شهد مطلع هذا الاسبوع البدء في تنفيذ المرحلة الاولى من الحملة الوطنية للتحصين ضد أمراض الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف MMR بعد أن دشّن وزير التربية والتعليم سمو الأمير فيصل بن عبدالله ووزير الصحة معالي الدكتور عبدالله الربيعة تلك الحملة الشاملة والتي تستمر مرحلتها الاولى خمسة أسابيع . في هذا الصدد تبذل المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض جهودا حثيثة حيث شكلت عددا من اللجان والفرق بالمراكز الصحية لتنفيذ حملة التحصين في جميع مدارس المنطقة والتوعية بأهمية التطعيم ضد هذه الامرض مستخدمة كافة وسائل الاعلام بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك وتويتر ) بهدف اطلاع الجميع على تفاصيل الحملة والتعريف بمراحلها . بمناسبة هذا الحدث يسرنا أن نلقي الضوء خلال هذا الاسبوع والاسابيع القادمة على أسباب الامراض الفيروسية الثلاثية ( الحصبة ، النكاف ، الحصبة الالمانية ) أعراضها ، وفاعلية اللقاح في الوقاية منها باذن الله الحصبة التهاب فيروسي حاد يتميز في مرحلته النهائية بطفح ينتشر بشكل تدريجي على العنق الوجه ، الجسم ، الذراعين و الساقين، ويترافق مع حرارة عالية. يعد هذا المرض أحد أسباب الوفاة عالميا حتى مع توفر اللقاح الآمن فمن خلال إحصائية لمنظمة الصحة العالمية عام 2008 م يموت مايقارب 450 طفلاً بسبب الحصبة 95 % منهم في الدول الفقيرة . بفضل الله ثم إعطاء اللقاح انخفضت الوفيات 78% المسبب: لم يعرف له إلا نوع واحد وهو فيروس الحصبة ويمكن عزله خلال المرحلة الاولية للمرض في افرازات الأنف والبلعوم والدم والبول حيث يظهر خلال فترة قصيرة بعد ظهور الطفح . يستطيع الفيروس أن يبقى فعالاً لمدة 34 ساعة على الأقل في درجة حرارة الغرفة. الانتقال: الحصبة مرض معد بشدة. إذ يصاب حوالي 90% من أفراد العائلة المصابين الملاصقين للشخص المريض. ويحدث الانتشار للفيروس بواسطة رذاذ. المصاب وغالباً يحدث الانتقال إلى الآخرين قبل تشخيص الحالة الأصلية. لا يملك أطفال الأمهات المصابات للحصبة أي مناعة ضد الحصبة وقد يصابون بالحصبة مع الأم قبل أو بعد الولادة. فترة العدوى تقريبا 8 أيام أربعة منها قبل ظهور الطفح وأخرى بعد ظهوره . الأعراض السريرية : للحصبة ثلاث مراحل سريرية. فترة الحضانة، المرحلة الاولية ، والطور النهائي .. تدوم فترة الحضانة 12-10 يوم تقريباً حتى بداية الأعراض الاولية و 4-2 أيام أخرى حتى ظهور الطفح. وقد تكون فترة الحضانة قصيرة في حالات نادرة حيث تمتد 10-6 أيام. يحدث ارتفاع حرارة خفيف في اليوم 10-9 من تاريخ الالتهاب تخمد بعدها لمدة 24 ساعة تقريباً. قد ينقل المريض الفيروس في اليوم التاسع أو العاشر بعد التعرض وفي بعض الحالات منذ اليوم السابع قبل أن يكون تشخيص المرض ممكناً. تدوم المرحلة الاولي عادة 5-3 أيام وتتميز بحمى منخفضة إلى متوسطة الدرجة وسعال جاف وزكام والتهاب ملتحمة العين ، وهذه الأعراض تسبق دائماً تقريباً ظهور بقع "كوبليك" ب 3-2 أيام و بقع "كوبليك" هي بقع رمادية بيضاء صغيرة عادة كحبات الرمل مع هالة حمراء خفيفة حولها. تميل بقع "كوبليك" للظهور مقابل اضراس الرحى السفلية إلا أنها قد تنتشر بشكل غير منتظم على بقية الغشاء المخاطي في تجويف الفم . ونادراً ما تتواجد على القسم المتوسط للشفة السفلية أو على الحنك. ترتفع درجة الحرارة فجأة عند ظهور الطفح وتصل غالباً إلى 40 درجة مئوية أو أكثر . عند وصول الطفح إلى الساقين والقدمين تختفي الأعراض بسرعة خلال يومين عادة مع انخفاض مفاجئ في درجة الحرارة إلى الحرارة الطبيعية. يبدأ الطفح بشكل لطخات بسيطة على القسم العلوي للعنق وخلف الأذنين وعلى الأجزاء الخلفية للوجنتين، ثم يصبح الطفح بازدياد انتشاره على كامل الوجه والعنق وأعلى الذراعين والجزء العلوي للصدر خلال اليوم الأول عادة، وخلال ال 24 ساعة التالية ينتشر على الظهر والبطن والفخذين وكامل الذراعين. وحالما يصل في النهاية إلى القدمين في اليوم الثاني أو الثالث يبدأ بالزوال من الوجه ويتقدم اختفاء الطفح نحو الأسفل بنفس تعاقب ظهوره، وتتناسب شدة المرض طرداً مع شدة وامتداد وغزارة الطفح. في الحالات