دعا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء مملكة البحرين إلى مضاعفة العمل والتنسيق المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لاسيما في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها المنطقة، وضرورة التعامل باستراتيجية واضحة مع ما أنتجته هذه الظروف من تحديات تجعل من خيار «الاتحاد» أمرًا ملحاً يلبي تطلعات دول وشعوب المجلس في مزيد من الرفاهية والأمن والاستقرار. وقال سموه، في تصريح خاص لصحيفة «الرياض» السعودية بمناسبة عقد اللقاء التشاوري لقادة دول مجلس التعاون الذي تستضيفه الرياض غدا الاثنين، «إن ما يهم المواطن الخليجي اليوم هو إعلان الاتحاد الخليجي باعتباره الحدث الكبير الذي يمثل نقطة تاريخية في المنطقة، وإننا على يقين أن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس يعملون من أجل ذلك، ولديهم عزم أكيد على تحقيقه في أقرب وقت ممكن». خيار الاتحاد أمر ملح يلبي تطلعات دولنا وشعوبنا في مزيد من الرفاهية والأمن والاستقرار وتوجه سموه بالتحية والتأييد والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، على مبادرته وجهده المشكور بالإعلان عن تحول مجلس التعاون من مرحلة «التعاون» إلى «الاتحاد»، منوها سموه بدور المملكة العربية السعودية إقليميا وعربيا ودوليا، وجهودها في دفع عجلة العمل الخليجي والعربي المشترك إلى الأمام. وأعرب سموه عن عظيم التقدير للجهد المخلص الذي يبذله خادم الحرمين الشريفين في الوصول إلى مستقبل ينعم فيه الجميع بالرخاء والأمن والاستقرار، سائلاً الله أن يوفق خادم الحرمين وأن يحقق على يديه هذا الأمل الكبير. وقال سموه: «إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين نحو إعلان الاتحاد، لامست مطلباً شعبياً وأملاً في الصدور طالما تطلعت إليه الشعوب الخليجية التي صنعت هذه الإرادة، وعكست رؤية مستقبلية تتفاعل مع إرادة الشعوب، وتلبي طموحاتها في كيان خليجي يمتلك من الأدوات والآليات ما يجعله أكثر قدرة وفعالية في مواجهة ما تعيشه المنطقة من تحديات في الحاضر والمستقبل». حلم شعوب المنطقة في وحدة تحقق «خليجنا واحد» ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار ورأى سموه أن الحلم الأكبر لشعوب المنطقة هو رؤية اليوم الذي تذوب فيه كل الحدود من أجل وحدة منتظره تحقق «خليجنا واحد» ينعم فيه الجميع بما يوفره من مظلة قوية للأمن والأمان والرخاء والاستقرار. علينا التقاط الخيوط المضيئة من الإنجازات وترك ما تعسر في الوراء وأكد سموه أن أولوية العمل الخليجي ينبغي أن تتركز في هذه المرحلة على تحقيق وضمان الأمن الخليجي بمفهومه الواسع، وزيادة التنسيق المشترك في المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية عن طريق تبني منظومة أمنية خليجية موحدة تشكل عنصر حماية لدول المجلس في مواجهة التحديات المتزايدة التي تشهدها المنطقة. أولوية العمل الخليجي تحقيق وضمان للأمن بمفهومه الواسع ودعا سموه قادة دول التعاون إلى وضع استراتيجية ورؤية خليجية مشتركة تخدم التحرك المستقبلي لدولة المجلس في ظل المناخات السياسية المتغيرة، مع ضرورة الحفاظ على الأمن القومي الإقليمي، وتعزيز كيان المنطقة اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا. مبادرة الاتحاد لامست مطلباً شعبياً وأملاً طالما تطلعت إليه الشعوب الخليجية وشدد سموه على ضرورة سد أي ثغرات أمنية قد تؤثر على استقرار المنطقة، واستثمار بروز العديد من المستجدات في تهيئة مجلس للتعاون للنهوض بدور أكبر في حماية المنظومة الخليجية وتعزيزها، بما يتواءم مع الظروف التي تمر بها المنطقة. وأكد سموه على أهمية أن يكون هناك توجه جاد نحو جعل دور مجلس التعاون أكثر فعالية، وأن يبذل الجميع جهوداً موصولة من أجل النهوض بالمسؤوليات التي أصبحت الآن أكبر من أي وقت مضى. على دول المجلس وضع استراتيجية ورؤية خليجية مشتركة تخدم التحرك المستقبلي وقال سموه: «إن علينا التقاط الخيوط المضيئة وترك ما تعسر في الوراء، والسير نحو استكمال ما بدأناه ووضع المزيد من اللبنات في صرح التعاون المشترك بين دولنا». وأكد سموه أن المملكة العربية السعودية الشقيقة وفرت كل ظروف النجاح أمام هذا اللقاء التشاوري، معربا سموه عن ثقته في أن يحقق مزيدًا من التقارب بين دول المجلس على مختلف الأصعدة. خادم الحرمين وسمو رئيس وزراء البحرين وأكد سموه عظم المسؤولية التي تتحملها دول المجلس في هذه المرحلة في ظل الظروف والمتغيرات الجديدة على الساحتين الإقليمية والدولية وما يتطلبه العمل على انفراجات تخدم مسيرة المجلس في مختلف المجالات وتتجاوب مع ما يتطلع إليه شعوب المنطقة من رغبة عارمة في تحقيق المزيد من الطموحات لتعزيز دور المنطقة اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا. وشدد سموه على أن الإرادة السياسية وعزم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، كفيل بإعطاء المزيد من الزخم لمسيرة مجلس التعاون بما يتواكب مع متطلبات هذه المرحلة الحساسة وتحدياتها. وأعرب سموه عن تقديرة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، واعتزازه بأواصر الأخوة التي تجمع شعوب المنطقة، متمنيا لهذا اللقاء التشاوري البالغ الأهمية أن يكون إضافة جديدة على صعيد توطيد التعاون وتأمين الأمن والاستقرار للمنطقة وشعوبها.