اختتمت في العاصمة الاماراتية أبوظبي جلسات أعمال ملتقى أسواق المال والتمويل الإسلامي العالمي الذي نظمه بنك أبوظبي الوطني. وقال ديفيد جيبسون الرئيس المسؤول في بنك إل جي تي في إمارة ليختنشتاين وخبير الشركات العائلية في منطقة الشرق الاوسط إن الشركات العائلية في دول الخليج تدير أصولا بقيمة ترليوني دولار بنهاية العام الماضي وذلك من خلال نحو 45 شركة. ولفت جيبسون على هامش جلسات أعمال الملتقى الى أن الشركات العائلية في الشرق الاوسط تواجه تحديات كثيرة منها أن 30 في المائة من هذه الشركات تستمر للجيل الثاني و13 في المائة تستمر للجيل الثالث و4 في المائة تستمر للجيل الرابع. وأوضح أن غالبية هذه الشركات تعمل وفق تعاليم ومبادئ الإسلام وتركز عملها في الأعمال الخيرية والأعمال الائتمانية وتقديم الخدمات وتسعى إلى تطوير أعمالها بصورة مستمرة ونقل خبرتها للأجيال الأصغر. واشار جيبسون إلى أن المؤسسات المالية الإسلامية تشهد ازدهارا وتوسعا في العالم فضلا عن امتلاكها سيولة كبيرة.. لافتا الى أن الصيرفة الإسلامية تحتاج إلى العديد من المنتجات الجديدة التي تتماشى مع أوضاع الاقتصاد العالمي والى وجود المناخ المناسب لازدهار سوق الصكوك الإسلامية في العالم. وقال ينبغي طرح منتجات إسلامية جديدة ويجب أن يهتم المستثمرون الإسلاميون بمواجهة التحديات التي يعيشها العالم.. منوها الى ان هناك مؤسسات إسلامية حققت نجاحات كبيرة وأخرى فشلت وأثارت جدلا واسعا. من جانبه حدد البروفيسور نسيم نقولا طالب أستاذ السياسة في جامعة نيويورك والذي توقع الأزمة المالية العالمية وصاحب كتاب البجعة السوداء الشهير أن أكبر التحديات التي تواجهها الشركات العائلية في العالم وفق قراءته وخبرته هي تحولها إلى مساهمة عامة تدرج في الأسواق المالية إضافة إلى تضخم حجمها ونشاطها مطالبا الشركات العائلية بالحفاظ على وجودها كشركات صغيرة. وأشار طالب الى انه كلما كانت الشركة صغيرة ومتوسطة كانت فرصها في البقاء أكبر أما عندما تتضخم الشركات ويصبح لها قوة الضغط السياسي كما يحدث في أمريكا فإن انهيارها محتوم وسريع. ولفت إلى أنه لا ينبغي الاهتمام بنسب النمو المرتفعة بل المهم أن يكون الهدف هو البقاء قبل النمو وهذا درس من دروس الأزمة المالية العالمية. وأبدى طالب عدم تأييدة اندماج الشركات العاملة في قطاع معين أو عدة قطاعات في كيان واحد ضخم.. مشيرا إلى أن أخطاء هذا الكيان تكون مدمرة وبلا شك فإن الكبار يموتون بسرعة. ونوه طالب الى ان أخطاء آلان جرينسبان الرئيس السابق للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كانت سببا مباشرا في الأزمة المالية العالمية كما أن غياب التخطيط الاقتصادي لعب دورا كبيرا في استمرار الأزمة بتداعياتها الخطيرة.