عبد العزيز بن سلمان: دعمنا العالم لاقتصاد الكربون بفترة وجيزة    أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة    أمير منطقة تبوك يدشن فعاليات أسبوع البيئة بالمنطقة    الجاسر: أحداث البحر الأحمر لم تُعق الإمدادات.. وتدفق السلع مُرضٍ جداً    شراكة عالمية لجمع 500 مليون دولار لمبادراتٍ في مجال التعليم    اتفاقية لإنشاء "مركز مستقبل الفضاء" بالمملكة    أخبار سارة في تدريبات الهلال قبل الكلاسيكو    الاعلان عن الأفضل في دوري روشن في أبريل    وزير الخارجية ونظيره العماني يستعرضان العلاقات الثنائية    تطور جديد في ملف انضمام صلاح ل"روشن"    نصف نهائي "أغلى الكؤوس".. ظروف متباينة وطموح واحد    «سلمان العالمي» يُطلق أوَّلَ مركز ذكاء اصطناعي لمعالجة اللغة العربية    الكلية التقنية للبنات بجدة تطلق هاكاثون تكنلوجيا الأزياء.    أمير المدينة يستقبل سفير إندونيسيا لدى المملكة    حرب غزة تهيمن على حوارات منتدى الرياض    أمير الرياض يعتمد ترقية 238 موظفاً من منسوبي الإمارة    زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق تايوان    النيابة العامة: التستر وغسل الأموال يطيح بوافد و3 مواطنين لإخفائهم 200 مليون ريال    توقيع مذكرتي تفاهم لتعزيز استدامة إدارة النفايات وتشجيع المبادرات التوعوية    أمير المدينة يدشن مهرجان الثقافات والشعوب بالجامعة الإسلامية    القبض على 8 أشخاص لقيامهم بالسرقة وسلب المارة تحت تهديد السلاح    "جائزة الأميرة صيتة" تُعلن أسماء الفائزين بجائزة المواطنة المسؤولة    سياسيان ل«عكاظ»: السعودية تطوع علاقاتها السياسية لخدمة القضية الفلسطينية    افتتاح الملتقى السنوي الثاني للأطباء السعوديين في إيرلندا    أمطار مصحوبة بعدد من الظواهر الجوية على جميع مناطق المملكة    «مطار الملك خالد»: انحراف طائرة قادمة من الدوحة عن المدرج الرئيسي أثناء هبوطها    وزيرا الإعلام والعمل الأرميني يبحثان التعاون المشترك    اللجنة الوزارية العربية تبحث تنفيذ حل الدولتين    دولة ملهمة    نائب أمير مكة يطلع على تمويلات التنمية الاجتماعية    فيصل بن بندر يؤدي الصلاة على عبدالرحمن بن معمر ويستقبل مجلس جمعية كبار السن    اللواء الزهراني يحتفل بزفاف نجله صلاح الدين    استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    منصور يحتفل بزواجه في الدمام    منتدى الرياض يناقش الاستدامة.. السعودية تتفوق في الأمن المائي رغم الندرة    رابطة العالم الإسلامي تُعرِب عن بالغ قلقها جرّاء تصاعد التوترات العسكرية في شمال دارفور    الفيحاء يتوّج بدوري الدرجة الأولى للشباب    الأهلي بطلاً لكأس بطولة الغطس للأندية    ديوانية الراجحي الثقافيه تستعرض التراث العريق للمملكة    النقد وعصبية المسؤول    مهنة مستباحة    فئران ذكية مثل البشر    إستشاري يدعو للتفاعل مع حملة «التطعيم التنفسي»    جامعة «نورة» تفتتح منافسات الدورة الرياضية لطالبات الجامعات الخليجية    منجزات البلدية خلال الربع الأول بحاضرة الدمام    اكتمال جاهزية كانتي.. وبنزيما انتظار    المصاعد تقصر العمر والسلالم بديلا أفضل    سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    صحن طائر بسماء نيويورك    أول صورة للحطام الفضائي في العالم    ذكاء اصطناعي يتنبأ بخصائص النبات    تطبيق علمي لعبارة أنا وأنت واحد    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    المسلسل    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في الجامعات السعودية الخطط الاستراتيجيّة.. تحدٍ مستقبلي؟ أم وهم الشفافيّة؟
جامعة الملك سعود استراتيجياً 2030م.. تنافس أكاديمي نحو اقتصاد المعرفة.. والجامعات السعودية بين ضبابية الرؤية وميزانيات خرافيّة
نشر في الرياض يوم 02 - 05 - 2011

لم تعد المؤسسات والمنظمات تعيش بمعزل عن العالم، فالعولمة تتسم بسرعة التغير، وما أفرزته من تحديات محلية وعالمية لعل من أهمها الانفجار المعرفي والتطور التكنولوجي وثورة المعلومات، ولكي تواكب المنظمات هذه المتغيرات فإن عليها أن تدرك أن الأخذ بالتخطيط هو سبيله لمواجهة تلك التحديات، إذ يعد التخطيط بمعناه الشامل ضرورة إنسانية حتمية لمجابهة المشكلات ومواجهة التحديات الحالية والمستقبلية عن طريق وضع استراتيجيات محددة للتعامل مع الأحداث وتحقيق المرونة في التعامل مع المتغيرات المتسارعة في مجالات الحياة المختلفة.
