تضاعف عدد من الشركات العاملة في المجالات الزراعية جهودها للفترة المقبلة (فترة الشتاء) خاصة في واحد من المجالات الحيوية , فالبيوت المحمية توفر إنتاجاً يساهم في سد احتياجات المستهلكين , نظراً لقدرتها الفائقة على ذلك خلال المواسم المختلفة , إلى جانب مساهمتها في ترشيد استهلاك المياه. ويُذكر في هذا الإطار ماتم تقديمه من دراسة وتحليل احتياجات التدفئة والتهوية للبيوت المحمية عند الظروف المناخية الشتوية الجافة للباحث إبراهيم بن محمد الهلال ( قسم الهندسة الزراعية، كلية علوم الأغذية والزراعة، جامعة الملك سعود) حيث تم في هذا البحث دراسة الظروف البيئية، واحتياجات التدفئة والتهوية للبيوت المحمية شتاءً بالمناطق الجافة , وأضاف الباحث وبحسب الإصدارات العلمية لجامعة الملك سعود " فقد قدمت نماذج رياضية لتقدير احتياجات التدفئة والتهوية للبيوت المحمية باستخدام خمسة أغطية هي: الليف الزجاجي المقوى المفرد، والبولي إيثيلين المفرد، والزجاج المفرد، والزجاج المفرد مع الستارة الحرارية، والزجاج المزدوج. وقد تم حساب احتياجات التدفئة والتهوية تحت الظروف المناخية لمنطقة الرياض عند درجة حرارة داخلية 522م نهارًا و10/518م ليلاً. تم إجراء قياسات في بيت محمي نصف أسطواني (39م × 9م) مزروع بالطماطم ومغطى بطبقة من الليف الزجاجي المقوى المفرد ومزود بوحدة تدفئة ملحق بها أنبوب بلاستيكي مثقب لتوزيع الهواء الدافئ. دلت النتائج التقديرية باستخدام النماذج الرياضية أن احتياجات التدفئة باستخدام غطاء الليف الزجاجي المقوى كانت هي الأعلى قليلاً مقارنة بالأغطية الأخرى، كما ارتفعت الاحتياجات السنوية للتدفئة بمقدار 65٪ عند درجة حرارة ضبط داخلية 518م مقارنة بدرجة حرارة ضبط 510م خلال الليل. كما أن 35-41٪ من احتياجات التدفئة السنوية تكون خلال شهر يناير. أوضحت النماذج الرياضية أنه يمكن التوفير في احتياجات التدفئة بمقدار8-34٪ باستخدام الزجاج المفرد مع الستائر الحرارية، و50-56٪ باستخدام الزجاج المزدوج. تمت مناقشة كل من احتياجات التدفئة والتهوية والتوزيع الرأسي والأفقي لدرجات الحرارة والرطوبة النسبية داخل البيت المحمي للأيام المشمسة والغائمة. كانت أقصى قيمة لحمل التهوية خلال منتصف النهار، بينما انعدمت الحاجة للتهوية أثناء الليل، وأقصى حمل للتدفئة كان قبل شروق الشمس. وكانت أنظمة التهوية والتدفئة قادرة على المحافظة على درجات الحرارة الداخلية عند مستوى مقبول لنمو النبات، بينما لم يكن نظام التدفئة قادرًا على المحافظة على درجة حرارة 518م ليلاً خلال عدد من الأيام. وكانت متوسطات درجات الحرارة والرطوبة النسبية نهارًا 521.5م و51.7٪ داخل البيت المحمي، و516.5م و33.6٪ خارج البيت المحمي، على الترتيب. بينما خلال الليل كانت متوسطات درجات الحرارة والرطوبة النسبية 513.7م و75.6٪ داخل البيت المحمي، و511.3م و43.6٪ خارج البيت المحمي، على الترتيب ". والمعروف انه يمثل الاهتمام بذلك الإنتاج صدور أول ترخيص لإقامة مشروع بيوت محمية في المملكة في عام 1398ه بطاقة إنتاجية 1400طن خضار في منطقة الرياض ثم توالى إصدار تراخيص البيوت المحمية ليصل عددها إلى 903 مشروعاً بطاقة إجمالية مرخصة قدرها 960 ألف طن خضار حتى العام 1431 بحيث يُزرع وفق ظروف الزراعة المحمية في المملكة العربية السعودية العديد من محاصيل الخضر ومنها بصفة رئيسية محصولا الطماطم والخيار وبعض المحاصيل الأخرى مثل الخس والباميا والباذنجان والفلفل وغيرها. ويشار في هذا الإطار إلى أن صندوق التنمية الزراعية ( الممول الرئيسي للأنشطة الزراعية ) دعم ولايزال يدعم إقامة مشروعاتها. وكانت وزارة الزراعة نظمت مؤخراً ورشة علمية كبرى حول البيوت المحمية تجسيدا لاهتمامها بترشيد استخدام المياه في الأغراض الزراعية واستخدام تقنيات الري الحديثة في البيوت المحمية التي تتيح الإنتاج المكثف وبكميات كبيرة للمحاصيل الزراعية وعلى مدار العام؛ وتحافظ في ذات الوقت على الموارد الطبيعية وفي مقدمتها المياه ، الأمر الذي جعل الزراعة المحمية تلقى نموا مستمرا منذ أن عملت الوزارة على إدخالها ضمن توجهها لنقل وتوطين التقنيات الزراعية الحديثة. وأوضح محمد بن عبدالله الرشيد أن إطلاق جمعية تعاونية للبيوت المحمية والتي تشمل المنتجين في عدد من مناطق المملكة ستساهم في توحيد جهودهم لرفع مستوى تسويق وإنتاج الخضروات التي تشهد تطورات متلاحقة وأبان الرشيد أن تلك الجمعية ستسعى لتحقيق رغبات ذوي العلاقة دعما للتنمية الزراعية منوها بدعم ومتابعة وزير الزراعة. إنتاج البيوت المحمية خاضع للتطوير الدائم