أي حسابات إقليمية أو نفوذ أجنبي ، وأن يجنب شعبه وبلاده ويلات الحروب العالمية.
كما اعتدل عبدالعزيز في مواقفه من بعض مواطنيه الذين ترددوا في قبول بعض التطورات الجديدة والمفيدة لهم ، فواجههم بالصبر والحلم والحكمة والعقل.
عفا عن خصومه فأصبحوا من أقرب رجاله ، وصبر على مخالفيه بسبب قصور في رؤيتهم تجاه المستقبل الذي هو لمصلحتهم ، وحاورهم وأقنعهم.
واعتدل عبدالعزيز في التزامه بالدين متأسياً بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يتطرف أو يفرط ، ولم يتنازل أو يتشدد.
الأمير سلمان : صداقتنا معتدلة مع الجميع ونعطي الأولوية لأمتنا العربية والإسلامية
قال الملك عبدالعزيز حسب ما نشرته صحيفة / أم القرى / في عام 1356ه " إن الحياة المجردة عن الدين والزاخرة بأنواع القوى ليست حياة ، وإنما الحياة الدين والتمسك به ، وإقامة حدود الله ".
ولكي ندرك حقيقة الاعتدال الذي سلكه الملك عبدالعزيز علينا أن نقرأ التاريخ لأولئك القادة الذين تطرفوا في سياساتهم وقراراتهم وهو ما عرض بلادهم لويلات الحرب والفوضى ، نتيجة لنزوة فردية ، أو أيديولوجية بشرية زائلة.
الإخوة والأخوات: نحن اليوم أحوج إلى الاعتدال في خضم التحولات والتيارات والمحاولات المتعددة لتغيير المفاهيم ، وتشويه الحقائق ، والتأثير على الآخرين باستخدام معلومات ظاهرها مغرٍ ، وباطنها غير صحيح ولا ينشد المصلحة للناس.
ونحن بحاجة أيضا إلى تطبيق الاعتدال الحقيقي منهجا وسلوكا وثقافة والتزاما في رؤيتنا للأشياء والحكم عليها وعدم تغليب الانفعال والاستعجال.
يقول الملك عبدالعزيز كما ورد في صحيفة أم القرى :" إنني أتألم جد الألم إذا رأيت بعض الأشخاص يشذون عن الطريق السوي ، فيصغون لوساوس الشيطان ، ومما لا شك فيه أن المصلحة العامة هي فوق كل مصلحة " . ومصلحتنا اليوم هي مصلحتنا بالأمس ؛ لأن أساسنا لم يتغير وإن تغير تفكير بعض الناس أو أسلوبهم في التعاطي مع أمور حياتهم.
الملك عبد العزيز لم يكن مغامراً أو مجازفاً بحياة الآخرين حتى مع الذين كانوا من خصومه
واعتدالنا اليوم لا يقل أهمية عن اعتدالنا بالأمس؛ لتزايد التحديات ، وكثرة المغريات ، وتخبط البعض ، وتقليدهم للآخرين من خارج بيئتنا ومجتمعنا وديننا. واعتدالنا هو أيضا في الإفادة من العلوم والمخترعات والتطورات الحديثة في إطار ديننا ومبادئنا وما يخدم مجتمعنا.
الإخوة والأخوات : اعتدالنا اليوم مطلب شرعي وضروري لمواجهة ما تعيشه الأمة من اضطراب وتجاهل للأسس والمبادئ كي نعزز وحدتنا وقوة بلادنا ونحافظ عليها.
وبلادنا ولله الحمد هي مهبط الوحي ، وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ، ومنطلق العروبة والإسلام.
ولهذا أصبح دستورها القرآن الكريم وسنة نبيه الكريم . اعتدالها في المنهج والمواقف والرؤية معتمدا على أساسها الإسلامي الواضح.
فأين تلك الدعوات البشرية والانفعالية لقومية عربية براقة لا أساس لها ، وأين هي تلك الإيديولوجيات الكبيرة التي تابعها البعض وأيدها ؟ لم تبق أو تصمد لأن أساسها غير حقيقي ولا يتصل بالإسلام ومبادئه، بل تناقضه وتصادمه.
وبلادنا هي منطلق العروبة والإسلام ، حيث نزل فيها القرآن بلسان عربي ، على نبي عربي ، وقام أبناؤها بنشر هذه الرسالة الخالدة بأمر المولى عز وجل في أنحاء العالم بشكل معتدل.
المؤسس لم ينتقم أو يحقد على أحد .. واستعان بمخالفيه في مناصب الدولة ومسؤولياتها
نحن شرفنا الله بخدمة الحرمين الشريفين ، وهي مسؤولية عظيمة نتولاها بكل ما نملك من مقدرات ، وما لدينا من شعب وقيادة. وشرفنا الله عز وجل أن نخدم قضايا الأمتين العربية والإسلامية ، في اعتدال حقيقي يقوم على مبادئ الدين لا على أساس المصالح.
