سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د.الهمامي: الملك عبدالله يقود مرحلة «جودة التعليم» في المخرجات لتأهيل جيل يساهم في تنمية وطنه منظمة «اليونسكو» في الخليج واليمن تدعو إلى تحديث الأنظمة التعليمية لمواجهة التحديات
أكد «د.حمد بن سيف الهمامي» -ممثل منظمة اليونسكو لدى الدول العربية في الخليج واليمن ومدير مكتب اليونسكو في الدوحة- على أن التعليم يعد الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة، والسلاح الذي يمكن أن يستخدم في مواجهة التحديات التي أملتها المستجدات والمتغيرات على الساحة الدولية. وقال في حوار ل»الرياض» إن المملكة حققت نهضة وتطوراً في كافة المجالات، لا سيما في تجديد النظام التعليمي سواء على المستوى الكمي أو النوعي، داعياً الدول العربية إلى الاستمرار في تطوير وتجديد أنظمتها التعليمية بالشكل الذي يلائم ويوائم متطلبات الفرد والمجتمع، وفيما يلي نص الحوار: دورنا يقتصر على توضيح نقاط الضعف والقوة وفق إحصاءات دقيقة وزيارات ميدانية جهود استنثائية * ما هي أبرز الإحصاءات والجهود حول تطور التعليم في المنطقة العربية؟، وهل لا تزال هناك أمية؟ - من خلال البيانات والإحصاءات الأخيرة الصادرة عن اليونسكو اتضح حصول تقدم واضح في العديد من الدول لصالح ارتفاع نسب الالتحاق في مراحل التعليم المختلفة، ولكنها تشير أيضاً إلى تدنٍ واضح في نوعية التعليم، وإلى الآن الأمية لا تزال منتشرة في بعض الدول العربية ليس لدى كبار السن فقط، بل وبين الصغار في سن النمو، مما يستدعي جهوداً استثنائية لسدّ منابع الأمية، ولن يكون هذا ممكناً إلا عبر تعليم جيد النوعية والأخذ بالاعتبار الحاجة إلى الارتقاء باستراتيجيات وسياسات التعليم والتحول من الكم إلى الكيف، كما تشير نتائج التقييمات الدولية في الرياضيات والعلوم أن أكثر من نصف الطلاب في الدول العربية المشاركة قد حصلوا على أقل من المؤشر المرجعي الأدنى مما يدل على تحدٍ حقيقي يواجه الدول العربية في مجال نوعية التعليم المقدم في مدارسنا، وندرك جميعاً مدى ارتباط التعليم الجيد بالتنمية البشرية ونأسف عندما تُظهِر هذه التقويمات تدنياً ملحوظاً في نتائج التعليم بصورة مستمرة في منطقتنا العربية مقارنة بمناطق العالم الأخرى، ويجب الإشارة إلى إدراك صانع القرار العربي مؤخراً هذا التحدي. نحتاج إلى تحديث المناهج واستخدام التقنيات وتأهيل وتدريب المعلمين خطوات إصلاح * هل اتخذتم خطوات معينة للنهوض بالتعليم بناءً على الإحصاءات المتوفرة لديكم؟ - بدأنا نلحظ عمليات إصلاح متواصلة في بعض الدول العربية في مجال تطوير المعايير الوطنية للجودة وبناء استراتيجيات جديدة، وتحديث للمناهج واستخدام التقنيات العصرية، وتأهيل وتدريب مستمر لمهارات المعلمين، ويمكننا القول إن أمامنا كثير من الفرص والتجارب العربية التي يمكن التعاون فيها والبناء عليها، والمنطقة العربية تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أن تركز على جودة التعليم بجانب كمية المدخلات. المملكة نجحت في تقليص نسب الأمية وفق سياسة تعليم منتشرة مبادرة مهمة * ما رأيك في مبادرة المملكة مؤخراً بإنشاء مركز إقليمي لجودة التعلم من الدرجة الثانية تحت مظلة منظمة اليونسكو؟ - حقيقةً، يعد ذلك أمرا في غاية الأهمية بالنسبة للمنطقة، ويجب أن تشكر عليه المملكة، وأن تساند وتؤازر هذه الفكرة بشتى الوسائل، وبالفعل بدأت خطوات هذا المركز تسير نحو الأمام، وما الندوة التي تتحدث عن تحسين الجودة في الوطن العربي والتي اقيمت مؤخراً في الرياض إلاّ إحدى هذه الخطوات التي نسأل الله ان يكتب لها النجاح، كما نؤكد لكم دعمنا لهذه الفكرة والذي بدأ باجتماعنا في المكتب الاقليمي للتربية ببيروت مع المختصين من المملكة بناء على توجيهات معالي مدير عام اليونسكو ومساعدها لقطاع التعليم، وأعطينا رأينا واضحاً كون المركز مؤهلاً من الناحيتين المادية والفنية الأكاديمية، وأدركنا في الملتقى الإقليمي لتحسين الجودة في الوطن