حجم محفظة "كفالة" 24 مليار ريال واجمالي التمويل 279 مليار ريال    موعد مباراة الهلال والطائي..والقنوات الناقلة    عرض سعودي يقرب ماكسيمان من الرحيل عن الأهلي    الشباب يتوصل لاتفاق مع لاعب بنفيكا رافا سيلفا    حرس الحدود يحبط تهريب 295 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر    استمرار هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    القضاء على الفقر وليس القضاء على الفقراء    الولايات المتحدة الامريكية تقدم التعازي في وفاة الرئيس الإيراني    مصر.. القبض على فنان شهير بتهمة دهس امرأتين    مركز التطوع بوزارة الصحة يكرّم صحة عسير ممثلةً في إدارة التطوع الصحي    الأمير خالد بن سطام مساء اليوم يفتتح معرض صنع في عسير    مطار الرياض يفوز بجائزة أفضل مطار بالمملكة    رسميًا.. الاتحاد يعلن رحيل رومارينهو وغروهي    أجهزة كمبيوتر من "مايكروسوفت" مزودة بالذكاء    6.7 مليار دولار مساعدات سعودية ل 99 دولة    الاتحاد بطلاً لهوكي الغربية    عودة الصور المحذوفة تصدم مستخدمي «آيفون» !    6.41 مليون برميل صادرات السعودية من النفط    أمير منطقة تبوك ونائبه يواسيان النبهاني في وفاة والدته    «الموارد»: دعم أكثر من 12 ألف مواطن ومواطنة بالشرقية    القوات المسلحة تواصل تمرين «الأسد المتأهب 2024»    أمير الجوف يعزّي أسرة الحموان    استقبال حافل ل «علماء المستقبل».. أبطال «ISEF»    5 فوائد للمشي اليومي    مجموعة الدكتور سليمان الحبيب تحصل على اعتماد برنامج زمالة جراحات السمنة    القيادة تعزي في وفاة رئيس إيران ومرافقيه    أسرة بن مخاشن تستقبل المواسين في مريم    معابر مغلقة ومجازر متواصلة    وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان يكرم البواني لرعايتها منتدى المشاريع المستقبلية    في الرياضة.. انتظار الحقائق والتطوير    المسألةُ اليهوديةُ مجدداً    واتساب يختبر ميزة تلوين فقاعات الدردشة    طموحنا عنان السماء    فراق زارعة الفرح    أمير القصيم يكرم «براعم» القرآن الكريم    10522 خريجًا وخريجة في مختلف التخصصات.. نائب أمير مكة المكرمة يشرف حفل التخرج بجامعة جدة    مكعّب روبيك.. الطفل العبقري    خادم الحرمين الشريفين يخضع لبرنامج علاجي    8 مواجهات في الجولة قبل الأخيرة لدوري" يلو".. " الخلود والعروبة والعربي والعدالة" للمحافظة على آمال الصعود    إجازة لمكافحة التعاسة    ابحث عن قيمتك الحقيقية    لجين تتألق شعراً    مواجهة الظلام    مبادرة الأديب العطوي    نائب أمير جازان يكرم متفوقي التعليم    ما الذي علينا فعله تجاه أنفسنا ؟!    زلة الحبيب    وقتك من ذهب    لا عذر لخائن    تسهيل وصول أمتعة الحجاج لمقار سكنهم    العجب    أنديتنا وبرنامج الاستقطاب    علاقة معقدة بين ارتفاع ضغط الدم والصحة النفسية    الحامل و الركود الصفراوي    أخصائية تغذية: وصايا لتجنب التسمم الغذائي في الحج    خرج من «البحر» وهو أصغر بعشر سنوات    أمير الرياض يرعى حفل تخرج طلبة الجامعة السعودية الإلكترونية    القيادة تعزّي دولة رئيس السلطة التنفيذية بالإنابة السيد محمد مخبر في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشباب يرتادون المقاهي هرباً من مراقبة المنزل وحماية أجهزتهم من الفيروسات!!
خدمة NET EASY تزيد من إقبال الشباب على مقاهي الإنترنت بسبب تردي خدمتها وال DSL المطلوب دائماً!!