وما نملك في بلادنا من ثروات مادية لا ترقى إلى ما نملكه من ثروة العقيدة الإسلامية ، والرجال والنساء في بلادنا المخلصين لدينهم وأمتهم . ولقد استعملت بلادنا ولا تزال ولله الحمد والمنة ثرواتها المادية وغير المادية لخير الجميع من العرب والمسلمين ، بل والعالم أجمع . اعتدلنا ولا نزال في سياستنا الخارجية منذ توحيد البلاد على يد المغفور له الوالد المؤسس الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين في أنحاء الوطن . فصداقتنا معتدلة مع الجميع ونعطي الأولوية لأمتنا العربية والإسلامية.
أين تلك الدعوات البشرية والانفعالية لقومية عربية براقة لا أساس لها وإيديولوجيات كبيرة اختفت!
بل وبلادنا معتدلة أيضا في مواجهة خلافات الآخرين ، حيث تترك المجال دائما رحبا للعودة والمصالحة دون انتقام أو انعزال أو مصادمة، وهذا هو الاعتدال الحقيقي.
واعتدالنا اليوم هو شكر لله عز وجل على ما حبانا من نعمة التوحيد والدين الصحيح، ونعمة الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار ، التي نتفيأ ظلالها ويحسدنا عليها الكثيرون.
وبهذه المناسبة أدعو أبنائي الطلاب وبناتي الطالبات إلى أن يلتزموا بالوسطية والاعتدال في أمورهم وتفكيرهم ، لأنها هي الطريق الصحيح الذي سنه لنا الله عز وجل في وسط هذا العالم الذي يموج اليوم بالفكر والآراء ، منها ما هو جيد ومنها ما هو رديء.
وهذه البلاد قامت على الاعتدال والعدل منذ تأسيسها قبل أكثر من مائتين وسبعين عاما، واستمرت على منهجها الإسلامي العظيم هذا في عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- وسار على منهجه أبناؤه الملك سعود، والملك فيصل ، والملك خالد، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد - يرحمهم الله- وسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يحفظه الله.
الأمير سلمان يرحب بالحضور
وهذا المنهج هو منهجنا جمعيا ونحن بصفتنا مواطنين مسؤولون عن المحافظة عليه ، والالتزام به لأنه أساس قيام بلادنا على الكتاب والسنة النبوية ، وأساس وحدتنا في أنحاء هذا الوطن الغالي.
ولنتذكر ما قاله الملك عبدالعزيز - رحمه الله - "على كل فرد من رعيتنا يحس أن ظلما وقع عليه أن يتقدم إلينا بالشكوى ... وعلى كل من يتقدم بالشكوى أن يبعث بها بطريق البرق ، أو البريد المجاني على نفقتنا ... وعلى كل موظف بالبريد أو البرق أن يتقبل الشكاوى من رعيتنا ولو كانت موجهة ضد أولادي وأحفادي وأهل بيتي ... وليعلم كل موظف يحاول أن يثني أحد أفراد الرعية عن تقديم شكواه مهما كانت قيمتها ، أو حاول التأثير عليه ليخفف لهجتها ، أننا سنوقع عليه العقاب الشديد... لا أريد في حياتي أن أسمع عن مظلوم ، ولا أريد أن يحملني الله وزر أو ظلم أحد ، أو عدم نجدة مظلوم، أو استخلاص حق مهضوم ... ألا قد بلغت، اللهم فاشهد ..." ونحن سائرون بإذن الله على هذا المنهج وسنحافظ عليه.
ولي العهد خلال المحاضرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفي نهاية المحاضرة أجاب سموه على أسئلة الحضور حيث قال سمو ولي العهد في إجابة عن سؤال حول دور المرأة في بناء المجتمع للأسهام في تأصيل منهج الاعتدال ونشره في المجتمع السعودي .. إن المرأة كالرجل في هذا الدور .. الاب والأم هما المدرسة الأولى لأبنائهم وبناتهم مؤكدا سموه ان ماجاء في كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو أساس عز ومكانة هذه البلاد مشيرا الى انه يجب على الجميع أن يعلموا ابناءهم وبناتهم من الصغر ماذا كانت عليه هذه البلاد وماذا كان فيها قبل الوحدة والحمد لله القائمة على كتاب الله وسنة رسوله وهو المؤكد في نظام تسيير الحكم ومواده.
وقال سموه يجب ان نعرف الأمن والأمان الذي نحن فيه الآن أتانا من تحكيم كتاب الله وسنة رسوله ولو وجدت في هذا الجمع الذي أمامي الآن لوجدت بعضهم يتحارب مع الآخر بسلاحه لأن هذه كانت طريقة المعيشة ووجدت ان الانسان في الماضي كان يخاف على نفسه وماله وأسرته من السلب والنهب مضيفا سموه ان الحمد لله هذه الدولة قامت على مبادئ الحق مبادئ الدولة الإسلامية التي جمعت كل الأقاليم في هذه البلاد.
جانب من محاضرة ولي العهد عن الاعتدال السعودي
وأشار سمو ولي العهد ان الدولة السعودية الاولى والثانية والثالثة قامت على أساس الكتاب والسنة وهو ما يقال لكل زائر وكل إنسان يستقبلونه في المملكة.