العربي الذي أقيم في الرياض ان هناك الكثير من التجارب والكثير من المؤسسات المعنية بنظام الجودة في المملكة والتي ستكون ان شاء الله إضافة لهذا المركز وهذا أحد الأسس الذي نحن نبني عليها، ولدينا فريق عمل يدرس الجدوى من إنشاء هذه المراكز، وأنا أعتبر ان إحدى بدايات المركز الملتقى القيّم الذي أقيم مؤخراً بالرياض، والخطوة الثانية التأسيس التي تعتبر بداية المركز أيضاً، والمرحلة المقبلة تتركز على إشهار المركز خلال سنة ونصف. استخدام تقنيات تعليم تناسب الجيل الحالي مركز جودة * أجريت مؤخراً ورشة عمل إقليمية لتحسين جودة التعليم العام، ماهي رؤية منظمة اليونسكو تجاه ذلك؟ - هذه الورشة أقيمت بعد التشاور بيينا في منظمة اليونسكو وبين «الإدارة العامة للجودة» في «وزارة التربية والتعليم» بالمملكة؛ بناء على المبادرة الكريمة التي تقدمت بها المملكة بإنشاء مركز أقليمي للجودة للدول العربية في المملكة، وهنا أرتينا ان نبدأ إحدى الخطوات هي بإقامة هذه الندوة الكريمة لاستعراض التجارب القيمة الموجودة في هذه الدولة حقيقة ما شاهدنا من الأوراق المقدمة والتجارب الثرية الموجودة في المملكة تعطي انطباعاً حقيقة أن هناك تجارب قيمة يمكن الاستفادة بها والتبادل بها في الدول العربية. نقلة نوعية * ماهو تقييم منظمة «اليونسكو» لجهود المملكة في مجال تطوير التعليم بشكل عام ومحو الأمية بشكل خاص؟ - نحن ندرك في دول الخليج أنه يوجد حراك كبير في مجال إعادة النظر في النظم التربوية، وكذلك في تطوير الأنظمة التعليمية في جميع المجالات سواء في مجال تطوير المناهج، أو مجال المعلم أو التقنيات وما إلى ذلك، ونحن نتابع التطور الذي حدث في المملكة سواءً على المستوى الكمي أو الكيفي، فلدينا مؤشرات ايجابية حقيقية في المجال النوعي، واتوقع نقلة نوعية في المملكة خاصة في ظل التوجه الذي يتبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله نحو إدخال الجودة في مجال التعليم، وفي جميع المجالات، وخاصة في مجال التعليم وتلك ستؤتي ثمارها، ولكن في مجال التعليم، لا بد أن نترك فترة محددة أو فاصل زمني للحكم على المخرجات في مجال التعليم. تحديد التعليم * ما دور «منظمة اليونسكو» المحوري حول دعم التعليم في الوطن العربي؟، وهل تُقيّم كل دولة على حدة؟ - يوجد تقييم مستمر خاصة في مجال ما يسمى بالإحصاءات، وهناك مؤسسة متخصصة في «اليونسكو» وهو «معهد إحصاء» في «مونتريال» ب»كندا»، وأيضاً «معهد إحصاء اليونسكو»، ولدينا خبراء في داخل مكتب «اليونسكو» في «الدوحة» منتدبون من قبل «معهد الإحصاء والتخطيط» في «مونتريال»، وفي ورشة العمل الإقليمية لتحسين الجودة في الوطن العربي التي أقيمت في الرياض كان معنا الخبير «سعيد بن قشلة»، ويوجد الآن مشروع لإسقاطات المدرسية في المملكة، ونحن نتعاون مع الدول حسب احتياجاتها، وما هو مطلوب لدينا، ومنظمة اليونسكو لا تفرض نظاماً معيناً بالنسبة للدول، وإنما تساعد الدول في تحديد الاحتياجات المطلوبة. مدة زمنية * كم تبلغ المدة الزمنية التي يقدم فيها التقرير عن الدول في «منظمة اليونسكو» بالنسبة لتدني أو ارتفاع المستوى؟، وما هو تقييمك للتعليم في المنطقة العربية؟ - دائماً في مجالات متخصصة على سبيل المثال في مجال محو الأمية، وفي مجال المناهج، وفي القرائية، وغيرها يطلب تقارير في مؤتمرات متخصصة لهذا المجال، وتحديداً في بعض الأشياء كل سنتين، وبعض المواضيع كل أربع سنوات، وفي دول الخليج هناك تقدم ملموس وبعض الأشياء محتاجة إلى معالجة، فنحن سعينا في جميع الدول لإعادة النظر في الخطة الوطنية للتعليم للجميع، ونحن دورنا أن نوضح نقاط القوة والضعف، حتى إذا رأت الدولة إعادة النظر في خطتها، ونحن ندرك أن الدول العربية متفاوتة في نسبة النمو والأمية، وبعد أن قُدمت الخطط الوطنية للتعليم للجميع خلال مؤتمر «دكار» و»جومتيان» ظهرت الحاجة إلى مزيد من الخطط المعينة لبعض الدول المحتاجة إلى إعادة نظر في محو الامية، ورياض الأطفال، والتعليم ما قبل المدرسي.