هارون سرور (84 عاماً) اسم غير معروف في عالم الكرة اليوم.. لكنه يحمل شرفاً تاريخياً باعتباره أحد لاعبي أول جيل مثل نادي شباب الرياض عند تأسيسه عام 1367ه. وفي الوقت ذاته يعد هارون أحد أفراد أول جيل مثل نادي الهلال (الأولمبي - عند قيامه عام 1377ه على يد رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (متعه الله بالصحة والعمر المديد) ويحمل هذا اللاعب الذي كان يمارس كرة القدم قبل 64 عاماً واسمه الكامل: هارون سرور آدم الحمد التقيته صدفة داخل محل صديقه التراثي (أبو علي الشقير) وفوجئت أن في ذاكرته الحية ذكريات رياضية وماض عريق عن البدايات الأولى لمزاولة كرة القدم في العاصمة «الرياض» كشف ل «الرياض» جانباً منها.. سألته في البداية عن علاقته بكرة اقدم كيف ومتى بدأت فأجاب قائلاً: بحكم ارتباط والدي بخدمة صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالرحمن (رحمه الله).. كنت أزاول كرة القدم مع أبناء سموه الأمراء يزيد وعبدالرحمن ومحمد وخالد وسعد وفهد في ملعبهم الكائن في آخر شارع سلام من جهته الجنوبية.. علم الهلال يرفرف فوق بيتي «الطيني» منذ 54 عاماً وكان «رحمه الله» داعماً لهذه الهواية المحببة لأبنائه.. وأحضر لهم مدرباً (سوري الجنسية) للإشراف على تدريباتهم اليومية وكان يتمرن معنا محمد الرشيد وعيال ابن دحام وكنا نلعب بعد صلاة العصر حيث كانت تفرش للأمير عبدالله بن عبدالرحمن (زولية) مع المراكي ويجلس عليها أثناء متابعته بعض تدريباتنا ومعه بعض مرافقيه أذكر منهم عبدالرحمن السبيعي والقويز، وكان ذلك في أواخر الستينيات وسبعينيات القرن الهجري الماضي. سائقو وايتات.. ولاعبون وفي أحد الأيام حضر عبدالرحمن بن سعيد ومعه رفيق دربه الرياضي عبدالله بن أحمد (رحمه الله) وقال الأخير: «نبغاك تلعب معنا في الشباب» وكان ذلك في العام الذي تأسس فيه النادي (1367ه) فلم أمانع وقلت له: «انتظر إلى أن يذهب الأمير إلى مجلسه». بعدها أخذت ألبستي الرياضية وكانت ثمينة أحضرها سموه من لندن لأبنائه وأعضاء فريقهم وذهبت معهم ومن يومها ارتبطت بنادي الشباب وأتذكر في بداياته أنني لم أجد في أول تمرين لي مع «شيخ الأندية» غير ثلاثة لاعبين سعوديين والبقية سودانيون وصوماليون يعملون في (قراش) جلالة الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» سائقي وايتات يجلبون المياه من وادي لبن واللاعبون السعوديون إبراهيم بن فياض أمين صندوق وزارة المالية سابقاً وابن عويس وفؤاد محمد صايغ موظف شاب بوزارة المالية إضافة إلى الإداريين عبدالرحمن بن سعيد وعبدالله بن أحمد اللذين كانا يلعبان معنا في الفريق. دهاء «ابن سعيد» أفشل مخطط (البنك) لخطف ثلاثة من نجوم الهلال خرجت مع (ابن سعيد) بعد الانقسام واستمررت مع الشباب نحو عشر سنوات وبعد حادثة الانقسام الشهيرة وقيام عبدالرحمن بن سعيد بتأسيس الأولمبي (الهلال حالياً) كنت ضمن اللاعبين الشبابيين الذين اختاروا الذهاب مع (أبو مساعد) وبقيت معه في الهلال حتى عام 1380ه. احتراف بعشرة آلاف وشكل هذا العام منعطفاً مهماً في حياتي الرياضية فقد كان نادي البنك الأهلي بالرياض أول من طبق الاحتراف على مستوى أندية الوسطى بإغرائه عدداً من لاعبي الأندية للانتقال إلى صفوفه وكان رئيسه آنذاك باراسين (رحمه الله) ومعه أمين الصندوق (البطاطي) وكان