د. العثمان: الواقع الجديد للتعليم العالي في المملكة يستدعي أن تتبنى الجامعات استراتيجيات مستقبلية
التخطيط الاستراتيجي:
يعد مفهوم التخطيط الاستراتيجي من أهم المفاهيم الإدارية التي لاقت انتشارا في السنوات الأخيرة، إيمانا بدوره وأهميته وضرورته في تحقيق النجاح للمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والتدريبية، ذلك لأن جوهره يدور حول الإجابة عن عدة تساؤلات أهمها أين نحن؟ وإلى أين نريد أن نصل بنهاية فترة زمنية محددة؟ وما الموارد المخصصة إلى حيث نريد أن نكون؟ وكيف نصل إلى حيث نريد؟ ومتى يتم الإنجاز؟ من سيكون المسؤول؟ عن التنفيذ، والإشراف والمتابعة والتقويم، مسؤولية من اتخاذ القرارات؟ وما هو تأثير الموارد البشرية لتحقيق أهداف الخطط الاستراتيجية؟ ما هي قاعدة البيانات المطلوبة لقياس التقدم؟ وذلك بهدف التكيف مع المتغيرات في بيئة المنظمات من خلال حسن توظيف الموارد واستكشاف الفرص والتحديات وتحديد عوامل القوة والضعف بالمنظمات.
ويعتبر التخطيط إحدى وظائف الإدارة في المؤسسات الحديثة، ويعتبر عنصرا أساسيا من عناصرها، فهو عملية منظمة تعتمد على الأسلوب العلمي في الدراسة والبحث عن طريق التفاعل الحقيقي مع مشكلات المجتمع، والقياس الواقعي لاحتياجاته والحصر الدقيق لموارده وإمكانياته، والعمل على إعداد إطار عام لخطة واقعية قابلة للتنفيذ، لمقابلة احتياجات المجتمع حسب أولوياتها وفي ضوء الإمكانات المتاحة لتحقيق أهداف التنمية الشاملة.
د. آل الشيخ: التخطيط المرحلي قصير الأمد والمتبع حالياً في كثير من الجهات أصبح غير مجدٍ
الجامعات السعودية:
وفي ظل الثورة التنموية في المملكة، والاهتمام رفيع المستوى خلال السنوات الماضية بجودة التعليم العالي والميزانية الهائلة التي خصصت، لمسنا واقع التأثير من مؤسسات التعليم العالي، ونقلاتهم النوعية، ومشاريعهم التي أثارت انتباه الجميع من شمال المملكة حتى جنوبها ومن شرقها لغربها، في نظرة تفاؤلية لمستقبل التعليم العالي والاقتصاد المعرفي في المملكة.
