بمشاركة 4 فرق .. "الثلاثاء" قرعة كأس السوبر السعودي    تمنع "نسك" دخول غير المصرح لهم    «الاستثمارات العامة» يطلق مجموعة نيو للفضاء «NSG»    المملكة وسورية ومصالح العرب    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على سعود بن عبدالعزيز    قائد النصر "كريستيانو رونالدو" هدافاً لدوري روشن السعودي ب 35 هدفاً    «الصقور الخضر» يعودون للتحليق في «آسيا»    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة ضمك والرائد في دوري روشن    شوريون ل«التعليم»: أين إستراتيجيتكم ؟    قدوم 532,958 حاجاً عبر المنافذ الدولية    تقدير الجميع لكم يعكس حجم التأثير الذي أحدثتموه في المجتمع    تفقّد ميقات ذي الحليفة.. أمير المدينة: تهيئة الخدمات لتحسين تجربة الحجاج    صالات خاصة لاستقبال الحجاج عبر «طريق مكة»    حلول مبتكرة لمرضى الهوس والاكتئاب    القاضي الرحيم يتعافى من سرطان البنكرياس    الشمردل ينتزع ذهبية غرب آسيا للبلياردو    كوريا الشمالية تعلن فشل عملية إطلاق قمر اصطناعي لغرض التجسس    بولندا تبرم صفقة مع الولايات المتحدة لشراء صواريخ بعيدة المدى    شهادات الاقتصاد    نعم.. ضغوطات سعودية !    الديمقراطية إلى أين؟    ورحلت أمي الغالية    الاحتيال العقاري بين الوعي والترصد    موجز    ارتفاع استثمارات «المسار الرياضي»    كشف رب الأسرة    إسدال الستار على الدوريات الأوروبية الكبرى.. مانشستر سيتي يدخل التاريخ.. والريال يستعيد لقب الليغا    أخضر رفع الأثقال وصيف العالم    اليوم في ختام دوري يلو.. تتويج القادسية.. والخلود والعروبة في صراع الوصافة    الطائر الأخضر والمقعد الأزرق !    أمير المنطقة الشرقية يستقبل أعضاء مجلس إدارة نادي الاتفاق    الأمن العام: 50 ألفاً غرامة تأخر الإبلاغ عن مغادرة المستقدَمين في الوقت المحدد لانتهاء التأشيرة        طلب عسير    سرقة سيارة خلال بث تلفزيوني    الفريق البسامي يستعرض الخطط الأمنية للحج    القيادة تعزي حاكم عام بابوا غينيا الجديدة في ضحايا الانزلاق الترابي بإنغا    عبر دورات تدريبية ضمن مبادرة رافد الحرمين.. تأهيل العاملين في خدمة ضيوف الرحمن    الفيصل تُكرم الطلاب الفائزين في مسابقتَي «آيسف» و«آيتكس» وتشيد بمشاريع المعلمين والمعلمات    حفلات التخرج.. البذل والابتذال    بدء أعمال إنشاء مساحات مكتبية في "ميدان الدرعية"    ولادة 3 وعول في منطقة مشروع قمم السودة    مكتسبات «التعاون»    إخلاص وتميز    كيف تصف سلوك الآخرين بشكل صحيح؟    إدانة دولية لقصف الاحتلال خيام النازحين في رفح    باخرتان سعوديتان لإغاثة الشعبين الفلسطيني والسوداني    نصائح للمرضى خلال رحلة العمر.. إستشاري: خذوا أدوية السكري في مواعيدها وتجنّبوا الإجهاد    سكري الحمل    دراسة تكشف أسرار حياة الغربان    أمير تبوك يستقبل المواطنين في اللقاء الأسبوعي    مجمع إرادة بالرياض يحتفل بيوم التمريض العالمي.. غداً    «جامعة نايف» تفتتح فعاليات الندوة العلمية «إدارة وتأمين الأحداث الرياضية الكبرى»    سلمان الدوسري يهنئ جيل الرؤية على التفوق والتميز    فيصل بن بندر يؤدي صلاة الميت على سعود بن عبدالعزيز    نائب أمير مكة يطّلع على استعدادات وخطط وزارة الحج والعمرة    جوازات ميناء جدة الإسلامي تستقبل أولى رحلات ضيوف الرحمن القادمين من السودان    وصول طلائع الحجاج السودانيين إلى ميناء جدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الانتحار.. خيار الضعفاء غير القادرين على المواجهة
«الرياض » تطرح قضية الموت السريع.. وتكشف أسبابها وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع
نشر في الرياض يوم 28 - 05 - 2005

لقد فضل الله الإنسان لغاية سامية مما جعله يحظى بالتكريم الإلهي عن جميع المخلوقات ولذلك يعد قتل النفس ذنباً عظيماً ومن أكبر الكبائر.. وكون المجتمع السعودي لا يشهد حالات مماثلة لما هو عليه الحال في بعض البلدان الأخرى نتيجة لتمسك أبناء هذا الوطن بالإسلام عقيدة وشريعة في الحياة، إلا أننا نلاحظ في الآونة الأخيرة ظهور حالات الانتحار والقتل أكثر مما سبق نتيجة عوامل كثيرة أهمها ضعف الوازع الديني وحالة اليأس التي قد يكون عليها بعض الأفراد، إلى جانب الوضع النفسي والصحي.
