مخيمر حولني من النهضة للاتفاق والزياني أبعدني عن الشباب!! يعد مدافع الاتفاق عبدالله صالح أحد أهم نجوم الكرة السعودية ونادي الاتفاق الذين برزوا في منطقة الظهير الأيمن، وتمكن خلال مشواره الطويل من تسجيل اسمه بثبات في القائمة (الخضراء)، ساهمت سرعة بديهة اللاعب وحرصه على تطوير ذاته في التكيف السريع مع فريقه والنجاح التام حين وضعت الثقة فيه ضمن نجوم المنتخب؛ فلم يكن لاعبا تقليديا يؤدي واجبات الظهير الدفاعية فحسب؛ بل كان صانع ألعاب مميزا وضع المهاجمين كثيرا أمام مرمى الخصوم، بل إن أول مشاركة دولية له شهدت صناعته لهدف ماجد عبدالله التاريخي في إنجلترا، ولأن عبدالله صالح كان وفيا مع ناديه ومنتخب بلاده فقد استحق أن يقابله الاتفاقيون بالوفاء والتكريم اللائق بمشوار أحد أهم نجوم المنتخب الوطني في مونديال كأس العالم بأميركا 94م. * ماذا تود أن تقوله قبل الرحيل؟. - مهما تحدثت سأظل مدينا للنادي وإدارته الموقرة، لأنني أرى تعب السنين يمر أمامي في لحظة التكريم، ورجال الاتفاق من المحال أن ينسو أبناءهم المخلصين، هكذا أستطيع إيجاز المشهد؛ فقصة التكريم بدأت فكرتها منذ زمن لكنها اليوم ترى النور بفضل الله ثم اهتمام عبدالعزيز الدوسري وفيصل الشهيل ومحمد المسحل وبقية أعضاء اللجنة الذين وقفوا معي وقدموا كافة التسهيلات لإنجاح حفل الاعتزال. لا توجد شروط * بكل صراحة ماهي الشروط التي تم الاتفاق عليها بينك واللجنة المنظمة لحفل الاعتزال؟. - بأمانة لا توجد بيني وبين اللجنة أي شروط، والاتفاق الذي تم بين الإخوان ويشكرون عليه هو تكفلهم بجميع نفقات الحفل والتنازل لي عن باقي المداخيل كالنقل التلفزيوني ودخل الجماهير إلى جانب بقية التبرعات والإعلانات الخاصة بالمهرجان، وأعتقد أن ذلك خطوة جميلة وجزاهم الله ألف خير على هذا العمل، لم أطلب أي مبلغ مادي لكنهم رجال مواقف فهم من قرروا ذلك حتى تكون العملية منظمة وواضحة واستفدنا من المهرجانات السابقة لبعض النجوم. * وماذا تقول للجماهير التي بادلتك الحب في هذا اليوم؟. - بكل تأكيد اليوم انتهى وقت الكلام وليس عندي ما أقوله لهم غير أني أدعوهم للحضور والمشاركة في الوادع الأخير، لنرسم لوحة جميلة نكتب فيها أجمل قصص الوفاء، والجمهور السعودي لا يحتاج إلى دعوة وأنا متأكد من حضورهم إلى جانب جمهور الاتفاق. دخل المهرجان آخر اهتمامي ووفاء رجال النادي شمل كل النجوم المخيمر ونادي النهضة * لنسترجع شريط الذكريات؛ كيف كانت بدايتك الرياضية؟ - اللحظة الأخيرة هي من حولتني إلى الاتفاق والأصل أنني كنت قريبا من اللعب لنادي النهضة؛ إذ طلب مني مشجع نهضاوي التسجيل في النهضة نظرا لفرصتي الكبيرة بالوصول للفريق الأول التي لن أجدها بالسرعة ذاتها في الاتفاق، وبينما كنت أستعد للذهاب للنهضة حضر إلى بيتنا لاعب الاتفاق حمادة المخيمر بنية أخذ أخي الأكبر معه والذهاب إلى التدريبات، وشاء الله أن لا يكون أخي موجودا فطلب مني المخيمر مرافقته والتدريب هناك، وبعد إصرار كبير وافقت وتدربت مع الاتفاق في ملعب الراكة مع المدرب المصري محمد السني وهو من اكتشفني وتنبأ لي بمستقبل زاهر ومنها أصبحت اتفاقيا وكان ذلك في عام 1982م. الزياني وراء تألقي * ما قصة تمثيلك فريق درجة الشباب نصف موسم فقط ثم انتقلت للفريق الأول؟. - هذه الرواية صحيحة فلم يدم وجودي مع شباب النادي لأكثر من نصف موسم، وكانت حاجة الفريق الأول في أحد التدريبات لظهير أيمن نظرا لتواجد المدافع سامي جاسم مع المنتخب الأول وراء طلب المدرب خليل الزياني من مدرب فريق الشباب المدافع أيمن فاختارني، وعندما طلب مني اللعب ظهيرا أوضحت له أنني قلب دفاع وأكد أنني سألعب ظهيرا وبعد مشاركتي في أول تدريب تحت إشرافه اختارني ظهيرا أيمن في مباراة الوحدة التي تألقت فيها وفزنا 5-1 وكان الزياني قد اصطحبني بنفسه من بيتي وهي لحظة تاريخية لن أنساها أبدا، ومن تلك المباراة أصبحت لاعبا أساسيا في الفريق الأول في عصر النجوم. * كيف كان شعورك قبل أول مباراة؟ - كنت خائفا وطيلة الليل أفكر كيف سألعب وأواجه الجماهير، غير أن المدرب خليل الزياني أثناء طريقنا إلى المطار أوصاني بكلمات كانت وقود الانطلاقة؛ إذ زرع فيني الثقة وحذرني من الخوف والارتباك وأشاد بإمكانياتي وأتذكر كلامه إلى الآن جيدا عندما قال: "شارك مع الفريق الأول وكأنك تلعب معه منذ 10 سنوات" وقد اجتزت التجربة بنجاح باهر وهزمنا الوحدة وكانت المباراة نقطة انطلاقي نحو النجومية والتشكيل الأساسي ومهدت طريقي إلى المنتخب السعودي الأول. المونديال الأبرز * أنت أحد نجوم المنتخب في مونديال 94 كيف تصف هذه المشاركة التاريخية؟. - المشاركة بكأس العالم حلم كل لاعب، غير أن هذا الحلم عشته واقعا غير مصدق؛ فبعد أن كنت أتابع المباريات عبر الشاشة اليوم احد اللاعبين الذين يشاهدهم الملايين وكانت أجمل لحظاتي الرياضية وفيها معطيات كبيرة، ويكفي أن يقال بأن عبد الله صالح كان من بين الكوكبة التي مثلت السعودية في كأس العالم بأمريكا فهو تميز لا مثيل له لاسيما وأنها هي المشاركة الأولى للمنتخب السعودي في ذلك المحفل العالمي، و سيبقى المونديال الحدث الأبرز والأهم في مسيرتي الكروية والحياتية دون جدال فتخيل أنك تلعب مع هولندا وتفوز على المغرب وبلجيكا وتلعب مباراة العمر أمام منتخب السويد وتخرج أمامه بشرف وتنال رضا كل المراقبين العالميين. * هل كان اختيار الزمالك لحضور المهرجان قرارك أو قرار اللجنة المنظمة؟ - القرار كان مشتركا نظرا لمكانة الزمالك وجماهيريته، وهنا أحب أن أشكر إدارة الزمالك برئاسة المستشار جلال إبراهيم والمدرب حسام حسن على موافقتهم وحضورهم للمشاركة وهذا يؤكد متانة العلاقة بين الأندية المصرية والسعودية. نجوم لا تنسى * مَن مِن النجوم لا تزال تتذكرهم؟. - النجوم الذين أعتز بهم كثيرون وقد لعبت إلى جوارهم ومثلنا تفاهما كبيرا، ويبقى القائد صالح النعيمة من اللاعبين الذين أدين لهم بالفضل فقد نصحني ووجهني وكان حريصا على تألقي، ولم يكن في السابق هناك خصام أو تشاجر وكل تفكيرنا ينصب حول العطاء في الملعب وتحقيق الفوز لإسعاد الجماهير، كما أعتز بكلام النجم الكبير ماجد عبدالله الذي كان متميزا في الملعب وخارجه ويكفي أنه كان يفهمني بالإشارة في الكرات العكسية، وحتى لا أهضم حق البقية جميع المجموعة التي لعبت معها في المنتخب عام88 وحتى 94 تربطني بهم علاقة وطيدة وتعاون دائم كانت علامة مميزة على أداء المنتخب. * ماذا قدمت لك الكرة وماذا أخذت منك؟. - كرة القدم أعطتني الكثير، ويكفي أنها عرفتني على الناس وحب الملايين، والأهم أنها أكسبتني حبهم وعشقهم فترك ذلك اهتماما خاصا لدى كل من أقابلهم في مختلف الأماكن، ولكنها أخذتني عن أسرتي وسرقت وقتي من خلال المعسكرات بين النادي والمنتخب. مع الزياني وبينهما درع الدوري مشاركتي الأولى صنعت هدف ماجد * وماذا عن المنتخب ومن المدرب الذي اختارك لأول مرة؟. - انضمامي للمنتخب كان في عام 1988م عندما اختارني المدرب البرازيلي كارلوس البرتو، بعد بروزي مع الاتفاق وكانت أول مباراة رسمية لي مع المنتخب ضد منتخب إنجلترا العريق في مباراة تجريبية دولية احتضنها استاد الملك فهد الدولي بالرياض، وانتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 وقد صنعت هدف المنتخب بعد أن مررت الكرة لماجد عبدالله ولعبها داخل الشباك الإنجليزية، وكتبت تلك اللحظة تواجدي أساسيا مع المنتخب إلى جانب الحارس عبدالله الدعيع وصالح النعيمة وأحمد جميل و محمد عبدالجواد ويوسف الثنيان وفهد المصيبيح و ماجد عبدالله و يوسف خميس ومحيسن الجمعان، وقد حققنا كأس آسيا بالدوحة 88م كامتداد طبيعي لإنجاز 84م.
