في تواصل للأخبار السيئة عن صناعة المطبوعات الأمريكية، وحتى الكبرى منها، أعلنت شركة واشنطن بوست، التي تصدر جريدة الواشنطن بوست اليومية ومجلة نيوزويك الأسبوعية وغيرهما من المطبوعات وتدير قنوات تلفزيونية أخرى، أنها قررت عرض مجلة نيوزويك الأيقونية الكبرى للبيع بعد ما يقرب من 80 سنة من إصدارها، وقالت الشركة في بيان لها الأربعاء إنها تعاقدت مع بنك الاستثمار "ألان أند كومباني" لاستكشاف العروض المقدمة لشراء المجلة الأميركية البارزة. ويأتي قرار مجموعة الواشنطن بوست عرض النيوزويك للبيع بعد توالي الأنباء السيئة من صناعة الصحف والمجلات الأمريكية، لناحية مبيعاتها ومردود الإعلانات التجارية فيها، وكانت جمعية الصحافة الأمريكية قد أعلنت تواصل انخفاض مبيعات الصحف اليومية والأسبوعية بأكثر من 8 بالمائة في الربع الأول من العام 2010، بعد أن كانت هبطت بنسبة أعلى في العام 2009. يذكر أن مجلة نيوزويك تأسست في العام 1933 واشترتها الواشنطن بوست في العام 1961، والمجلة ذائعة الصيت في الولاياتالمتحدة والعالم، وهي بدأت منذ تسعينات القرن الماضي بإصدار العديد من الطبعات الدولية بلغات أجنبية، منها العربية. ولكن الطبعة العربية لنيوزويك التي كانت تصدر في الكويت منذ العام 2000 توقفت عن الصدور في مطلع شهر أبريل المنصرم لأسباب مشابهة. والأسباب الرئيسية لطرح واشنطن بوست مجلتها الأسبوعية الرائجة الصيت هي أسباب مالية بحتة، فقد صرح دونالد غراهام، رئيس مجلس إدارة شركة واشنطن بوست كومباني أن "الخسائر المالية لنيوزويك في العامين 2007 وحتى 2009 كانت خسائر غير مسبوقة، ورغم الجهود البطولية من طرف إدارة نيوزويك وموظفيها، فإننا نتوقع أن تعاني المجلة من الخسائر في العام الجاري 2010. ونحن نقوم باستكشاف كل الخيارات لحل هذه المشكلة." وقال غراهام إن شركته ستستمع "لكل من يعرب عن اهتمام بشراء المجلة. وسنحاول أن نجد مشتريا مؤهلا لها"، وسئل غراهام، الذي كان والده بيل غراهام هو الذي اشترى تلك المجلة في القرن الماضي، عما إذا كان وجد من الصعب عليه بيع المجلة التي كانت نتاج عمل والده على مدى عقود، قال "إن ذلك كان مؤلما حقا، ولكنه لم يكن مؤلما أكثر من الألم الذي يستشعره موظفو المجلة." وقال غراهام إن استطلاعات الرأي العام تشير إلى أن "نيوزويك تحظى بشعبية كبيرة جدا لدى القراء، ولكن عام 2009 كان االعام الأسوأ بالنسبة إلى مردود الإعلان الدعائي منذ سنوات الكساد الاقتصادي الأمريكي" في ثلاثينات القرن الماضي"، وأضاف أن "نيوزويك لم تكن مستثناة من هذه الخسائر". وأكد غراهام في خطاب لموظفي المجلة التي لا زالت تحتفظ بمقرها في نيويورك رغم أن مركز البوست هو في واشنطن العاصمة، إن شركة واشنطن بوست "لا ترى اي طريق يقود إلى الربحية بالنسبة إلى نيوزويك تحت إدارتنا"، وقال إنه "إذا كان هناك أحد ينبغي أن يتحمل المسؤولية عن ذلك، فهو أنا، وذلك لعدم قدرتي على التوقع والرد بالطريقة المناسبة على التغييرات التي اكتسحت صناعتنا في الآونة الأخيرة، ولكنني كعضو سابق في طاقم موظفي هذه المجلة، فإنني سأظل دائما فخورا بدوري فيها". وقالت نائبة رئيس الشركة لموظفي نيوزويك: "أعتقد أنكم لا بد تسألون أنفسكم عما سيحدث لو لم يكن هناك مشتر لنيوزويك، ولكنني أعتقد أنه سيكون هناك مشتر لهذه المجلة، فتذكروا أن صحيفة فيلادلفيا إنكوايير بيعت قبل فترة بسيطة بعشرات الملايين من الدولارات"، ولكنها أردفت تقول: "ولكن إذا اعتقدتم أنني متفائلة أكثر من اللازم، فعليكم أن تعرفوا هذا: كل واحد منكم سيحصل على عرض عمل أو منافع الفصل من العمل كاملة". وكانت شركة واشنطن بوست التي تملك نيوزويك قد أعلنت عن خسائر بلغت 29.3 مليون دولار في العام 2009، كما أنها سجلت خسائر بلغت 16.1 مليون دولار في العام 2008. وكان رئيس تحرير المجلة جون ميتشام قد أعلن عن خطط لإعادة طرح المجلة بحلة وتصميم ومحتوى مختلف العام الماضي، محولا إياها إلى مجلة تعتمد على التحليل والمقابلات والرأي أكثر من التغطية الصحفية المعمقة للأخبار، غير أن البعض من داخل المجلة نفسها يخطئون ميتشام ويعتبرونه مسؤولا عن انهيار المجلة، وقال أحد هؤلاء الذي تحدث دون ذكر اسمه: "لقد تمكنوا خلال خمس سنوات من تدمير ما استغرق بناؤه عقودا من السنوات".