كثيرون هم المعارف، قليلون هم الاحبة الاصفياء، الحياة الدنيا تسر يوما وتضلل احزانها ايام اخر لما فيها من تقلبات وفقد للاحبة والاصحاب، وهذه سنة الله في خلقه، ومن فضل الله على عباده في هذه السنة ان جعل حزنها يتلاشى وينسي بعضه بعضا، كم هم الاحبة الذين افتقدناهم اخوة عشنا معم في الافراح والاتراح يفرحون للفرح ويسوؤهم ما يسوء يحاولون ان يدخلوا السرور حتى في احلك مواقفهم ألما من اولئك الاحبة. المغفور له ان شاء الله عامر بن عواض اللويحق عرفته منذ سنين طوال في مجلس شقيقي معالي الشيخ سليمان، وما اكثر ما عرفت في ذلك المجلس من الرجال الاخيار ذوي العلم والادب، اذ عرفته في تسعينيات القرن الماضي حينما كان موظفا في امارة منطقة الباحة، ومن قبلها في المهد زرته على سريره الابيض في مستشفى الملك فيصل التخصصي، لحظت على باب غرفته تنويه ممنوع الزيارة، امتثلت للأمر قال لي ابنه سعود ان الوالد لا يرغب الزيارة لئلا يتألم اهله ومحبوه لما هو عليه، فدعوت الله ان يختار له الخيرة، وعندما هممت بالانصراف استأذنت من مرافقه ان اقبل جبينه للحظات، فرفع رأسه تهلل واستبشر وهو يردد الحمدلله، كيف انت وكيف العم ابا نايف اخبره اني بخير وارجو ان لا يأتي الي وعند خروجي اذ بأخي معالي الشيخ يقف امام الباب قلت للمرحوم ان شاء الله ها هو صاحبك فنادى ابناؤه اوقفوني فقال له الاخ سليمان مازحا لا تكون كما قال ابو ذؤيب، لا والله لست منهم بل انت كما قال بشار بن برد لا بد من شكوى إلى ذي مروءة يواسيك أو يسليك أو يتوجع اعلم انه يؤرقك وضعي وانت ممن يتابع حالتي، خرجنا منه والدموع في مُقلنا تحدث ابو نايف عن مواقفه الانسانية واياديه البيضاء التي نسأل الله سبحانه وتعالى، ان تكون مثقالا لحسناته، كان كريما في لقائه، كريما في ابتسامته التي لا تفارق محياه، ومنذ ان كان موظفا في امارة منطقة الباحة حتى اختير عضوا بمجلس الشورى وهو ينال ثقة المسؤولين، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الامين، وتقدير الزملاء وشكر اصحاب الحاجات. كان نعم القوي الامين اذ كان ذا رأي صائب وعقل راجح ويد ممدودة للخير، كان مخلصا لمليكه ودينه ووطنه، رحم الله ابا سعود وعزاؤنا لابنائه وبناته وزوجاته واهله ومحبيه.. إنا لله وإنا إليه راجعون.