وأكد مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان أن الواقع الجديد للتعليم العالي في المملكة يستدعي أن تتبنى الجامعة استراتيجيات مستقبلية تدفعها لتحقيق كل الطموحات المنشودة، ومن هذا المنطلق تعد الخطة الاستراتيجية لجامعة الملك سعود خارطة طريقها بما يحقق الريادة العالمية، لذا فإن الخطة الاستراتيجية للجامعة تسعى إلى إعداد خطة شاملة ومتكاملة لتحقيق ريادة الجامعة في العملية التعليمية والبحث العلمي وخدمة المجتمع بالشكل الذي يجعلها في طليعة الجامعات التي تتبنى اقتصاديات المعرفة والاستثمار في العقل البشري، وكذلك تبني شراكات مجتمعية وعالمية تحقق من خلالها الرؤى والتطلعات المستقبلية التي تقود إلى الإبداع والتميز.
د.صالح القحطاني
د. محمد القحطاني: تحمل المسؤولية من الجميع ليكون للمشروع قاعدة عريضة وبعد بشري وزمني
وهنا يؤكد الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ وكيل الجامعة للتطوير والجودة أن التخطيط الاستراتيجي ركن أساسي لا غنى عنه ولا سيما مع تعاظم تحديات العصر التي يواجهها القطاع العام والخاص على حد سواء، فالتخطيط المرحلي قصير الأمد والمتبع حاليا في كثير من الجهات أصبح غير مجد بدون رؤية استراتيجية على المدى الطويل، والتعليم العالي بالأخص الجامعات الكبرى يجدر بها قبل سواها تبني استراتيجية بعيدة المدى، وقد كانت جامعة الملك سعود سباقة إلى هذا من خلال مشروع الخطة الاستراتيجية للجامعة 2030م، وهي التي نعول عليها في تحقيق الطموحات المتعددة في بناء مجتمع المعرفة والتميز والإبداع والجودة بأقل الجهد وأقصر الطرق وأقل التكاليف وتحقيق الكثير في وقت وجيز، وقد أفضت المتابعة الدقيقة والتوجيه المستمر من مدير الجامعة لهذا المشروع إلى الانتهاء من المرحلة الأولى وهي إعداد الخطة والبدء في مشروع تنفيذ الخطة، لذا فالجامعة في حاجة لتضافر الجهود والتعاون لتحقيق مسيرتها نحو الريادة العالمية.
الخطة الاستراتيجية وعصر الاقتصاد المعرفي:
كان النفط هو المحرك الواضح للاقتصاد في المملكة في العقود الماضية، حيث يعد مصدراً وفيراً للثروة بالنسبة لها، وقد حقق ذلك ارتفاعا ملموساً في مستوى المعيشة، ودعم بشكل كبير إقامة المشاريع التعليمية المختلفة، ومن هنا تكمن الحاجة في نقل الاقتصاد من باطن الأرض إلى أعماق العقول، حيث تستثمر العقول بالعلم والمعرفة، فإن ذلك يؤكد دور العلم والمعرفة في استحداث روافد اقتصادية جديدة، فيما بات يعرف بالمدن الاقتصادية الست بالمملكة (التي ترتكز في المقام الأول على الصناعات المعرفية بغية توفير ما يزيد عن 1,3 مليون وظيفة للمملكة) والتي بادرت بها جامعة الملك سعود من تقديم خريجين ذوي إمكانيات قادرة على تنفيذ الخطط المنشودة للصناعات القائمة على المعرفة في المملكة، ولن يتأتى ذلك إلا عن طرق وضع خطة استراتيجية تراعي طموحات المملكة وواقعها أيضا في مرونة مستمرة تضمن تخطي أية صعوبات للوصول للأهداف المنشودة.
د.صالح القحطاني
أ. ياسر الربيعان: الجامعات العريقة في بريطانيا وأمريكا حققت التنافس عالمياً بالتخطيط الاستراتيجي
دواعي الحاجة للخطة الاستراتيجية:
مر التعليم العالي بالمملكة بمراحل عدة تبنت فيها الجامعات استراتيجيات مؤقتة كان من أهم أولوياتها استيعاب خريجي الثانوية، ومن ثم كان القبول أهم أولويات الجامعات السعودية ومن بينها جامعة الملك سعود، وما يترتب على ذلك من توفير المقاعد الدراسية الكافية وأعضاء هيئة التدريس المناسبين، ومع ازدياد عدد الجامعات الحكومية والأهلية إضافة للبرنامج الطموح برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث كل ذلك فتح المجال واسعاً للجامعات في رسم استراتيجيات تنافسية تقود نحو مصاف عالمية في ظل المنافسة العالمية على الاستثمار في أغلى الثروات وهو العنصر البشري من خلال استقطاب واستثمار الكفاءات العالمية المتميزة من الباحثين وأعضاء هيئة التدريس والكفاءات الوظيفية.
