دجاج "تكا" و"مسالا" و"البرياني" و"الروتي" و"الشاتني" أسماء لا يعرفها إلاّ من يرتاد المطاعم الهندية، حيث الصلصات الحارة، والأكلات الشعبية المشبعة بالتوابل والبهارات التي يشتاق لها الوافدون، حيث يجتمع بعض العمّال والسائقين بحثاً عن "رائحة وطن" تتغلغل في أنفاسهم مع رائحة الأطعمة المفضلة لديهم ورائحة الزيت المقلي!. شعاع نجمة! هناك تتطاير بعض الأطباق بين مقدمي الطعام قبل أن تحط على "طاولة" العميل، والسلطات الموزعة عليها وتواجد "ترامس الماء" المعدنية عليها، أمّا النظام السائد فيها أسهل ما يمكن وصفه بالمقولة المعروفة "البساط أحمدي"، وذلك "من الدرجة الأولى"، فالأطعمة تقدّم في أطباق معدنية "أكل عليها الدهر وشرب"، والطاولات مهترئة، والديكورات بسيطة، والعاملون في بعض هذه المطاعم قد لا يرتدون "القفازات"، وأغطية الشعر، ولا يهتمون ببعض أدوات السلامة، فتلك المطاعم كما يصنفها البعض ساخراً "شعاع نجمة"، ومن البساطة أيضاً أن مقدم الطعام يدخل في حوارات طويلة مع العملاء وبصوت مرتفع يشعرك وكأنّهم مختلفون في قضية ما، لتتفاجأ أنّهم يتحدثون عن مباراة لفريق "الكريكت"، والتي يستعدون لمشاهدتها، فتجد بعد دقائق الأعناق كلّها متجهةً نحو شاشة التلفزيون الصغيرة في أعلى ثلاجة العصيرات!. .. وآخر يفاوض مدير المطعم على قائمة الأسعار تسويق المطاعم عملاء تلك المطاعم يأتون في أوقات الوجبات لتناول حصتهم اليومية، وقد يعمد أصحاب المطاعم إلى تقديم عروض خاصة للسائقين ممن أجبرتهم كثرة مشاوير "المعزب" أو "العمّة" على الأكل في المطاعم، وأيضاً عدم توفير الأكل من قبل بعض "الكفلاء"، حيث يعرض ملاك المطاعم عليهم قوائم الوجبات المخصصة، والتي قد تجذبه ليكون عميلاً دائماً، ليطلبوا منه أن يقدمها بدوره -إن حازت على رضاه- لزملائه من سائقي الأسر "المطخطخه"، فكلّ ما يلزم السائق الإتصال على الرقم المخصص بالمطعم وإخبارهم أنّ لديه وقتاً ليتناول شيئاً بعد "كرف" دام لساعات طوال، فيتم تحضير الوجبة وما إن يصل إلى المطعم حتى يجدها جاهزة، ويبدأ بالتهامها قبل "مداهمة" أيّ اتصال ل"مشوار" آخر، والعجيب في تلك المطاعم أن عملاءها ليسوا فقط من السائقين والعمالة المنزلية، فقد تجد عميلاً أجنبياً مهنته طبيب في أكبر المستشفيات أو مهندساً أو مبرمجاً بأشهر الشركات، والسبب البحث عن أكلات بلده المفضلة، ويختلف حينها تعامل أصحاب المطاعم تلك مع ذوي الوظائف "المرموقة!". تحضير الوجبات في انتظار مجيء السائقين دلع "العمّة" ويروي سائقون التقتهم "الرياض" في أحد المطاعم أن دلع "العمّة" يفوق دلع "المعزّب"، وتحديداً حين يكون هناك مشاوير طويلة تقضيها "العمّة" بين الأسواق، أو الزيارات العائلية، أو المناسبات الخاصة، حيث تمنحه مبلغاً وقدره وتقول "رح تعشّ يا ماين على حسابي"، ليتجه "ماين" إلى تلك النوعية من المطاعم، ويبقى منتظراً إلى أن تتصل "العمّة". نظام السداد ويتجه بعض أصحاب المطاعم إلى اتباع نظام موحد في سداد قيمة الوجبات، بأن يقدم العميل مبلغاً شهرياً -حسب الأصناف التي اختارها ضمن وجباته-، ويدفع هذا المبلغ في بداية الشهر، وفي بعض المطاعم يكون الحساب بعد نهاية الشهر، فيما يختار البعض الحساب اليومي، وقد أدت تلك العروض إلى انتشار هذا النوع من المطاعم وإرتفاع وتيرة التنافس بينها. سائق يشير بعلامة الاعجاب لكاميرا «الرياض» تصوير الوجبات على لوحات المطاعم من أشكال جذب العملاء