نشر في الرياض يوم 24 - 05 - 2005

لا أحد ينسى بداية مقاهي الإنترنت بالمملكة وتحديداً بمدينة الرياض وكيف أنها كانت محدودة الانتشار في شوارع شمال الرياض قبل قرابة سبعة أعوام، وأن الشباب وممن يهتم بمعرفة تلك التقنية الجديدة كانوا ينتظرون أوقاتاً طويلة ويضطرون الحجز والدفع مسبقاً من أجل الجلوس أمام شاشة الإنترنت وسط مبالغ مالية هائلة التكلفة كما هو معتاد عند ورود أية تقنية أو خدمة مستحدثة أو مستوردة لبلادنا.
المتابع الآن يجد العروض المغرية من قبل المقاهي لزبائنها من تخفيضات كبيرة وساعات إضافية ومشروبات مجانية، ومع ذلك نجد العزوف من قبل الزبائن وقلة الإقبال وبالتالي لا نستغرب أن نقرأ في الصحف عن إعلان لبيع مقهى إنترنت متكامل أو نشاهد لوحة ضخمة على أبواب المقهى ليعلن صاحبه عن بيعه..
(الانترنت والاتصالات) تحاول أن تبحث عن مكمن أسباب ما ذكر سابقاً من حيث هل الخدمات الجديدة المقدمة من قبل شركات خدمات الانترنت وشركة الاتصالات السعودية ك(إيزينت وDSL) دور في ضعف المقاهي وعدم إقبال الشباب عليها؟ وهل هذه الخدمات الجديدة تمثل عدواً جديداً يتطلب على المقاهي أن تعيد حساباتها وأن ترتب أوراقها من جديد وأن تضيف مميزات وخدمات جديدة تحافظ بها على زبائنها؟ أم أن المقاهي لديها ورقة رابحة من الصعب التغلب عليها ألا وهي تأمين الخصوصية التي يعجز أي مكان على تأمينها حتى البيت وما العيوب لهذه الخدمات الجديدة؟! وما رأي المختصين في هذا الأمر؟! وهل هذا يبشر بجيل إلكتروني جديد وواعد؟؟ مما أصبح التساؤل عن مستقبل تلك المقاهي أمراً ملحاً (الانترنت والاتصالات) التقت بأصحاب مقاهي وزبائن ومختصين حتى تتضح الأمور ونضع الأمور في نصابها والنقط على الحروف:
المقاهي والأعطال الفنية!!
في البداية أكد أحد المسؤولين العاملين في أحد المقاهي بالرياض السيد يحيى أحمد أن استمرار الأعطال الفنية من انقطاع مفاجئ للخط أو انشغاله التي يواجهها المقهى هي التي تعوق عملهم وتؤدي بهم إلى خسائر كبيرة وتعطي انطباعاً سيئاً لدى الزبائن معتقدين أن المشكلة مصدرها من أجهزة الموجودة بالمقهى، وحول تأثير الخدمات الجديدة المقدمة من خطوط رقمية DSL أو خدمة (إيزي نت ) أجاب يحيى:
الخدمات الجديدة التي تم طرحها مؤخراً لم تؤثر على مدى إقبال الزبائن على المقاهي ولم تشكل خطراً على مستقبلها بل العكس تماماً فنحن دوماً نسعى إلى تحسين الخدمات من حيث صيانة الأجهزة بين وقت وآخر وتقديم الوجبات الخفيفة وتسريع الانترنت حتى نحافظ على الزبون ونشعره بأنه في مكان أفضل من أي مكان آخر، كما أن هناك مشكلة تواجهها أغلب المقاهي وهي الأسعار الباهظة لخدمات الانترنت المقدمة من الشركات إلى المقاهي، فكيف نوافق على تقديم التخفيضات في مقابل الالتزامات التي أثقلت كاهل أصحاب المقاهي من إيجار للموقع ورواتب للعاملين وصيانة دورية للأجهزة وتسديد خدمات الكهرباء وغيرها من الالتزامات التي حالت دون استمرارية الكثير من المقاهي في العمل وانتهاء حالها إلى التقبيل.