وهناك العديد من الاتجاهات الخارجية التي تواجه جامعة الملك سعود مثلاً والتي جعلت من الخطة الاستراتيجية حقا خارطة الطريق نحو العالمية نذكر منها، نتائج المدارس السعودية: والتي تشير إلى انخفاض مستوى الطلاب من حيث اكتساب المهارات بالمدارس السعودية مما كان له تأثيره الملموس على طبيعة المقررات الجامعية كماً وكيفاً، حيث تحملت جامعات المملكة كلها أعباء ثقالا في سبيل الارتقاء بمهارات الطلاب الملتحقين بالجامعة في مجالات الرياضيات والعلوم إلى المستوى المناسب للوسط الجامعي، كذلك الواقع السكاني واحتياجات سوق العمل: حيث كشفت الإحصائيات العلمية أن ما يزيد عن 40% من المواطنين تقل أعمارهم عن خمسة عشر عاماً، مما يعني ضرورة حصول قطاع التعليم العالي بالمملكة على القدرات المناسبة وأسباب الجودة اللازمة لتلبية احتياجات هذه الشريحة المجتمعية المتزايدة، خاصة وأن استبيانات سوق العمل توصلت إلى أن 30% من الشباب السعودي (بين 22-30 عاماً) بدون عمل ومنهم الكثيرون الذين يفتقرون المهارة المطلوبة في سوق العمل، إضافة للتغيرات الكبيرة في قطاع التعليم العالي بالمملكة: حيث الاهتمام المتزايد لقيادة حكومة المملكة بالتعليم ومما يدل على ذلك رصد ميزانيات ضخمة لقطاع التعليم، والتوسع في الجامعات الحالية وإنشاء جامعات جديدة، حيث بلغ إجمالي الجامعات (23) جامعة حكومية وأهلية تتولي أعباء التدريس للشباب السعودي، كما أدى وفود جامعات عالمية لدول الخليج إلى توسيع قواعدها الطلابية وهيئات التدريس بها واستحداث جداول أعمال وخططاً عالمية على مستوى التعليم والبحث، وتأتي رغبة المملكة في التحول إلى اقتصاد المعرفة محوراً هاماً من محاور هذه الاتجاهات، فإن كان النفط هو المحرك الواضح للنمو الاقتصادي الآن، فإن القيادة الوطنية للبلاد قد سجلت بوضوح أهمية إيجاد
صناعات قائمة على المعارف ضماناً لمستقبل المملكة.
د. سالم القحطاني: الخطة الاستراتيجية للجامعة 2030م خطة شاملة ومتكاملة لتحقيق ريادة الجامعة
ويرى الدكتور العثمان أن الخطة الاستراتيجية للجامعة يجب أن تتسم بالمرونة والواقعية وتحقق كل الطموحات، وأن تصبح الجامعة مكاناً جاذباً للعمل والدراسة، وأن تكون جامعة رقمية تلعب دوراً محورياً في العشرين سنة القادمة في تحقيق الريادة في إنتاج وتوليد المعرفة، ويكون خريجها قادرا على خلق فرصة عمل داعمة للاقتصاد الوطني، حيث تتوقع الجامعة من الخطة الاستراتيجية أن تسهم في تحسين الكفاءة الداخلية للجامعة، وتحقيق جودة مخرجاتها، وبناء بيئة جاذبة للكفاءات المتميزة، وتحقيق متطلبات التقويم والاعتماد على المستويين المحلي والعالمي، وتعزيز الشراكة بين الجامعة وقطاعات المجتمع المختلفة.
