كلما قرأتُ مقالا موضوعيا عن هموم الساعة في الوطن، وكيف أن محاولات إثارة الفوضى والفتن باسم الاصلاح لا تساعده بل تسيء اليه والى منجزاته الحضارية ,أجد تعليقات تشير إلى المشكلات والفساد والبطالة وكأننا لا نعرفها. وأفكر ... نحن هنا لا ننكر فكلنا يعرف ويقر بهذه الامور ولكننا نختلف بأسلوب التفاعل الامثل الذي من شأنه ان يعالج تلك الظواهر السلبية . والصراخ والفوضى لن يحلا شيئاً بل سيأتيان بالاسوأ فهل يغيب وعي المنطق عن استيعاب الوضع وتناوله تفاعلًا ؟ كل الذي يتطلع اليه من يتناول حالة الساعة وتحليلها هو مزيد من التأمل الواعي كي نقول اننا فعلا نريد التغيير الايجابي في معالجة الفساد والبطالة وكل ما يسيء إلى حياتنا ولكن دون فوضى واعتصامات وفتن ! ومن يتابع الصحافة اليومية ومعالجتها للشأن المحلي سيلاحظ لاشك مدى الحرية التي تميز الطرح الاعلامي من أجل معالجة تلك الهموم. ** ** من تفاعلات الشباب السوية ,اعترضت فتاة متعلمة على ما ينادي به البعض من تظاهر وتساءلت لصديقتها قائلة : "غريب أمرهم! لو كانوا فقراء او معدمين قد يجدون ما يبررون به غضبهم , ولكنهم مثلي ومثلك ما الذي يدفعهم لهذا الاسلوب الكريه ؟ لماذا يكرهون حياتهم حتى يحاولوا هدمها " الاخرى تهز رأسها بثقة " لا لن يفعلوا, فللوطن رب يحميه ورجال يدافعون عنه " . تلاحظ ازدياد عدد الشباب المنتمين روحا وسلوكا والمدافعين عن الوطن ولقيادته, في المنتديات وصفحات الفيس بوك , في رسائل الجوال وفي حواراتهم. يملؤهم الحماس وهم يدافعون , بالكلمة والموقف والثقة بغد أفضل . شبابنا بخير. نحمدالله على نعمة الايمان والعقل . وطن يحتوي بيت الله الحرام ومسجد نبيه الكريم لا يستحق ان يلوثه صراخ الشعارات الزائفة والفتن . وطن ترنو اليه ملايين النفوس من المسلمين في انحاء العالم وإلى دوره الاسلامي الفريد من الاجدر ان نظهر انتماءنا اليه وببنائه لابنائنا واجيالنا القادمة بشكل حضاري خاصة وان ابواب الحوار وادواته مفتوحة . ألا يمكن ملاحظة ماالذي يحدث من حولنا كي نستوعب ثمن الفوضى وتبعاتها ؟ ** ** من الغريب ان تظهر تلك الاصوات النشاز في الوقت الذي تتنامى فيه عطاءات الملك عبدلله حفظه الله لابنائه , يأتي برزم الاصلاحات التنموية والخطط الاقتصادية ومتابعة مستمرة تجعل الشعب في حالة تفاؤل بغد افضل وحياة اجمل ان شاء الله , خاصة مع زيادة حرية التعبير في وسائل الاعلام وتناول قضايا المجتمع وصور الفساد واساليب التصحيح بشكل يومي في الصحف والمنتديات, ومن الغريب بالطبع ان تطفو تلك المحاولات بمسميات عدة ولكن الحقيقة انها تتعلق بأجندة آخرين لا يهمهم الوطن ولا إصلاحه وانما هي رغبة هدم واستيلاء على مقدراته وموقعه . وجود مواقع التواصل الاجتماعي ، وسيلتهم، ربما سهلت انتشار تلك الدعوات غير انه بالمقابل هي ايضا وسيلة رد من شباب الوطن المخلصين لوطنهم ولقيادته, المحبين لحياتهم ولبذرة الخير في نفوسهم..