مريض نفسي مسجون * د. إبراهيم، أخي مريض نفسي وهو مسجون الآن، ولا أظن أنه يأخذ الأدوية بانتظام وحالته النفسية سيئة ومتدهورة، ولاحظنا خلال زيارتنا له في السجن بأنه يُعاني انتكاسة من المرض الذي يُعاني منه، فماهي الخدمات التي يمكن نقدمها لأخي السجين، وماهي الخدمات التي ترى أن نطلب من إدارة السجون أن تقوم بها تجاه المرضى النفسيين القابعين بالسجن؟. ع.ش - هذه قضية عالمية، وفي جميع أنحاء العالم هناك مرضى نفسيون يقومون بجرائم تستدعي سجنهم أو حمايتهم وحماية المجتمع منهم، بحكم أن بعض المرضى النفسيين قد يقومون بهذه الجرائم، و إن كانت الدراسات تُشير إلى أن المرضى النفسيين لا يقومون بجرائم أكثر من عامة الناس. ففي دراسات أجريت على السجناء في السجون و تبيّن بأن السجناء الذين يُعانون من أمراض نفسية وكذلك الذين يُعانون من الصرع لا يختلفون عن نسبة ارتكاب الأشخاص العاديين في ارتكاب جرائم مماثلة. في دول مثل بريطانيا على سبيل المثال، هناك مستشفيات تسمى State Hospital" ، وتكون هذه المستشفيات تحت حراسة مُشددّة من قِبل وزارة الداخلية البريطانية و يقوم أطباء نفسيون بتقديم الرعاية الصحية النفسية الكاملة، بل أن الأطباء النفسيين الذين يعملون في هذه المستشفيات يتقاضون مرتبات أضعاف مرتبات الأطباء النفسيين الذين يعملون في مستشفيات نفسية أو مستشفيات عامة. أعتقد أن ما ذكرته فيه الكثير من الصحة، فأكثر المرضى النفسيين الذين في السجون لا يتناولون أدويتهم في أوقاتهم و بانتظام، و قد كتبت مقالاً قبل فترة عن المرضى النفسيين في السجون، وأشرت إلى نقطة عدم الانتظام في إعطاء المرضى النفسيين في السجون أدويتهم، و هذا مالاحظته في بعض المساجين الذين يُعانون من أمراض نفسية. أعتقد بأن وجود مستشفيات مثل الذي ذكرته في بريطانيا أمر مهم، ويُساعد على رعاية المرضى النفسيين بصورة حضارية تُعطي مثالاً جيداً للدول المجاورة في التقدّم والحضارة ورعاية المرضى النفسيين بمهنية حقيقية. هذا بالنسبة لما ترينه من طلبك حول ما يمكن أن تقدمه إدارات السجون للمرضى النفسيين. بالنسبة لكم كعائلة فاعتقد بأنه يجب عليكم دعمه معنوياً وزيارته بشكلٍ مستمر ومحاولة التأكد من أنه يتناول العلاج مهما كانت الصعوبات التي قد تواجهكم، وكذلك عليكم رعايته بعد أن يخرج، و إكمال علاجه والحرص على تناوله للعلاج ومراجعته للطبيب المعالج بشكلٍ مستمر دون انقطاع وعدم تغيير العلاج أو إيقافه إلا باستشارة الطبيب المعالج.
