يحتضن نادي الطائف الأدبي الثقافي مساء اليوم الأحد محاضرة ( البناء المعماري القديم في محافظة الطائف ) للباحث السياحي عيسى بن علوي القصير ضمن الفعاليات المواكبة للمؤتمر الدولي للتراث العمراني في الدول الاسلامية الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار. ويتطرق المحاضر الى البناء والتعمير قديماً ، والمواد المستخدمة في المنشآت السكنية سابقاً ، وهندسة البناء المعماري في الطائف ، وطريقة البناء للدورين الأول والثاني بالاضافة الى عمل الرواشين ، ومرازيب المياه ، والتصريف الصحي. وأشار القصير الى أنه سيتم الحديث عن مكونات المنازل التراثية في الطائف قديماً والتي تشتمل على المجالس والغرف السفلية والغرف العلوية ومايتبعها من ديوان وصفّة وخارجة ومروش وخلافه ، مؤكداً أن القدامى تميزوا بإتقانهم لهندسة البناء واستعانتهم بخامات البناء المحلية على الرغم من الامكانات المتواضعة والظروف المعيشية الصعبة ، مشيراً الى أن المباني القديمة تحمل الكثير من اللمسات الجمالية بالاضافة الى متانة البناء. وأضاف هناك الكثير من المواقع التراثية التي تجسد التراث العمراني القديم بالطائف حيث تكتنف المحافظة نسيجاً عمرانياً يمثل فن العمارة القديم بالحجاز، حيث ما يزال جزء يسير من سور الطائف القديم قائماً حتى الآن، وهو الذي يقع في أول مدخل الشارع الصغير الغربي الذي يوازي شارع هدية من جهة شارع حسان بن ثابت، وقد أزيل سور الطائف في العهد السعودي لعدم الحاجة إليه بسبب استتباب الأمن والتوسع العمراني، وقد كان داخل هذا السور عدد من الحارات القديمة الشعبية ، مثل حارة فوق ، وحارة أسفل ، وما تضمه من مبانٍ وأسواق قديمة التي تقف شامخة حتى الآن بطرزها المعمارية الجميلة وإطلالتها الرائعة ، كما أن هناك بيوتًا قديمة خارج السور ، ومن أبرزها بيت الكاتب ويقع في حي السلامة على امتداد شارع قروى، وقد بني على قياس الفن المعماري الروماني القديم، وزودت أعمدته المبنية من الحجر والنورة بزخارف شبه حلزونية. وهو شاهد حي ما زال قائماً وهناك بيت الكعكي ويقع في حي السلامة وفق النمط المعماري الروماني مع الحفاظ على التقاليد الهندسية في منطقة الحجاز، واستغرق بناؤه حوالي عامين من الحجر والرخام وخشب الزان وخشب العرعر وغيره من الخامات المحلية. ويعد قصر شبرا من أشهر المواقع التراثية القديمة ويضم القصر حالياً المتحف الإقليمي بمحافظة الطائف، وقد تم الانتهاء من بناء القصر عام 1325ه بعد أن استغرقت عمليات البناء ثلاث سنوات ، وقد سكنه الملك عبد العزيز يرحمه الله ، واتخذه الملك فيصل يرحمه الله مقراً لرئاسة مجلس الوزراء في فصل الصيف ، كما استخدم مقراً لوزارة الدفاع والطيران ، وتحول أخيراً إلى واحد من أهم المتاحف في المملكة.