مركزي ظهير أيمن وخاطبوني بشأن الانتقال من الهلال لنادي البنك مع ثلاثة من زملائي صالح أمان ورجب خميس ومحمد الكوش (رحمهم الله) مقابل عشرة آلاف ريال لكل لاعب واتفقنا نحن الأربعة على استغلال الفترة الحرة للاعبين وقمت ووقعت بالموافقة على الانتقال لنادي البنك.. وحين نما ذلك إلى علم رئيس الهلال «الداهية» عبدالرحمن بن سعيد وبذكائه أسرع بأخذ الثلاثة (أمان، رجب، الكوش) من بيوتهم في ذلك المساء إلى منزله بالظهيرة وأغلق عليهم الباب إلى أن أصبح الصبح فقام بنقلهم في سيارته الخاصة إلى مكتب رعاية الشباب وسجلهم في كشوفات نادي الهلال بصورة رسمية وكان ذلك بالتزامن مع قرار التسجيل الرسمي لكل أندية المنطقة وبالتالي حفظ حقوقها في امتلاك لاعبيها ومنعهم من الانتقال إلا بموافقتها. ولم أنسجم مع مجموعة نادي البنك الأهلي والحمد لله بعد مضي عدة أشهر أعطوني التنازل لاعود مرة أخرى إلى صفوف نادي الهلال واعتزلت.. وذهبت إلى دولة قطر الشقيقة بعدها بسنوات. علاقتي بالكرة بدأت في «سلام» مع أبناء الأمير عبدالله بن عبدالرحمن علم أزرق يربطني بالهلال وبرغم ذلك بقي حب الهلال في قلبي منذ ذلك اليوم الذي تأسس فيه قبل 54 عاماً وحتى اليوم ويربطني به علم هلالي يرفرف فوق منزلي الشعبي المتواضع بحي اليمامة «جنوبي الرياض». ولم تنقطع صلتي بمؤسسة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الذي يغمرني بعطفه ويكرمني في كل رمضان بعادة سنوية مقدارها ألفي ريال «جزاه الله عني كل خير». أمام منزله الشعبي المتواضع شخصيات شبابيه لا تنسى هناك شخصيات شبابية لا تنسى مثل العم صالح ظفران والعم عبدالحميد مشخص والعم عبدالله بن أحمد «رحمهم الله« أحبوا الشباب بصدق واخلاص وقدموا الكثير من التضحيات مع أبو مساعد «أطال الله عمره». هارون سرور يروي ذكرياته للزميل فهد الدوس شخصيات هلالية خالدة من الشخصيات الهلالية الحاضرة في ذاكرتي بالإضافة إلى مؤسس النادي الأمير هذلول بن عبدالعزيز (حفظه الله) والأمير خالد بن سعود والأمير مقرن بن سعود والأمير عبدالله بن سعد (رحمهم الله) والأمير نواف بن سعد نائب الرئيس الحالي والأستاذ تركي عبدالله السديري نائب الرئيس عام 1384ه. سرطان الفم أضعفني معاناتي مع السرطان وضعي الصحي تدهور بعد اصابتي بسرطان في الفم قبل عشر سنوات وجرى استئصال جزء من الفك واستغرقت عمليتي نحو 16 ساعة وبقيت في العناية ستة أيام ثم تلقيت جلسات علاجية بالليزر والحمد لله وضعي أخذ يتحسن. وأنا اليوم أقطن وحيداً في منزل شعبي ورثته من أبي وأمي وزوجتي مريضة وأجرت أربع عمليات في القلب وتعيش حالياً مع ابنائها (ولدين وبنتين) ففي منزل آخر.. أما حالتي المادية فالله أعلم بالحال.. وأعيش على مرتبي الضئيل من الضمان الاجتماعي (1000) ريال شهرياً والأمير خالد بن سلطان (الله يطول بعمره) خصص لي عادة سنوية مقدارها (20) ألف ريال. هارون (1385ه) أغلى هدية ساعة الملك سعود من المباريات التي أعتز بها مع الهلال مباراة تألف الهلال مع الشباب ضد الأهلي والكوكب أواخر السبعينيات الهجرية في مباراة خيرية لدعم الشقيقة الجزائر بعد استقلالها وأذكر أن الملك تبرع ب 300 ألف ريال لدعم إيراد المباراة وأهدانا ساعات أوميغا ذهبية بداخلها صورة الملك سعود «رحمه الله». علم الهلال يرفرف فوق منزلي منذ تأسيسه
