كان ما مضى حلماً باذخاً ولحظات سائبة لم تستثمر عوائدها أو تتجاوز حدود ذلك الحبر الغائب والباهت في بقائه حلماً، لا تخجل أنها تمسكت بظهوره وعبّرت يومياتها من خلال صوره التي تتبدل بتنقلها من موقع الغفوة إلى موقع النوم العميق. * * * كان ما مضى حلماً مداخله ومخارجه الغياب الأبدي وسيرته علامات استفهام حاضرة ولكن لا تقوم اسئلتها بالحضور حلماً صوره تتبدل وملامحه وإن بدت متصالحة مع البقاء إلا أنه ظل رافعاً إطار حضور لا صورة به. * * * داومت على التلذذ بحضوره وكأنه اضافة إلى زمن مضن لا بد ان تضبط دقاته على اطمئنانك ببعده عن الحقيقة وقربه من الحلم * * * رسمت سيرة بنسائم خاصة وأضواء مفاجئة وخرجت من التدثر بالحلم إلى جحيم استقوائه على الواقع لم تتوقف على حدود ان الحياة مكتظة بالأحلام التي ستظل مشروعا وهميا قابل للحياة الموقتة وأنها لا تغيب عن الحضور وتدور على الأبواب كما تدور الحياة اليومية تحمل الأمنيات والمصادفات الغريبة ونرتهن لديها بمذكرات الأمل ومواسم الورود الاصطناعية التي تحل في مواسم ربيع من استكانوا لانفلات الحقائق وحياة عزلة الواقع والغياب عن جبهات المواجهة وتواطؤ ضمنياً مع الحظ وتجاربه والكذب المصوّغ بالهروب بحثاً عن بريق زائف وألق لم يحقق سوى شروق وهمي واقناع يختصر كل شيء في ان من اعتاد الحلم لم يعد يميّز بين ما ينبغي أن يلتقي به أو يغيب عنه أو يلامس الأزمنة الممتدة بأسرها وهمومها وواقعها وتلك المواسم الوهمية المفترضة.