قال مدير مركز سعود البابطين الدكتور حامد العمران، أن المركز سيقوم بتعليق أنشطة المؤتمرات الدولية التي يقيمها فور الانتهاء من المؤتمر الدولي السابع لطب وجراحة القلب الذي ينطلق السبت المقبل، معزيا ذلك إلى عدد من العوائق التي تعترض الاستمرار في النشاط العلمي، معلنا الاتجاه نحو الدراسات والأبحاث عبر تأسيس مركز متخصص في دراسة أمراض القلب والأمراض المرتبطة بها. وبين الدكتور العمران خلال مؤتمر صحفي يسبق انطلاقة المؤتمر الدولي السابع لطب وجراحة القلب أن المركز أنجز 12 مؤتمرا دوليا خلال عشرة أعوام، وحصل على عدد من الاعترافات الدولية والمحلية ، وهذا الانجاز تحقق على أيدي شباب سعوديين في كل الأقسام الطبية ، مستشهدا ... كان بعض الأطباء من قارات العالم فيما مضى ترفض المشاركة في مؤتمراتنا نتيجة الصورة الذهنية الخاطئة حول الأمان في السعودية ، بينما الآن تصلنا طلبات من أطباء من كافة أنحاء العالم سعيا لحضور المؤتمر والاستفادة مما يطرح فيه. وأضاف العمران: يتميز المؤتمر السابع عن المؤتمرات السابقة بعدم إدراج جميع مشاكل القلب ضمن الأوراق المشاركة ، والاكتفاء بالتركيز على التقنيات الحديث في طب وجراحة القلب ، ومنها تصليح الصمام الميترالي عن طريق القسطرة ، وزراعة الصمام الأورطي عن طريق القسطرة ، وجراحة القلب من خلال الفتحات الصغيرة والمنظاير. واستعرض العمران بعض العراقيل التي حالت دون الاستمرار في إقامة المؤتمرات الدولية ، مبينا أن المنطقة الشرقية تعاني من (ندرة القاعات المناسبة لإقامة مؤتمر علمي ذي صبغة دولية) ، وهو ما أكده رئيس لجنة المتحدثين في المؤتمر الدولي السابع لطب وجراحة القلب الدكتور نجيب جاها بأن الحصول على تأشيرات زيارة للمشاركين في المؤتمر من خارج السعودية يرافقها شيء من العراقيل والصعوبات ، وكشف العمران أن إحصاءات اللجان العاملة في المؤتمرات السابقة تفيد أن نحو خمسة ملايين ريال تتحرك سنويا خلال أيام المؤتمر الثلاثة ... مستدركا .. "نحن في القطاع الطبي نتحرك خلف المؤتمرات العلمية في كل أنحاء العالم " ولكن الملاحظ لدينا أن كثيراً من العاملين في القطاع الطبي داخليا ، ينفقون أموالا باهظة في سبيل حضور مؤتمرات دولية خارج السعودية ، ولكنهم يستكثرون الإنفاق في حضور مؤتمرات علمية تقام داخل البلاد على الرغم من رمزية رسومها ، داعيا أن يراعي العاملون في القطاع الطبي من السعوديين تحديدا أهمية الانفاق على السياحة العلمية داخل البلاد. وحول مركز الأبحاث والدراسات ، قال العمران : الاحصاءات هي الأساس في التخطيط والبناء ، جميع مراكز القلب تعالج القلب ، ولكن لا نعلم إذا ما كنا نسير في الاتجاه الصحيح . لكوننا لا نعلم إذا ما كان المرض في تزايد أو تراجع ، فنحن في مراكز القلب نحسب المرض في المستشفيات ولا نحسبه في المجتمع. مضيفا : نحن من أكثر الدول المستهلكة للبحوث العلمية ، ولكن حان الوقت لأن نقوم بإنتاج البحوث العلمية معزيا ذلك إلى أن "السعودية في أمس الحاجة للدراسات والأبحاث" على حد قوله . مؤكدا تعليق المؤتمرات الدولية والاتجاه إلى الاستثمار في الدراسات والأبحاث المتعلقة بأمراض القلب . ودعا العمران إلى اتحاد المراكز البحثية في التخصصات العلمية المختلفة في مركز بحثي واحد ، قائلا : لدينا في المنطقة الشرقية بوجود أرامكو السعودية وشركات الجبيل الصناعية العديد من مراكز الأبحاث ، فلم لا نتحد في مركز متكامل يحقق لنا فائدة أعلى . وكشف العمران عن العلاقة الوثيقة بين مرض القلب والحالة النفسية للانسان ، حيث يسبب الجهد النفسي اضطراباً هرمونياً ، والاضطراب الهرموني يكلف القلب عبئاً على عضلة القلب ، مستشهدا بقوله .. "كلما نزل مؤشر الأسهم وبلغ اللون الأحمر ، كلما زاد مرضانا . فيما المجانين هم أكثر الناس المتنعمين بالاستقرار النفسي ، لقلة اصابتهم بالضغط . وعلق رئيس قسم القلب في مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب الدكتور مصطفى الرفاعي بقوله : أمراض الشرايين التاجية بشكل مباشر والضغوطات النفسية والضغوطات الحياتية ، حيث أن الضغط النفسي يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم ، وهو ما يؤدي إلى قصور في كفاءة عضلة القلب ، وزيادة النبض تجعل القلب بحاجة إلى جهد أعلى حتى تعمل عضلة القلب بصورة سليمة. أما في حالة المرضى الذين يعانون قصوراً في التروية القلبية يحصل لديهم الذبحة الصدرية غير المستقرة ، أو الاحتشاء القلبي الحاد ، وهذا ما يجعل من الحالة النفسية في بعض الحالات أن تكون سببا للوفاة ، وهو أمر ليس مبالغاً فيه. من جهته قال الدكتور نجيب جاها : إن الفكر الحديث في العالم فيما يتعلق بأمراض القلب هو ما يسمى بالتأهيل القلبي ، الذي يراعى من خلاله بنظرة شمولية وضع مرضى القلب ، بما في ذلك أوضاعهم النفسية سواء في مقار عملهم أو منازلهم.