وحول تأثير خدمة (ايزي نت) من تسويق بطاقات الاتصال بالانترنت وبيعها داخل المقاهي أجاب يحيى قائلاً: إن الزبائن حتى وقتنا الحاضر يقبلون على شراء البطاقات القديمة التي تحوي أرقاماً سرية واسم مستخدم للوصول إلى الانترنت بعدما قاموا بتجربة بخدمة الانترنت الميسرة الجديدة (ايزي نت) التي يعاب عليها كثرة الانقطاع المفاجئ وبطء التصفح فمادامت المشكلات الفنية موجودة فالمقاهي في أحسن أحوالها، أما ال DSL) ) فإنها تتميز بمزايا عديدة من سرعة في التحميل وعدم انقطاع في الخط، لكن ليس بمقدور أي شخص أن يشترك بها نظراً للمبالغ الضخمة التي يتطلب دفعها مقدماً وشهرياً مما أحجم كثير من المستخدمين في قلة الإقبال عليها.
ولم يختلف رأي مسؤول أحد المقاهي بالرياض السيد حافظ هاشم عن رأي يحي في كل ما قاله بالنسبة عن أسباب استمرار زبائنه في القدوم إلى مقهاه، مشيراً بأن الزبون أصبح يبحث عن الأجواء الخاصة بالمقاهي حتى ولو كان لديه حاسوب شخصي بالمنزل نظراً لما تتميز به بعض المقاهي من ديكورات عالمية التصميم و اضاءات خافتة والتمتع بمشاهدة مباريات كرة القدم المحلية والعالمية وتناول المشروبات والمأكولات الخفيفة والاستفادة من خبرات مشرفي المقهى في بعض النواحي الفنية سواء في البرامج أو المواقع الإليكترونية.
تجاوزات و محسوبيات!!
استوقفنا أحد مقاهي الانترنت بحي الريان شرق مدينة الرياض والذي تم عرضه للبيع فارتأينا أن نعرف سبب بيعه بالاتصال على صاحب المقهى الأستاذ عادل العليط فقال: لقد خسرت على تجهيز المقهى قرابة ال(75 ) ألف ريال شملت ديكورات المقهى وتوفير 15 جهاز حاسب آلي واستئجار المكان، ولكنني تفاجأت بالشروط التعجيزية وغير المناسبة التي وضعتها البلدية من اشتراط للون الداخلي للمقهى وعدم وضع حواجز ساترة بين الأجهزة وأن يكون عمر صاحب المقهى 30 عاماً فما فوق!! وعدم توفير ركن خاص للبوفيه والمأكولات والمشروبات الخفيفة وعدم وضع زجاج أسود في واجهة المحل واشتراط مواصفات معينة للوحة الخارجية للمقهى وعدم تسميته بالمقهى والاكتفاء بكلمة (مركز خدمة انترنت) وعدم وضع ضوء خافت داخل المقهى وغيرها من الشروط التي يشيب لها الرأس وتنفر من يستثمر في ذلك المجال،
فالشباب كما هو معروف تستهويهم الديكورات المتميزة والألوان الجذابة والإضاءات الجميلة الخافتة وزائر المقهى يحتاج لمشروبات ومأكولات خفيفة نظراً للوقت الطويل الذي يقضيه بالمقهى فبعد أن وضعت ركناً خاصاً للقهوة والمشروبات طالبتني البلدية بإزالته كونه نشاطاً آخر مختلفاً عن مقهى الانترنت أو أن أوفر تلك الوجبات بشكل مجاني!! فهل من المعقول أن يقوم الزبون بجلب المشروبات من خارج المكان وأن نتفق مع أحد المطاعم لتوفير المأكولات فهي خدمة معروفة على المستوى الدولي فلا يكاد مقهى انترنت ألا ويوجد فيه ركن خاص لتناول المأكولات، وإن اشتراط عدم وضع حواجز أو فواصل بين الأجهزة مما يسبب عدم توفير كامل الخصوصية لمستخدم الإنترنت.