ويقول الدكتور صالح القحطاني وكيل جامعة الخرج للشئون التعليمية والأكاديمية إن التخطيط الاستراتيجي أحد الأسس المهمة لبناء الجامعات الحديثة وتطويرها، لذا فقد وضعت جامعة الخرج مشروع الخطة الاستراتيجية على رأس قائمة أولوياتها، إذ يُعد هذا المشروع أحد المشاريع التطويرية التي يُنتظر منها تقديم «وثيقة» تحدد رؤية واضحة لمعالم مستقبل الجامعة وأهدافها، واستراتيجيات العمل لبلوغ هذه الأهداف، حيث تمثل دليلاً إرشادياً للإنجازات المستقبلية للجامعة، وفي الوقت ذاته يستهدف العمل على تحقيق جملة من الأهداف في آن واحد، وبشكل متكامل.
أما حنين المصلح الطالبة بقسم الاقتصاد والإدارة بجامعة القصيم تعتقد أن الخطة الاستراتيجية هدفها الرقي التعليمي، وهذا ما يحدث في الجامعات السعودية خصوصا في وقتنا الراهن، اما بالنسبة للمصلحة التي نستقطبها نحن الطلاب من تلك الخطة فهي وبلا شك تعود علينا بالفائدة، لكننا عندما نكون بصدد الحديث عن حجم الفائدة فإننا غالبا ما نجد ضآلة في حجم المحصلة النفعية منها، نظرا لأنها تأخذ فترة ليست بهينة حيث تستنفد 10 سنوات من العمر التعليمي واهدافها تتحقق في الاجل الطويل لذلك نجد ان نسبة النمو تتمثل بالفعل لكنها ببطء شديد، وبنقاط تكاد لا تذكر او تسجل تحت مسمى نهضة تعليمية، يتضح ذلك عند مقارنتها مع بعض الجامعات التي خططها السنوية تتشابه مع خططنا الاستراتيجية من حيث الاهمية.
ويرى طالب الدراسات العليا في مجال الإدارة ياسر بن حمود الربيعان أن التخطيط الاستراتيجي يساعد على استشراف المستقبل وتحفيز كل الطاقات والإمكانيات لتحقيق اهدافها بعيدة المدى، واعتقد ان شفافية الجامعات واشراكهم لكافة منسوبيها سيسهم في تحقيق الأهداف والتعرف على عناصر الانحراف خطوة بخطوة.
ويرى الدكتور محمد القحطاني عميد تقنية المعلومات والتعليم الإلكتروني بجامعة الخرج أن الخطط الاستراتيجية لها تأثير ايجابي ومهم في تحديد توجهات واولويات ومبادرات ومشاريع الجامعة، وقال ان الكل مسؤول من كبار القيادات الادارية والأكاديمية الى صغار موظفي الخدمات والعقود في تأسيس استراتيجية الجامعة وتحقيق أهدافها ومن الملائم إشراك الجميع في تحمل المسؤولية ليكون للمشروع قاعدة عريضة وبعد بشري وزمني.
د. صالح القحطاني: خطتنا «وثيقة» تحدد رؤية واضحة لمعالم مستقبل الجامعة وأهدافها
أما طالب الدراسات العليا ياسر الربيعان بيّن ان الخطط الاستراتيجية كان لها أثر بالغ في دول العالم المتقدم والجامعات العريقة في بريطانيا وأمريكا، مما حقق لهم سبق التنافس في جامعات العالم أجمع.
وتذكر الطالبة حنين المصلح من جامعة القصيم أن التخطيط الاستراتيجي يساهم في رسم الاهداف ومتابعتها والتعرف على انحرافات تنفيذ الخطة ومدلولات فشلها فتقول إن فشل الجامعة في تنفيذ خطتها دليل على سوء في ادارة تلك الخطة، اضافة الى انه قد يكون هناك عدم التزام وخلل في تطبيق تلك الاستراتيجية قبل اعضاء هيئة التدريس وضعف الرقابة على مسار تلك الاستراتيجية، وهذا ما يؤدي الى ان تبوء تلك الخطة بالفشل الجزئي غير المرغوب.
