المهرجان الوطني للتراث والثقافه ( الجنادرية ) يحمل بين طياته معاني وأهدافاً وغاياتٍ نبيلة سامية، حينما يقبل الزائر على ذلك المهرجان يجد سوراً مشيداً يضفي قوةٌ وهيبه، إذ يمثل سور المملكة العربية السعودية وحدودها وهيبتها ومكانتها وعلو شأنها، تجد عند بوابته حسن الاستقبال والحفاوة تعبيرا عن ما يكنه أهلها من حفاوة وود وإخاء، كنا نريد ارث بلادنا بل حضارتها إذ المهرجان مزيج بين التراث والحضارة يرى الرائي من خلالهما مزيجاً ببوتقة واحدة بعد عبورنا البوابة رأينا على اليمين منا منطقة مكةالمكرمة وبجوارها المدينةالمنورة وفي أقصى الجنوب منطقة جازان ومن الشمال الحدود الشمالية وتتوسط منطقة الرياض المكان، هناك منطقة تبوك وهذه منطقة حائل وفي الجنوب الشرقي منطقة نجران رأينا منطقة القصيم ومنطقة الجوف ويتوسط تلك المناطق علم شامخ يحمل راية التوحيد استوقفتنا شاشة ضخمة تعرض فيلماً وثائقياً عن فتح الرياض، كنا بصحبة شقيقي معالي الشيخ سليمان وقف ووقفنا معه متأملين ذلك الفتح العظيم، التفت إلينا قائلا ما أعظم هذا الموحد، ما أقوى عزيمته وما أشد بأسه، وما أجلد عريكته، ما أوسع أفقه وما أبعد نظره، إن لهذا الملك يداً على كل مواطني المملكة، وحد بلادهم وجمع شملهم، إن للملك عبدالعزيز فضلاً وإثرة على هذه البلاد رحم الله الموحد وجعل ما قدم مثقالاً لحسناته ويردف قائلاً نحن لا نستطيع قطع هذا النموذج ( الجنادرية) وهو بقعة صغيرة والملك عبدالعزيز قطع الفيافي والقفار، جمع تلك المناطق ووحدها ووضعها ضمن سور واحد ثم يستطرد قائلاً: إن الحفاظ على هذه الوحدة لا يقل عظمة عن التوحيد وإن البناء والتشييد عظمة أخرى فما أنجز في غضون سنوات لا تحسب في عمر الأمم والشعوب لهو معجزة تلو أخرى. في زيارتنا لاحدى المناطق استوقفتنا التراثيات المجرشة السراج، البئر، الكتاتيب، فأخذ معالي الشيخ يتحدث عنها باسهاب واصطف حولنا العديد من الحضور هذه المجرشة استبدلها الله بالمؤسسة العامة لصوامع الغلال والدقيق، وهذا السراج استبدل بالشركة السعودية للكهرباء وهذا البئر استبدل بالمؤسسة العامة لتحلية المياة وبوزارة المياة وهذه العربة التي يجرها ( ....) استبدلت بالمؤسسة العامة للموانئ والمؤسسة العامة لسكة الحديد والمؤسسة العامة للخطوط وهذه الكتاتيب استبدلت بالمدراس والمعاهد والجامعات وبرامج الابتعاث، إن ذلك جهد الرجال وقوة عزيمتهم.. على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم في زيارتنا لمنطقة جازان أخذ أحد الأدلاء يشرح الانجازات وماتحقق للمنطقة فهذه جامعة جازان تحتضن 52000 طالب وطالبة وتضم 2325 استاذاً جامعياً في كل التخصصات ثم يتطرق إلى مدينة جازان الاقتصادية، كم هو مذهل الحديث عنها، ومما يلحظه زائر المهرجان ذلك الامتزاج الفريد من حيث الازياء والاهازيج والاناشيد فهذه الدحة في الشمال والعرضة في نجد والسامري في الوسط والمزمار في الحجاز والخليفي في الطائف والصفة في نجران، انصهار تام في المأكل والمشرب والزي والتراث، إنها عظمة التوحيد وعظمة الوحدة، يقيني أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة ( الجنادرية) يمثل رسالة لكل مواطني هذه البلاد العظيمة إذ يحمل مضامين ثقافية من خلال ذلك التنوع في الفلكلور والعادات والتقاليد والأزياء. فلله الحمد والمنة والفضل من قبل ومن بعد ونسأل الله أن يديم عليها فضله ويشملنا بعنايتة.