وأنا استغرب توقيف منح التراخيص لمقاهي الانترنت من قبل البلدية منذ شهر ذي الحجة الماضي وعدم التجديد، فالمقهى يعمل الآن بدون ترخيص حيث قمت بدفع تكاليف التصريح التي بلغت (820) ريالاً حسب مقاس اللوحة الخارجية في 14251014ه وقد انشغلت في تجهيز المقهى من ديكورات وأجهزة وحينما ذهبت لبلدية النسيم لاستخراج التصريح بشكل رسمي أفادوني بان تصاريح فتح المقاهي قد أقفلت ولن يتم منحها حتى إشعار آخر فذكرت لهم بأني مستوفي الشروط وقمت بدفع الرسوم ولدي مايفيد بذلك فلم يجد ذلك وحينما طالبتهم باسترداد المبلغ المدفوع لرسوم التصريح تمت مماطلتي حتى يأست من استرداده وأنني أطلب عبر (الانترنت والاتصالات) استرداد حقوقي فإما يتم منحي الترخيص أو أن أسترد ما دفعته من رسوم، وأن هناك تجازوت ووساطات يتم فيها غض النظر عن أهم الشروط لفتح المقهى حيث أشاهد بعض المقاهي وهي تعمل ولم يتم إغلاقها بالرغم من وضع الفواصل بين الأجهزة واللون الداخلي للمقهي مخالف الشروط، وتخصيص ركن وطاولات لتناول المأكولات والمشروبات.. فلماذا تلك التجاوزات ولماذا تسلط عين المراقبة على بعض المقاهي؟!! مما حدا بي لبيع المقهى ب 15 ألف ريال فقط مما يدل على خسارتي الكبيرة بعد أن كلفني قرابة ال(75) ألف ريال.
وأضاف صاحب المقهى العليط: أن من بين الشروط التي تنفر الشباب من الحضور للمقاهي هو طلب رقم هويته وتسجيل اسمه لدى موظف المقهى فكثيراً ما نواجه الحرج مع الزبائن مستنكرين ذلك الشيء كونه حضر للمقهى للترفيه عن نفسه وإن لن يقم بالدخول لمنشأة عسكرية أو ما شابه، وقد أكد لي أحد منسوبي البلدية بأن إدارة المباحث بوزارة الداخلية تعتزم قريباً وضع كاميرات مراقبة وفق مواصفات معينة للتسجيل على مدار الساعة وتسليم أشرطة التسجيل كل 3 أيام لإدارة المباحث لاحتياطات أمنية، وهو مما ينفر مرتاد المقهى من الجلوس فيه أو استخدام أجهزته.
وحول تأثير خدمة الانترنت الميسرة (الايزي نت ) على أنشطة المقاهي قال العليط: بالعكس تماماً فقد ساهمت تلك الخدمة الجديدة من زيادة الإقبال على المقهى حيث إن تلك الخدمة تعاني من كثرة الانقطاع والخطوط مشغولة وبطء التصفح مما مكن ذلك من زيادة إقبال الشباب على المقاهي حيث توفر الخطوط الرقمية dsl بسرعات عالية.
(الانترنت والاتصالات) حاولت مراراً الاتصال ببلدية النسيم لتقصي الحقيقة وأخذ رأي مسؤوليها حول سبب إيقاف منح تراخيص المقاهي وتلك الاشتراطات التعجيزية «إن صح التعبير» ولكننا فوجئنا بتهرب الكثير من التصريح وكل مسؤول يقوم بتحويلنا على مسؤول آخر.
خصوصية وتمتع؟!
وحول معرفة سبب تمسك الزبائن بارتياد المقاهي بالرغم من ظهور الخدمات الجديدة في الاتصال وانخفاض أسعار أجهزة الحاسب الآلي استطلعنا آراء بعض مرتاديها فالتقينا أولاً بالشاب سلطان مهدي بالحارث والذي توقع أن (الإيزي نت والDSL ) لن تمثل خطراً على المقاهي على المدى القريب ولن تهددها بالإغلاق لأنها تتمتع بمميزات لا يتمتع بها أي مكان آخر سواء البيت أو الجامعة من ناحية الخصوصية التي تمثل أهم ميزة عند أغلب الشباب للتمتع بها والابتعاد عن الرقابة الأسرية التي تكون قلقاً لشاب في بعض الأحيان!! وأضاف بالحارث قائلاً: أنا شخصياً لدي انترنت في المنزل لكن يبقى للمقهى متعة وراحة كبيرة، ولاشك أنه انتشرت مؤخراً وبكثرة عرض مقاهي الإنترنت للبيع وذلك بسبب عدم وجود تخطيط مدروس للعمل التجاري وخصوصاً في مجال الإنترنت.
حماية من الفيروسات!!