وقد لا يكون انتحار فرد حالة أولى أو أخيرة في مسلسل الهروب من الإحباطات وما أكثرها في عصرنا هذا.. ولكنه أصبح معضلة تحتاج إلى مواجهة في البحث عن أسبابها ونتائجها.
«الرياض» تفتح ملف «الانتحار».. الأسباب والنتائج من خلال الالتقاء مع عدد من المختصين، إلى جانب عدد ممن حاولوا الانتحار وفشلوا، ومن عايشه بألم وحزن على فقد أحد أفراد أسرته.
حُرمة قتل النفس
في البداية تحدث أستاذ التربية الإسلامية مدير مركز البحوث التربوية بكلية المعلمين في أبها الدكتور صالح بن علي أبو عراد قائلاً: «تنطلق نظرة الدين الإسلامي الحنيف إلى الإنسان من كونه مخلوقاً مكرماً ومفضلاً على كثير من المخلوقات الأخرى في هذا الكون، قال تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا} (سورة الإسراء: الآية 70).
من هنا فإن اعتداء الإنسان على نفسه بالقتل أو ما يعرف بالانتحار يعد جريمة بشعة لكونها اعتداء سافراً وغير مبرر على النفس التي جعلها الله تعالى أمانة عند صاحبها. ومما لا شك فيه أن تزايد نسبة حوادث الانتحار في مجتمعنا يعد أمراً طارئاً ومستغرباً لا سيما أننا - ولله الحمد - نعيش في مجتمع مسلم يحترم النفس الإنسانية، ويعلي من شأنها، ويحرم قتلها أو تعريضها لأي نوع من أنواع الايذاء القولي أو الفعلي، انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وتوجيهاته العظيمة التي نهت عن ذلك وشددت الوعيد لمن يأتيه أو يسهم فيه بأي شكل من الأشكال.
وفي اعتقادي أن هناك بعض العوامل الاجتماعية والنفسية التي قد تدفع بالإنسان الجاهل إلى الانتحار ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
1- ضعف الوازع الديني عند الإنسان، وعدم ادراك خطورة هذا الفعل الشنيع والجريمة الكبرى التي يترتب عليها حرمان النفس من حقها في الحياة، إضافة إلى التعرض للوعيد الشديد والعقاب الأليم في الدار الآخرة.
2- عدم اكتمال المعنى الإيماني في النفس البشرية إذ إن الإيمان الكامل الصحيح يفرض على الإنسان الرضا بقضاء الله تعالى وقدره، وعدم الاعتراض على ذلك القدر مهما بدا للإنسان أنه سيئ أو غير مرض. ولا شك أن الانتحار لا يخرج عن كونه اعتراضاً على واقع الحال ودليلاً على عدم الرضا به.
3- غلبة الظن الخاطئ عند المنتحر أنه سيضع بانتحاره وازهاقه لنفسه حداً لما يعيشه أو يعانيه من مشكلات أو ضغوط أو ظروف سيئة، وهذا مفهوم خاطئ ومغلوط وبعيد كل البعد عن الحقيقة.