إعداد الخطة الاستراتيجية
وعن احترافية مراحل إعداد الخطة الاستراتيجية ذكر الدكتور سالم بن سعيد القحطاني عميد عمادة التطوير ورئيس فريق عمل الخطة الاستراتيجية أن عملية التخطيط صممت لتكون قائمة على التعاون في المقام الأول، وأن الفريق يعمل على إعداد الخطة الاستراتيجية للجامعة مراعياً ثلاث مراحل تبدأ بمرحلة تحليل الأداء الحالي فيما يخص التطلعات وأفضل الممارسات ثم مرحلة وضع الخطة الاستراتيجية وتختتم بمرحلة تنفيذ الخطة الاستراتيجية، لأن الشراكة الفعلية في بناء مستقبل الجامعة تبدأ بالشراكة الحقيقية في مرحلة تحليل الوضع الراهن، من خلال المقابلات الشخصية وورش العمل على عدد من المستهدفين من مختلف مستويات المجتمع وفئاته، كما يجب ان يقابل الفريق العديد من متخذي القرار على مستوى الدولة وعلى مستوى القطاع العام والخاص، وكذلك على مستوى خريجي وطلاب الجامعة.
وقد توصل فريق العمل بجامعة الملك سعود بدعم من قيادات الجامعة التي رعت المشروع ومنحته الوقت اللازم وكذلك مساهمة المجتمع إلى رؤية جامعة الملك سعود حتى 2030م وهي الريادة العالمية والتميز في بناء مجتمع المعرفة، وذلك في ظل الرسالة التي أنشئت من أجلها الجامعة، كما تبنت الخطة تسعة أهداف استراتيجية لردم الفجوة بين الوضع الراهن والوضع المرغوب الوصول إليه بحلول عام 2030م، وهي الريادة العالمية والتميز في بناء مجتمع المعرفة.
تجربة الملك سعود 2030
اتخذ مشروع الخطة الاستراتيجية بجامعة الملك سعود اهتماماً بالغاً من قياديي الجامعة ووضع شعاره من شعار الجامعة ومن رؤية الجامعة المستقبلية المنشودة وهي «نحو العالمية 2030م»، كما ذكر الأستاذ الدكتور سالم بن سعيد القحطاني رئيس فريق الخطة الاستراتيجية بجامعة الملك سعود حيث تهتم الخطة الاستراتيجية بجميع فئات المجتمع النوعي والمحلي، ويخاطب مشروع الخطة الاستراتيجية الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين بالجامعة وكافة مؤسسات المجتمع من خلال الحرص على تحقيق الشراكة المجتمعية المتميزة، والتي تصب في خدمة الوطن من خلال خدمة مؤسساته التعليمية والإنتاجية، حيث اهتم المشروع بتكوين بيئة تعليمية رائدة وعالمية تخدم جميع المستفيدين من الجامعة محلياً وعربياً وعالمياً عن طريق تحديد رؤيته (الريادة العالمية والتميز في بناء مجتمع المعرفة) ورسالته المتمثلة في تقديم تعليم مميز، وإنتاج بحوث إبداعية تخدم المجتمع، وتسهم في بناء اقتصاد المعرفة من خلال إيجاد بيئة محفزة للتعلم والإبداع الفكري والتوظيف الأمثل للتقنية والشراكة المحلية والعالمية الفاعلة.
وبين الدكتور سالم القحطاني أن مشروع الخطة الاستراتيجية لجامعة الملك سعود حرص على تحديد قيم سامية يسعى حثيثاً في تحقيقها للوصول للريادة العالمية، وهي الجودة والتميز والقيادة والعمل بروح الفريق والحرية والعدالة والنزاهة والشفافية والمساءلة والتعلم المستمر.
وأكد أن الجامعة تلتزم التزاماً راسخاً بعرض فكرها على المجتمع والعلماء لقياس مقدار إسهاماتها في المعرفة العالمية، ويلتزم جميع أعضاء مجتمع الجامعة باحترام قيمها في جميع الأنشطة العلمية والدراسية إيماناً بمبدأ الشفافية.