وفي المقابل أكد الشاب عباس الهاشم أحد مرتادي مقاهي الإنترنت أنه يذهب للمقهى من أجل حماية جهازه الشخصي من الفايروسات حينما يقوم باستعراض بريده الإليكتروني، بالرغم من أنه يمتلك جهاز حاسب آلي، مشيراً أنه يستفيد من مسؤولي المقهى في أخذ بعض الاستشارات الفنية، وسرعة الاتصال الرقمي الذي يقدمه المقهىDSL، ومتمنياً أن تخصص أركان داخل المقاهي لمن لا يقومون بالتدخين حيث يعاني من شدة الرائحة النتنة التي تعم أجواء المقهى، مؤكداً بأنه يعيش أجواء ساحرة داخل المقهى حتى أصيب بهوس سماع صوت أصابع الزبائن وهي تكتب على لوحة المفاتيح وأضواء شاشات الحاسب تسطع على وجوه الزبائن مما يجعله يضطر للجلوس في المقهى لأوقات طويلة!! وانتقد الهاشم القيمة التكلفية للاتصال الرقميDSL والتي لا تناسب الطلاب وذوي (الدخل المحدود).
راحة نفسية؟!
وأكد عيسى المعيبد أن المغريات والمميزات الموجودة في المقاهي تجعل من المقهى أكثر من مجرد محل يقدم خدمة للإنترنت فقط فالاشتراكات المخفضة وسرعة الاتصال والاستشارات ووجود الأجهزة الحديثة والسريعة والوجبات المقدمة مما تجبر مرتاد المقهى من أن يتسمر على مقعده لأوقات طويلة حتى لو أن سعر الانترنت في البيت أخفض مما هو عليه الآن فالعامل الرئيس من وجهة نظره عامل نفسي بالدرجة الأولى ويشير المعيبد إلى المستقبل قائلاً: أنا شخصياً أنظر إلى المستقبل من أن التنافس سيزداد بين المقاهي إلى درجة من أن القيمة ستقل أكثر من الآن وستصل إلى أسعار زهيدة.
ولم يختلف الشاب علي الجابر عن بقية مرتادي المقاهي كثيراً فقال: أنا شخصيا أرتاد المقاهي ثلاثة أيام في الأسبوع وأقضي ثلاث ساعات في كل مرة وأنا على هذه الحال منذ وقت ليس بالقصير ولن أتوقع أن أجد أماكن استمتع بها بمدينة الرياض غير مقاهي الإنترنت فكل شيء متاح بها فأنا الذي أحدد الوقت وأطلب ما أشاء من مشروبات واستشارات فنية والتمتع بالخصوصية الكاملة، معترفاً أن الخدمات الجديدة في الاتصال بالإنترنت تشجع إلى حد ما إلى الانعزال عن المقهى لكن يبقى السعر الثابت والمشاكل الفنية هي الحائل من استخدامها بالشكل التام، فالواقع لا يوحي من أنها ستكون على أفضل حال على المدى القريب فمتى ما حصل ذلك سنبدأ بتفكير بها.
هروب من المنازل!!
وفي آخر المطاف ارتأينا أن نستطلع رأي أحد المختصين في مجال الإنترنت والمعلومات وهل كل ما يجري من تطورات وتقنيات جديدة على ساحة الإنترنت يعبر عن حالة صحية وأن المستقبل لن يكون مخيفاً على المقاهي فأجاب خبير الإنترنت وعضو هيئة التدريس بكلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الملك سعود الكاتب الدكتور عبد القادر الفنتوخ قائلاً:
لا شك أن خدمة الإنترنت الميسرة أو ما يسمى ب(الإيزي نت) تهدف إلى زيادة انتشار استخدام الإنترنت وارتفاع نسب استخدامها ليكون المجتمع ذا جاهزية لبرامج الحكومة الإلكترونية وغيرها من الخدمات الإلكترونية في المجالات الأخرى كالتعليم والتجارة وأضاف: ومن أوجه السهولة التي ظهرت للعيان للإنترنت الميسرة هو تساوي تكلفة الساعة بين مزودي الخدمة ومرونة التنقل بينهم للحصول على خدمات مضافة. كما أن المستخدم يدفع بعد الحصول على الخدمة وليس قبلها كما في نظام البطاقات فلا أظن أن الإنترنت الميسرة ستؤثر على مقاهي الإنترنت لأن الانترنت الميسرة تتطلب وجود جهاز حاسب وخط هاتف، ومن لديه هذان المتطلبان لن يمنعه من دخول الإنترنت وشراء بطاقة إنترنت ب عشرة ريالات مثلاً، وأن زبائن المقاهي بشكل عام هم من لا يملكون أجهزة حاسب أو يمنعون من استخدام الإنترنت في المنزل.