4- الجهد والجزع وعدم الصبر، والاستسلام لليأس والقنوط وما يؤدي إلى ذلك من الهواجس والأفكار والوساوس.
وقد يقول قائل: لماذا لم يعرف مجتمعنا هذه الظاهرة إلا مؤخراً؟ وهنا تأتي الإجابة لترجع ذلك إلى أسباب عديدة يأتي من أبرزها:
1- ضعف الوازع الديني عند بعض الأفراد أو الفئات التي تجهل خطورة نتائج هذا السلوك المنحرف، وتجهل الحكم الشرعي لهذا الفعل المحرم بنص القرآن الكريم والسنة النبوية.
2- الانفتاح الإعلامي والثقافي غير المنضبط الذي نعيشه في مجتمعنا المعاصر. الأمر الذي دعا إلى تقليد الآخرين والتأثر بهم في كل شأن من شؤونهم، وهو أمر غير محمود لما فيه من ضياع الهوية واستلابها.
3- كثرة المشكلات الأسرية التي أصبح مجتمعنا يعانيها، والتي ترتب على انتشارها نتائج مؤسفة مثل التفكك الأسري، وانتشار بعض الظواهر الاجتماعية السلبية التي يأتي من أبرزها جريمة الانتحار.
4- التأثر الشديد ولا سيما عند صغار السن ومحدودي الثقافة بما تبثه القنوات الفضائية من أفكار وطروحات وموضوعات تحث بصورة مباشرة أو غير مباشرة على الانتحار، وتجعل منه حلاً عاجلاً وسريعاً لكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية التي يعاني منها بعض الناس.
أما علاج هذه الظاهرة فلا يمكن أن يتم إلا بالعودة الصادقة إلى الله تعالى، والالتزام الصادق بما أمر الله به من أقوال وأعمال وأوامر ونواه، جاءت في مجموعها ممثلة لدور التربية الإسلامية ومؤسساتها الاجتماعية المختلفة في تحصين الفرد وحمايته من هذا الانحراف السلوكي الخطير عن طريق التالي:
1- التمسك بمبادئ وقيم وتعاليم وتوجيهات التربية الإسلامية الصحيحة، والعمل على تطبيقها في واقعنا المعاصر لما تقدمه من حلول ناجحة لجميع المشكلات والظواهر السلبية في المجتمع.
ب- زيادة الجرعات التوعوية اللازمة لأفراد وفئات المجتمع عن طريق مختلف الوسائل الإعلامية والتعليمية، لبيان خطر جريمة الانتحار وبشاعتها وما يترتب عليها من نتائج مؤسفة وعواقب وخيمة سواء على الفرد أو المجتمع.
ج- مراقبة الله تعالى في مختلف الأعمال والأقوال، وفي كل شأن من شؤون الحياة عند الإنسان، إذ إن من راقب الله تعالى وخافه واتقاه لن يستحوذ عليه الشيطان، ولن يلقي بنفسه إلى التهلكة، لأنه يعلم أنه سيسأل عن ذلك أمام الله تعالى.
د- محاولة تفهم الظروف والأسباب التي قد تدفع بعض أفراد المجتمع إلى محاولة الانتحار، ومن ثم العمل على مد يد العون لهم، ومساعدتهم في حلها. وبذلك يتم القضاء على أسباب هذه الظاهرة ودواعيها بإذن الله.
ه- اخضاع الظواهر السلبية في المجتمع للدراسة والبحث حتى تعرف أسبابها ودواعيها، ومن ثم تبدأ خطوات الوقاية منها، وايجاد العلاج المناسب لها.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن حل هذه المشكلة والقضاء عليها مسؤولية تشترك في القيام بها مختلف المؤسسات الاجتماعية كالمنزل والمدرسة والمسجد والنادي وأماكن العمل ووسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة بالإنسان في مجتمعه.
وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يحفظنا جميعاً من كل شر، وأن يوفقنا إلى طاعته، وأن يرزقنا حياة طيبة، وأن يختم لنا بخاتمة حسنة، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
التنشئة الاجتماعية
ولما لدور الثقافة من أهمية كبيرة في التربية والتنشئة الاجتماعية والنفيسة كان الحديث عن الانتحار يأخذ منظوراً ثقافياً هاماً تحدث فيه رئيس نادي أبها الأدبي الأستاذ محمد بن عبدالله الحميد، قائلاً: «ظاهرة الانتحار في المملكة طارئة على المجتمع السعودي وقد يكون نتيجة لاستعمال المخدرات والمسكرات والانحراف السلوكي ويمكن أن تكون من البطالة والفراغ والاختلاط بأصدقاء السوء وهجر المنازل إلى الاستراحات سبباً في ذلك.. ولا ريب أن على المؤسسات والنوادي الثقافية والرياضية والاجتماعية مسؤولية كبرى للوقاية أولاً من تلك الظاهرة بالتوعية والإرشاد وملء أوقات الفراغ بما ينفع ويفيد، ومن ثم الإسهام في معالجة من هو مرشح لارتكاب تلك الجناية الشنيعة لأن من أولى علاماتها الاكتئاب والعزلة عن الناس، كما أن الواجب على وسائل الإعلام وبخاصة المرئية منها إعداد البرامج المشوقة لجذب الشباب إليها بدلاً من انصرافهم إلى القنوات الفضائية المشبوهة التي قصد بها تخريب للبلدان الإسلامية وبذر السموم التي اكتوى منها الآخرون في شرق العالم وغربه، إن الأمر جد خطير.. ولا ينبغي تجاهله والسكوت عنه وإلا تفاقمت المعاناة منه ومن أمراض شنيعة أخرى كنقص المناعة «الإيدز» الناجم عن سفريات الشباب إلى بلدان منفتحة لا تفرق بين الحلال والحرام فلا بد من تفهم كامل لهذه القضية وأسبابها ووضع الحد لها وإلا ندمنا فلا تنفع ساعة مندم.
أسر تفقد أبناءها
من جهة أخرى ومن واقع المنظور الشرعي والثقافي إلى واقع الحقيقة لمن لامسه هذا الجرح المبكي لهذه القضية التي تناولت حلقاتها قتل النفس ازهاقاً لتلك الروح فمن هنا كان لقاؤنا مع والد أحد المنتحرين في عسير المواطن (ع.س) الذي تحدث لنا بعبرات خانقة يرافقها دموع الحزن على ما قام به أحد فلذات كبده الذي فاجأ أسرته وكامل الحي بأنه انهى حياته منتحراً داخل إحدى غرف المنزل لأسرته، حيث وجهنا لوالد المنتحر سؤالاً لمعرفة الأسباب الحقيقة لهذا الاقدام الشنيع على هذه الجريمة، حيث قال مما زادني الماً وحزناً أنني لم أتوقع أن ابني هذا ينهي حياته بهذه الطريقة.
وإن سألتني عن الأسباب فقد أكون جاهلاً فيها لأنني لم أتوقع هذه النهاية لابني، وذلك لما يتمتع به من إمكانيات نوفرها له، فابلعكس كانت معاملتي ومعاملة الأسرة مختلفة معه دون سواه.. لا انكر أن كل الأسر قد تمر بظروف تغضب رب الأسرة مما قد يلجأ للعقاب ولكن ليست تجعل المعاقب يصل به إلى الانتحار فحقيقة الأمر لا أعلم كيف؟ ولماذا؟ اختار ابني انهاء لحياته بهذه الطريقة التي كانت لا تذكر على بال أي شاب.
