عادةً ما يتجه تفكير المسافرين في المطارات أو محطات القطار أن ما يُقدم لهم من سلع يفوق سعرها (50%) عن الأماكن العامة، رغم نفي «م.خالد المزعل» -مدير عام مطار الملك فهد- أن لا زيادة كبيرة بشأن السلع، وأنها تتشابه في أسعارها مع ما هو خارج نطاق المطار!. وتترسخ فكرة «الغلاء» في ذهن المسافر، من الشركات التي تتواجد لتقديم خدماتها، الأمر الذي دعا البعض إلى المطالبة ب»تسعيرة ثابتة» خلال العام، حتى يساعد ذلك على دعم «السياحة الداخلية»، وحتى لا يُرهَق المسافرين مادياً. «الرياض» تطرح الموضوع، وتأخذ وجهات نظر المسافرين على أسعار السلع داخل المطارات، فكان هذا التحقيق. حمد الفجري تسعيرة ثابتة وقال «حمد الفجري»: جئت مع عامل تحت كفالتي يريد المغادرة، وجلست انتظر، ثم اشتريت «وجبة رز»، مضيفاً أنه تفاجأ أن السعر المعروض ب (50) ريالاً، الأمر الذي سبب له صدمة، ليعزف إلى شراء كوب شاي من المقهى المقابل، موجهاً رسالة لإدارات المطارات عامة، قائلاً:»إن على الإدارات أن تجبر المحال على تسعيرة ثابتة ترضي المسافر في نهاية المطاف، فالحاصل نوع من الاستغلال غير المحبب للزائر أو المسافر»، ذاكراً أنه من المهم الضغط على أصحاب المحال كي يراعوا الزبون، خاصةً أن مطار الملك فهد يبعد عن أقرب نقطة له عشرات الكيلو مترات، كما يبعد أكثر من ناحية طريق الدمام، ومن هنا يضطر المسافر للشراء بسعر أعلى بكثير مما هو في خارج المطار. طارق الحربي حقائب وهدايا وعلى عكس نظرة «الفجري» يرى «سعيد الشهراني» أن الأسعار معقولة داخل المطار، ضارباً المثل ب»أسعار الكافي»، مضيفاً أن الأسعار عادية جداًّ، بل إن هناك عروضا يكون فيها هدايا مجانية، وأرخص مما يباع خارج أرض المطار.وأكد «علاء عطية» -بائع في كافي داخل المطار- على أن الشركة تحرص على تقديم العروض التي تناسب الزائرين، بل ولا ترفع عليهم الأسعار، مضيفاً أن أسعارنا لا تختلف عما هو في الأماكن العامة، والقريبة من الأحياء السكنية. ورأى «وليد الزامل» أن أسعار المطاعم ثابتة في المطار، بل ولا ترتفع بين الحين والآخر، مضيفاً أن الغلاء يكون في السلع الأخرى، مثل «حقائب السفر» التي يتم المبالغة فيها، كما أن الهدايا تشتكي من ذلك، مبيناً أن نفس الأنواع الموجودة تكون بسعر أرخص خارج المطار، لافتاً إلى أن ذلك يؤثر حتى على السياحة، ذاكراً أن السائح لن يعاود الشراء أو المجيء إن رأى أن الأسعار مرتفعة. وليد الزامل أين الرقابة؟ واتفق «طارق الحربي» مع «الزامل» بشأن أسعار الهدايا والحقائب، قائلاً: إن المسافر يجد نفسه مضطراً لشراء حقائب السفر من المطار؛ بسبب العفش الزائد لديه، مبيناً أنه يُصدم بالأسعار المبالغ فيها، مشدداً على أهمية الرقابة على الأسعار، ذاكراً أن البائع يعرف أنك ستشتري طالما أنك مضطر، فأنت لن تجد الوقت الكافي للخروج من المطار والعودة له، موضحاً أن وجود الرقابة سيحد من استغلال حاجة المسافر سواء في القطارات أو في المطار. وأوضح «م.زكريا المزين» -يستخدم السفر من المنطقة الشرقية إلى العاصمة الرياض حيث مقر عمله والعكس- أن أسعار الخدمات في القطار مرتفعة بنسبة (50) في المئة، مضيفاً أن بعض المشروبات يكون سعره أعلى منه لو أنك اشتريته من بعض الأماكن في المدينة، مضيفاً: «أعتقد أن من المهم تقديم قائمة بها أسعار معقولة بالنسبة للمسافر، إذ ليس من المنطقي أن يشعر المسافر أنه مستغل لأنه في موقع سفر ولا يوجد بدائل!». سعيد الشهراني موقع ربح وقال «عيسى العيد»: إن ما يباع من طعام في المطارات غالي الثمن، مضيفاً أن الفطائر التي لا يتجاوز سعرها الريالين خارج المطار، تُعرض داخله ب(10) ريالات، مبيناً أن حجم الفطائر صغير جداًّ ولا تكفي حتى لطفل، موضحاً أن العصيرات بها استغلال كبير، وكذلك «الآيس كريم»، فما يباع بأربعة ريالات تجده ب(10)، وأحياناً ب(15)، مؤكداً على أن ذلك يُعد استغلالاً واضحاً للمسافر»، مشدداً على أنه من المهم إعادة النظر في الشركات التي تأتي لتبيع في أرض المطارات، خاصةً أن الإيجارات تكون منخفضة واعتيادية، كونهم في موقع ربح بنسبة (100%)، مشدداً على أهمية أن يعي المستأجر عدم استغلال المشتري أثناء ظروف سفره، وخصوصاً أن المشتري بات يعرف أن هناك فارقا كبيرا بين السعر الداخلي في المطار وخارجه. علاء عطية وخالفه الرأي «سعيد الشهراني» حيث يرى أن الأجانب الذين سيغادرون المملكة لا يشترون المواد الغذائية أو الهدايا إلاّ من السوق الحرة داخل المطار، مضيفاً أن ذلك سيكون أوفر لهم، فلا ننسى تكلفة شحن تلك المواد ونقلها لو أنهم اشتروها من الخارج، مؤكداً على أن أسعار المحلات داخل المطارات مثالية بالنسبة للمسافر. عيسى العيد م.زكريا المزين