وحرصت جامعة الملك سعود على تحقيق استراتيجيتها من خلال أهدافها المرصودة والمعلنة، حيث حدد مشروع الخطة الاستراتيجية للجامعة تسعة أهداف وهي الإجادة في جميع المجالات والتميز في مجالات محددة وتوفير وتأسيس أعضاء هيئة تدريس متميزين والحرص على الكيف وليس الكم من خلال تقليل أعداد طلاب الجامعة وزيادة أعداد طلاب الدراسات العليا وتشديد متطلبات الالتحاق وتعزيز قدرات الخريجين عن طريق تمكين طلبة الجامعة من اكتساب المهارات الفكرية والمهنية أثناء حياتهم الأكاديمية وبناء جسور التواصل داخل الجامعة وخارجها مع الجهات والشركات والمجموعات المحلية والعالمية وتوفير بيئة تعليمية داعمة والسعي الحثيث لمستقبل مالي مستدام عن طريق بناء أوقاف الجامعة وتنويع موارد التمويل والمرونة والمساءلة واخيراً بناء تنظيم إداري داعم عن طريق إنشاء هيكل إداري قادر على دعم أهداف الجامعة، كما بينها الدكتور سالم القحطاني.
تجربة جامعة الخرج 2020
بين الدكتور صالح القحطاني وكيل جامعة الخرج للشئون التعليمية والأكاديمية أن العمل في مشروع الخطة الاستراتيجية لجامعة الخرج يتضمن بشكل عام تحديد رؤية الجامعة، ورسالتها، وأهدافها الاستراتيجية، إذ تعد هذه المكونات الثلاثة اللبنة الأساسية لتحديد وبناء مشروعات التطوير في الجامعة.
وتسعى الجامعة من خلال مشروع الخطة الاستراتيجية إلى الاستثمار في القوى البشرية من كوادر الجامعة، إذ يعمد القائمون على المشروع إلى استغلال إمكانات هذا المشروع الحيوي وفعالياته لنشر ثقافة التخطيط الاستراتيجي، والتوعية بأهميته للأفراد والمؤسسات بين كافة منسوبي الجامعة وطلابها عبر خطة مبرمجة لهذا الغرض.
كما تسعى الجامعة إلى استثمار مثل هذا المشروع لتوثيق علاقتها بعملائها الخارجيين في المجتمع بشكل عام، والمؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية على وجه الخصوص من خلال إشعارهم بأهمية هذه الخطة وإسهامهم فيها، مشيرا إلى الخطة الاستراتيجية تشتمل الخطة المقترحة لمشروع الخطة الاستراتيجية لجامعة الخرج للعشر سنوات القادمة تحديد المخرجات المرغوب فيها، وتشكيل فريق العمل بالخطة، وتحديد منهجية العمل، وتعيين الاختصاصات والمهام والأدوار، ثم تحديد الإطار الزمني للمشروع والميزانية اللازمة لإنجازه.
مخاوف وعقبات
يؤكد الدكتور سالم القحطاني بأن تحديد معايير النجاح يمثل خطوة مهمة للرقابة، فمن الأهمية تحديد المعايير التي من خلالها يقاس التقدم، هذه المعايير ستسهل المراقبة أثناء فترة تطبيق الخطة إلى حين تحقيق الأهداف.
ويرى الدكتور محمد القحطاني عميد تقنية المعلومات والتعليم الإلكتروني بجامعة الخرج أن هناك تفاعلا جيدا اثناء بناء الخطة ولكن هناك قلق ان تركن كوثيقة في احد الأدراج ولذا تحديد مسؤولية التنفيذ ومعايير الأداء وآليات القياس والمحاسبة مطلب مهم لنجاح المشروع وتنفيذه كما خطط له. ويرى ياسر الربيعان أن الحماس المبالغ به في بدايات التخطيط قد يجعل قوة المتسابقين في نهايات تنفيذ الخطط تضعف، مما يعرقل تحقيق أهدافها وتلمس نتائجها، وينصح بوجود مرحلية في الخطط الإستراتيجية والاحتفال وتسليط الضوء اعلامياً لأي منجزات مرحلية خلال إعداد وتنفيذ الخطة، واطلاع المجتمع عليها إعلامياً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.