حاولت الانتحار.. ولكن
من جانب آخر وأثناء البحث لأطراف هذه القضية كان لنا لقاء مع أحد الشباب الذين حاولوا الاقدام على هذه الجريمة البشعة وسط أسباب «اجتماعية» حيث كان قدر الله سبحانه أن لا تنتهي نفس هذا الشاب بالانتحار بعد أن تداركه أهله في الاونة الأخيرة ليدخل مستشفى عسير ويخرج منها، حيث يقول الشاب (خالد. م) إن ظروفه الأسرية مجتمعه من حوله كان لها دور في القيام بمحاولة للانتحار لانهاء حياته موضحاً تلك الطريقة التي استخدمها، حيث تناول كمية تتجاوز 20 حبة لأحد الأدوية، معللاً ذلك بأنه في لحظة لم تكن له بالحسبان عندما امتدت يده بالسرقة من أحد المحلات التجارية في وقت قد لا يتفهم الشاب في سنه عقوبة هذه الجريمة شرعاً فعندها القى رجال الأمن القبض عليه ليدخل السجن كونه سارقا، ولكن ليست هذه سبب القضية ولكن عندما انهى فترة العقوبة عاد لأهله الذي وجد عندهم وجهاً آخر لتتعدد كل الألقاب ضده وليعاملوه معاملة أخرى عما كان عليه سابقاً ليحرموه الخروج من المنزل وقطع وسائل الاتصال عنه إلى جانب النظرة القاسية من المجتمع، كونه كان سارقاً.. حيث لم يكتف هؤلاء بادراكه للخطأ الذي وقع فيه لتأخذ أسرته ومجتمعه موقفاً منه يجعله يقدم على الانتحار رغم ألمه الشديد والحزن الواضح على تلك الجريمة الأولى التي قام بها.
وعن كيف استرشد لهذه الطريقة أكد أنه من خلال مشاهداته لما يعرض من الأفلام على بعض القنوات الفضائية التي يوجد بها أحد يتناول بعض الأدوية لينهي حياته فكانت الفكرة من هنا، مشيراً إلى أنه لم يجد الرعاية من الأسرة أو المدرسة التي لا تتطرق لخطر الانتحار وعقابه في الآخرة.
الصحة النفسية
وفي ختام هذه القضية كان لنا أن نتعرف على أبرز الأمراض والعلل النفسية التي تقود إلى الانتحار وما هي أبرز الفئات العمرية التي تقدم عليه وما هي سمات المنتحر، حيث كان لنا زيارة لمستشفى الصحة النفسية بأبها، حيث شدد في البداية مدير مستشفى الصحة النفسية بأبها الأستاذ عبشان بن محمد بن عبشان على أهمية الرعاية الأسرية للمريض النفسي والمبادرة بعرضه على الطبيب المختص منذ بداية ظهور أية أعراض أو معاناة نفسية لدى الابن أو غيره من أفراد الأسرة إلى جانب أهمية غرس بذور وتعاليم الدين الحنيف في قلب المريض وأن الأقدار بيد الله وهو الشافي سبحانه وتعالى، ومن ثم بث التفاؤل وعدم اليأس في نفسه وفي المجتمع الذي حوله مشيراً إلى أن هذه العوامل بعد حفظ الله تعالى ثم متابعة الطبيب المختص وما ذكر آنفاً من اهتمام الأسرة هي مفاتيح هامة للحد من وصول المرضى النفسيين إلى حالات الاقتناع با لإ نتحار.
وحول أبرز الأمراض والعلل النفسية التي تقود إلى الانتحار، قال الدكتور بهي الدين المنزلاوي الطبيب النفسي بمستشفى الصحة النفسية بأبها، أن أبرز الأمراض والعلل النفسية التي تقود إلى الانتحار هي الاضطرابات النفسية، حيث لوحظ أن أكثر من (90٪) ممن ينتحرون أو يحاولون الانتحار يوجد لديهم اضطراب نفسي مما يلي:
الاكتئاب: وهو أكثر التشخيصات النفسية ارتباطاً بالانتحار وأن المكتئب محبط ورافض للحياة وينتحر حوالي (15٪) ممن لديهم اكتئاب شديد وبين المنتحرين لوحظ أن (80٪) منهم كانوا يعانون من الاكتئاب وتزداد خطورة الاكتئاب حين تصاحبه أعراض ذهانية. الادمان: لوحظ أن (25٪) من المنتحرين كانوا مدمنين، والادمان لبعض أعداد يطلق التنشيطات لدى المرضى المكتئبين فيجعلهم يقدمون على الانتحار. الاضطرابات النفسية التابعة للولادة والاضطراب السابق للدورة الشهرية، الذهان: الذي توجد فيه هلاوس تحث على تدمير الذات أو ضلالات الشعور بالذنب وهذه تحمل مخاطر شديدة للانتحار، اضطرابات الشخصية: حيث إن مضطرب الشخصية المزمن السآمة والملل كثير ما يحاول الانتحار.
