في محاولة لتقديم نبذة عن المدرسة الفكرية السائدة في السعودية أصدر الدكتور محمد بن عبدالله الخازم كتاباً بعنوان "اختراق البرج العاجي: قراءة في التحولات الجيوسياسية والتأثير الأيدلوجي في بنية وسياسة التعليم العالي السعودي، وقد تناول الخازم في الكتاب إضافة إلى ذلك التحولات الجيو سياسية في الحقبة الأولى من تاريخ السعودية وواقع التعليم العالي خلالها، واستعرض بعض نقاط التحول الرئيسة التي قادت إلى تغيرات سياسية واجتماعية وتأثير ذلك في بيئة ونظم التعليم العالي، ويحلل علاقة مؤسسات التعليم العالي بالدولة ويحاول أخيراً استقراء التحولات المستقبلية. والكتاب وفق ما ورد في النبذة التعريفية به في الغلاف الأخير لا ينكر أهمية البحث العلمي، والدراسات الدينية، ولا ينكر أحقية الآخرين في اتباع المدرسة الدينية التي تناسبهم، وانما يهدف إلى تقديم قراءة لواقع حدث فية اختراق لبنيات التعليم العالي، ومناهجه ونظمه من قبل المدرسة الأيدلوجية الواحدة بشكل أسهم في تدني معايير العدالة والحرية الفكرية وقبول الآخر والنضج الإداري والتميز الأكاديمي وغير ذلك من مميزات التعليم الجامعي المتطور. ويضيف: التنبؤ بالمستقبل يبدو من الصعوبة بمكان، فرغم الايجابيات والمبادرات التي نلحظها، إلا أنها لا تزال متواضعة، ولم ترتق إلى الحد المطلوب لإحداث حراك فكري حقيقي ببنية التعليم العالي السعودي، ولا زالت الجامعات السعودية تفتقد التمايز والتنافس والاستقلالية التي تسمح لها بأي حراك فعلي ومستدام على مستوى البنية التنظيمية والفكرية والثقافية وتظل أطر المدرسة الأيدلوجية والإدارية الواحدة تتحكم في مفاصل الفكر الجامعي السعودي، الكتاب قسمه الدكتور الخازم إلى ستة فصول مع مقدمة وخاتمة ومراجع وملاحق. وقد خصص الفصل الأول للحديث عن المدرسة الفكرية السائدة، والفصل الثاني عن التحولات، وتحدث في الفصل الثالث عن أهم التحولات وهي حركة جهيمان، وثورة إيران، وحرب الخليج، و11 سبتمبر، وذكر تأثيراتها في الفصل الرابع، وتناول في الفصل الخامس علاقة الجامعة بالدولة، ليكون الفصل السادس والأخير حول بارقة الأمل، الكتاب من إصدارات دار طوى ويقع في 175 من القطع المتوسط.