وأكد سموه ان الله سبحانه شرف هذه البلاد بأن نزل القرآن على نبي عربي في أرض عربية بلغة عربية معتبرا سموه ذلك شرفاً وعلواً ومجداً لها مشددا على ضرورة ادراك المسؤولية حيث ان هذه البلاد صدرت العروبة والاسلام للعالم كله.
وقال سمو ولي العهد إنا كنا نرى مجلس الملك عبدالعزيز ونحن صغار السن الذين حاربوه أول أمس على يمينه ويساره من كل أقاليم المملكة نجدهم إخواناً متحابين متعاونين بل نقول ان المناطق أو الأقاليم أو أي مكان في المملكة عندما عبدالعزيز دخلها استعان بأهلها العارفين وأهلها اللي عندهم خلفيات علمية واستفاد منهم وكون هذا الكيان والحمد لله على التوحيد وعلى التعاون والتحاب بين الجميع كلهم.
الأمير سلمان يطلع على معرض «الاعتدال السعودي : شواهد ومواقف».
وأضاف سموه إننا ندرك ان من يحبنا يغبطنا ومن يكره هذه البلاد -والعياذ بالله- يحسدنا على مانحن فيه داعيا سموه الى المحافظة على أمتنا واستقرارنا لافتا الى ان الانسان يمشي من البحر الأحمر الى الخليج لوحده هو وزوجته او بنته او أهله لا احد يتعرضهم والحمد لله مؤكدا سموه اننا بخير ونعمة.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ... أقولها باسم سيدي خادم الحرمين الشريفين وباسم هذه البلاد كل منكم إن رأى شيئا يخالف مصلحة هذا الوطن أو المواطن عليه ان يتقدم به ونحن والحمد لله مجالسنا مفتوحة وهذه نعمة علينا .. أما يكون على حق فنستفيد مما يقوله ..أما يكون فاهم غلط أو غير صحيح اللي في باله ونبلغه به.
وأضاف سموه قائلا .. أقول يا إخوان إن أندر النوادر في البلدان أن يأتي الانسان بملكها ويقول له يافلان ياعبدالله مثلا بدون ألقاب ويتقبلها منه وانتم ترون في الاستقبالات التي الملك يستقبلها وإخوانه من قبله ووالده كل أصناف هذه البلاد واللي قبل يمكن حاربوا ببنادقهم والآن كلهم إخوان وعلى الحق أعوان والحمد لله.
وفي إجابة لسموه حول كيفية التزام الشباب السعودي بثقافة الاعتدال والبعد عن التطرف والغلو ونبذ الارهاب أشار سمو ولي العهد الى ان المسؤول الأول هو الآباء والأمهات حاثا الوالدين على ان ينشئوا أبناءهم وبناتهم من الصغر على الاعتدال وعلى ماجاء في كتاب الله وسنة نبيه ( الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ).
ولي العهد يطلع على مشاريع الجامعة.
كما ألمح سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز الى ضرورة ان يعرف الابناء من والديهم حقائق واقعنا وماضينا ويجب ان يتحمل الجميع المسؤولية كاملة وان ينشأ الابناء والبنات على الحقيقة وعلى الممكن وغير الممكن.
وعن كيفية عرض تاريخ المملكة العريق الذي رسم ملامحه الملك المؤسس -رحمه الله- بأسلوب شيق يتناسب مع معطيات العصر الحديث. قال سمو ولي العهد كل انسان او كل البشر تربوا في عصرهم اللي هم فيه يتأثرون بالثقافات المختلفة التي الآن اصبحت في متناول الجميع .التلفزيون وسائل الاتصال بالتلفون والرسايل تجي بالتلفون كذلك وجود التلفون والجرايد والكتب وغيرها هنا يجب على الانسان ان يستفيد من هذه تماما ويجب كذلك ان يفكر اذا جاه سؤال أو تساؤل عليه الرجوع الى الحقائق فنحن الآن في عالم اصبح مشتركا في كل أموره ولذلك يجب ألاّ نخجل من السؤال.
وفي ختام حديثه حمد سمو ولي العهد الله عز وجل ان وجد في المملكة 25 جامعة حكومية و 7 جامعات أهلية بعد ان كان الانسان في السابق يحاول ان يجد مدرسه لابنه او ابنته. ثم تسلم سمو ولي العهد هدية تذكارية بهذه المناسبة من مدير جامعة الملك عبدالعزيز.
ولي العهد يتلقى اهداء من الجامعة
حضر المحاضرة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز رئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه وصاحب السمو الأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن مساعد المستشار بديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن خالد الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز المستشار الخاص والمشرف على المكتب والشؤون الخاصة لسمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز.
كما حضرها أصحاب المعالي الوزراء وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وعدد كبير من طلاب وطالبات الجامعة.
بعد ذلك غادر سمو ولي العهد مقر الجامعة مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
جانب من الحضور


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.