وأكد من أن الإنترنت الميسرة هي بالفعل تسهل عملية الاتصال بالإنترنت من قبل مستخدميها أكثر من كونها تجذب شرائح أخرى ما كان لهم أن يستخدموا الإنترنت. لهذا لا يعتقد أن يكون هناك تأثير ملحوظ على ارتياد مقاهي الإنترنت. وأضاف: فلو لم تتقاض شركة الاتصالات السعودية أية مبالغ على الساعة فلن يؤدي ذلك إلى زيادة ملحوظة في أعداد مستخدمي الإنترنت، بل سيؤدي ذلك إلى زيادة عدد الساعات التي يقضيها المراهقون في غرف الدردشة وما شابه ذلك. وإن ما يساعد على الانتشار الحقيقي للإنترنت هو بتقديم الخدمة الفعالة والمحتوى المناسب الذي لم نر أية بوادرمشجعة له. بل إن الاستثمارات في هذا المجال محدودة جدا. وقد تكشف الشهور القادمة بعد تكرار صدور فواتير الهاتف انزعاج بعض أولياء الأمور من هذه الخدمة نظراً لكثرة الاستخدام من قبل أفراد الأسرة من دون الخشية من انتهاء عدد الساعات كما في معظم البطاقات.
ففي السابق كان فرد الأسرة يتحمل جزءاً من تكلفة الإنترنت بشرائه للبطاقة الذي يشجعه على قطع الاتصال أو إنهاء ما لديه بأسرع وقت. أما بالإنترنت الميسرة فلا نستغرب قيام بعض المراهقين بترك الخط متصلا طوال الليل لإنزال فيلم أو ما شابهه من الملفات الكبيرة، فالفاتورة على رب الأسرة في هذه الحالة. لذا فالنقاشات والمناظرات سيحمي وطيسها في الأسر حول كثرة استخدام الإنترنت في المنزل. وإن من يزور بعض مقاهي الإنترنت يجد أن هناك حقيقة أزمة لابد من حلها فالخدمات رديئة كالبطء وسوء الأجهزة وعدم أهلية الأشخاص القائمين عليها حيث يقوم بعضهم بالمساعدة في الوصول للمواد الممنوعة.
بل إنك وحين تدخل بعض هذه المقاهي تشعر بتعفن المكان ولا تكاد ترى طريقك من كثرة التدخين، إذ لا وجود لاحترام غير المدخنين كما هو الحال في معظم المقاهي المعتادة أو المواقع الترفيهية الأخرى. إن ما أخشاه أن تكون مقاهي الإنترنت من أكبر أسباب إدمان المراهقين للتدخين. وتبقى الأيام هي الكفيلة في كشف الستار عن مستقبل الانترنت في المقاهي وهل ستبرهن المقاهي على سمعتها وعلى مكانتها بين الزبائن وتبقى المكان المفضل والمحبب لدى الجميع.
مشاهدات من التحقيق:
- اختلفت الآراء حول تأثير خدمات الاتصال الجديدة على مستقبل مقاهي الإنترنت.
- لا يزال الشباب يرتادون المقاهي بشكل كبير بالرغم من العروض المغرية لشراء الأجهزة وانخفاض أسعار تكلفة الاتصال.
- وجدنا المقاهي تتسابق لتقديم عروض مجانية لزبائنها من مشروبات وساعات إضافية.
- بعض المقاهي أصبحت ملاهي ليلية من ناحية الأضواء الخافتة ورفع صوت أغاني الفيديو الكليب، حتى في طريقة تقديم وعرض المشروبات العادية كأنها مشروبات كحولية بالرغم من شروط البلدية مما يؤكد وجود تجاوزات حقيقة وغض الطرف عن بعض المقاهي!!
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.