انتقد مختصون في صناعة الأسمنت أمس بيان شركة ارامكو السعودية حول التزامها باستمرارية مد 14 شركة أسمنت في المملكة بالوقود ، قائلين " البيان يدين ارامكو". وأضافوا أن ثلاث شركات فقط من أصل 14 شركة تعاني من نقص الوقود ، وهي شركة أسمنت الجنوب ونجران وينبع ، أما بقية الشركات فهي ملتزمة بالإنتاج حسب الاتفاقيات المحددة مع ارامكو السعودية لتوفير الوقود. اما مصدر في إحدى شركات الأسمنت بالمملكة فضل عدم ذكر اسمه معللاً عدم ذكر اسمه بأن علاقتهم مع ارامكو السعودية جيدة ، فقال ان الشركات التي تعاني من نقص الوقود هي ثلاث شركات على مستوى المملكة فقط . وجاء بيان شركة ارامكو السعودية أمس الأول كردة فعلية عكسية بعد أن دعت اللجنة الوطنية الفرعية لشركات الأسمنت في اجتماعها بالرياض مؤخراً ارامكو السعودية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بأسرع ما يمكن لتوفير الوقود لشركات الاسمنت تفادياً لاتساع دائرة أزمة نقص المعروض. وبينت ارامكو بأن الطاقة الإنتاجية السنوية لجميع شركات الاسمنت الأربع عشرة العاملة بالمملكة تبلغ ما يقارب الخمسين مليون طن في السنة، إلا أن معدل الإنتاج الفعلي للفترة من شهر (ابريل) من العام الماضي 2010م حتى شهر (مارس) من العام الحالي 2011م بلغ فقط اثنين وأربعين مليونا وثلاثمائة ألف طن سنويا، مما يمثل نقصاً في الطاقة الإنتاجية بمعدل يبلغ 16بالمائة. وانتقدت ارامكو الشركات التي لم تستغل جميع إمدادات الوقود المتوفرة لها لإنتاج خمسين مليون طن سنويا من الاسمنت، مؤكدة أن كميات الوقود المخصصة حاليا لشركات الاسمنت تكفي لزيادة الطاقة الإنتاجية من الاسمنت بما يزيد عن مستوى الإنتاج الحالي بحوالي 16بالمائة. واتهمت ارامكو السعودية بعض شركات الاسمنت بأنها لا تقوم بسحب الكميات المتعاقد عليها من الوقود رغم وجود طاقة إنتاجية فائضة لديها. وأكد الرئيس التنفيذي لشركة اسمنت نجران الدكتور احمد زقيل بان هناك نقصا في الوقود من جانب شركة ارامكو السعودية حيث لا زالت الشركة تمدنا بوقود مخصص لخط إنتاج واحد فقط دون إمداد خط الإنتاج الثاني بالوقود المخصص له مشيرا بان الشركة قدمت احتياجاتها من الوقود لخط الإنتاج الثاني في 2009 ولم يتعاقدوا مع الخط الثاني بسبب مطالبتهم بإكمال النقل البحري لجميع خطوط إنتاج الشركة وبعد أن تكلفت شركة اسمنت نجران مئات الملايين لتنفيذ متطلبات شركة ارامكو السعودية بخصوص تحويل نقليات الوقود إلى الشركة عبر النقل البحري والذي يبدأ من ميناء ينبع إلى جيزان ومن ثم النقل البري عبر جبال عسير إلى نجران جاء وقف إمداد الخطين بالوقود بداية عام 2011 والذي قل خلاله إمداد المصنع بالوقود الكافي لخطي الإنتاج بسبب مطالبة شركة ارامكو السعودية بإمداد يخص خط الإنتاج الأول حسب العقد المبرم المتفق مع المصنع مما اضطر الشركة إلى السحب من المخزون الاستراتيجي للشركة من الكلينكر ما مقداره 300 ألف طن وذلك عبر طحنه لتلبية الطلب كون اعتماد المطاحن على محطات توليد الكهرباء وذلك للمحافظة على مواعيد التسليمات وبعد ضغوط من وزارة التجارة للإيفاء بطلبات المنطقة الغربية تحسبا إلى عدم ارتفاع الأسعار عند وجود نقص في الاسمنت. وبين الدكتور زقيل بان شركة اسمنت نجران بالرغم من نقص الوقود وتشغيل خطين من الإنتاج بكمية وقود تكفي لخط إنتاج واحد يأتي رغبة منها في المحافظة على مواعيد تسليم الكميات المتعاقدة عليها خاصة في المنطقة الغربية والذي يخصص المصنع منه 4 آلاف طن يوميا . وطالب الدكتور زقيل شركة ارامكوا بإبرام عقد بين الشركة والمصنع فيما يخص خط الإنتاج الثاني وذلك لعدم تأثر السوق المحلي بأي نقص قد يواجهه . أما رئيس شركة الجنوب للأسمنت سفر الظفير اكتفى بقوله " صدر بيان عن اللجنة الوطنية الفرعية لشركات الأسمنت الأسبوع الماضي ونكتفي بذلك" .