وبسؤال الدكتور جابر شراحيلي الطبيب النفسي عن أبرز الفئات العمرية التي تقدم على الانتحار والتعليل النفسي لها ذكر بأن الاقدام على الانتحار ممكن أن يحدث في كل الفئات العمرية إلا أنه يزيد في معدلة مع العمر، فكلما تقدم المرء في العمر كلما زادت نسبة الاقدام على الانتحار ليبلغ أعلى معدل له في كبار السن ولا يوجد سبب واحد لهذا وانما هي عوامل متعددة منها عوامل صحية وعوامل نفسية وعوامل اجتماعية.
وحول هل الأدوية والعقاقير المستخدمة في معالجة الأمراض النفسية ومنها الاكتئاب لها دور في تردي الحالة النفسية للمريض أجاب المدير الطبي بالمستشفى الدكتور عبدالله حسن عسيري بقوله إلى ذلك وهل الأدوية والعقاقير المستخدمة في معالجة الأمراض النفسية ومنها الاكتئاب لها دور في تردي الحالة النفسية للمريض بحمد الله أصبحت العلاجات الدوائية للاكتئاب متوفرة وبمميزات ممتازة وبأقل نسبة للأعراض الجانبية، إضافة إلى أنها لا تتعارض مع الأدوية الأخرى، وحيث إن خطورة مريض الاكتئاب على نفسه تكمن في عدة محاور يكون أشهرها وضعه النفسي المرضي من يأس للحياة واكتئاب شديد يؤدي به إلى أفكار انتحارية قد يقدم عليها إذا لم يتم علاجه ومتابعته فقد يقدم على عملية انتحارية بأي واسطة كانت وقد يكون من هذه الطرق أخذ بعض الجرعات الزائدة من أي علاج كان سواء نفسيا أو باطنيا أو حتى مستخدمي المخدرات بزيادة جرعة التعاطي.
يذكر أن الأدوية النفسية نسبة قليلة ومقننة قد تؤدي بمستخدمها بجرعة زائدة إلى وضع حرج طبياً ولكنها لا تزيد نسبة المرض النفسي الذي يعاني منه المريض أصلاً إضافة إلى أن معظم العلاجات الدوائية للاكتئاب تحسن الحالة تدريجياً خلال 7 إلى 14 يوماً فتبدأ الأعراض الجسدية والمصاحبة للاكتئاب بالتحسن أولاً ولكن التفكير الكئيب يتحسن لاحقاً ولذلك بعض المرضى يحتاجون للتنويم وملاحظة الوقت الكافي.
ولا نستطيع أن نهمل الجانب الدوائي في مثل هذه الحالات وهو العامل الأساسي في العلاج (بمعنى البديل) ولكن يجب توفر العلاج خطة العلاج النفسية الشاملة، الدعم الأسري وتفهم المرض من الأهل وكذلك فهم الخطة، المساعدة على حل المشاكل الاجتماعية، الجلسات الإرشادية، والمعرفية وأهمية التذكير بخطر هذا الجرم، المعالجة الطبية بالتنويم وعمل الفحوصات اللازمة الباطنية وكذلك عمل الجلسات لبعض الحالات، العلاج بالعمل والترفيه.
كما أفاد الدكتور سيد حسام الدين بالمستشفى حول أبرز سمات المنتحر مثل وجود مرض نفسي كالاكتئاب إذ إن 50٪ من المنتحرين يعانون من الاكتئاب وأيضاً وجود الأمراض العضوية المزمنة يمثلون 70٪ من المنتحرين ووجود اضطراب بالشخصية وادمان المخدرات وخاصة الكحول ومن علامات الخطر وجود محاولات سابقة وبالذات الخطيرة منها ووجود تاريخ عائلي للانتحار وتزيد في الرجال وبخاصة كبار السن.
وأثبتت الدراسات أن 50٪ من المقدمين على الانتحار يعبرون عن رغبتهم خلال الشهر الأخير قبل المحاولة وأيضاً 80٪ خلال الستة أشهر السابقة للانتحار وهذا يدل على أن سؤال الطبيب أي كان تخصصه عن نوايا المريض في حالة وجود أو الشك في وجود ميول انتحارية قد يحد من انتشار الظاهرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.