الشديدة قد تظهر كدمات شديدة وتكون الحكة خفيفة . حالماً يتحلل الطفح يحدث توسف وتغير لون الطفح الجلدي مائل للبني يزول بعدها خلال 10-7 أيام. قد يختلف مظهر الطفح بشكل واضح ، ففي حالات نادرة قد يظهر طفح خفيف حاك قليلاً . علامة « كوبليك» في بعض الحالات قد لايظهر الطفح نهائيا كما هو الحال لدى المرضى الذين اعطوا الاجسام المضادة المناعية خلال فترة الحضانة ، ولدى بعض مرضى الايدز ، وأحياناً لدى الرضع دون عمر 9 أشهر في النوع الذي يترافق مع نزيف (الحصبة السوداء حيث قد يحدث النزيف من الأنف أو الفم أو الأمعاء )، وفي الحالات الخفيفة قد لا يكون الشكل للطفح واضحاً تماماً. التشخيص: يكون التشخيص واضحاً عادة من الكشف السريري للمريض، ونادراً ما نحتاج للاثباتات المصخبرية، خلال المرحلة الاولية تصبح علامات الحصبة من الاجسام المضادة في الدم قابلة للكشف عندما يظهر الطفح. يميل تعداد الكريات الدم البيض للانخفاض يبدي عادة السائل الدماغي الشوكي لدى المرضى المصابين بالتهاب الدماغ بسبب الحصبة ارتفاعاً في البروتين. يجب تفريق طفح الحصبة عن طفح الحصبة الألمانية والالتهابات الناجمة عن فيروسات اخرى. المعالجة: لا توجد معالجة نوعية مضادة للفيروس ، فالمعالجة عبارة عن معالجة للاعراض فقط. حيث تستعمل خافضات الحرارة، لمعالجة الحمى إضافة إلى الراحة في السرير والمحافظة على وارد كاف من السوائل، ومن الأفضل حفظ الغرفة في جو دافئ بشكل معتدل بدلا من تبريدها ومن الواجب حماية المرضى المصابين بالخوف من الضوء من الاضاءة القوية. تحتاج التهاب الأذن الوسطى وذات الرئة للمعالجة المناسبة بمضادات حيوية. يجب تقييم التهاب الدماغ في حالة الشك في وجوده . تنصح الأكاديمية الأمريكية للأطفال بتزويد الفيتامين A للأطفال الذين يتراوح عمرهم بين 6 أشهر وسنتين المصابين بالحصبة وكذلك للأطفال الذين يتجاوز عمرهم 6 أشهر وأصيبوا بالحصبة مع نقص المناعة أو وجود علامات على نقص الفيتامين A (مثال العشى الليلي، أو دلائل على جفاف العين). حيث ان هناك علاقة عكسية واضحة بين تركيز فيتامين A وشدة الحصبة. المضاعفات المضاعفات الرئيسية للحصبة هي التهاب الأذن الوسطى وذات الرئة والتهاب الدماغ، قد تنجم ذات الرئة عن فيروس الحصبة خاصة عند المصابين بالايدز والتي قد تكون خطيرة غالباً. تقدر نسبة حدوث التهاب الدماغ ب 1000/2-1 حالة حصبة ولا توجد علاقة بين شدة الحصبة وشدة اصابة الاعصاب ، نادرا ما تظهر إصابة الدماغ في الفترة السابقة للطفح، إذ غالبا ما تحدث البداية بعد 5-2 أيام من ظهور الطفح . وما يزال سبب التهاب الدماغ بسبب الحصبة موضع جدل. ومن المقترح أنه عندما يحدث التهاب الدماغ مبكرا في سير المرض فإن غزو الفيروس يلعب الدور الكبير مع أنه نادراً ما تم عزل فيروس الحصبة من نسيج الدماغ. الوقاية يجب المحافظة على احتياطات العزل ( وخاصة في المستشفيات والمراكز الأخرى )، منذ اليوم السابع بعد التعرض وحتى اليوم الخامس بعد ظهور الطفح. اللقاح: استعمل لقاح الحصبة منذ مايزيد عن اربعون عاما 1963 م فهو لقاح رخيص السعر وامن يعطى التطعيم الأولى للحصبة ( عادة ضمن اللقاح الثلاثي الحصبة – النكاف – الحصبة الألمانية (MMR) في الشهر 15-12 من العمر ، وتعطي جرعة ثانية، أيضا على شكل ثلاثي (MMR) روتينيا بعمر 6-4 سنوات إلا أنها قد تعطى في أي وقت أثناء فترة الطفولة بعد مرور 4 أسابيع على الأقل على إعطاء الجرعة المبدئية. الوقاية بعد التعرض: اعطاء البروتين المناعي المباشر ( ليست كاللقاح حيث تعطي هذه الطريقة مناعة اسرع ولكن لفترة اقصرمن المناعة عن طريق اللقاح) فعالة في الوقاية وإضعاف الحصبة إذا أعطيت خلال 6 أيام من التعرض . في المستشفى والذين يقل عمرهم عن 12 سنة أو الحوامل يجب أن يتلقوا البروتين المناعي عضليا حال إمكانية ذلك ولكن خلال خمسة أيام، يجب أن يتلقى الأشخاص ناقصي المناعة البروتين المناعي عضليا بغض النظر عن الحالة المناعية لهم. يجب أن يتلقى الرضع الذين يعادل أو يقل عمرهم عن 6 أشهر والمولودين من أمهات غير ممنعات البروتين المناعي ويجب أن تتلقى النساء الحوامل والأشخاص ناقصي المناعة البروتين المناعي فقط دون إعطاء التطعيم .
