قال دبلوماسيون غربيون الجمعة ان تركيا والبرازيل تحاولان احياء اتفاق متعثر بشأن الوقود النووي مع إيران في محاولة لمساعدتها على تجنب عقوبات جديدة من الاممالمتحدة بسبب برنامجها النووي.وقال دبلوماسيون بالاممالمتحدة ان الصين وروسيا -اللتين انضمتا على مضض إلى الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في التفاوض حول مشروع قرار يهدف لفرض جولة رابعة من عقوبات الاممالمتحدة على إيران- مستعدتان لاعطاء البرازيليين والاتراك الوقت الذي يحتاجونه للتوسط من أجل التوصل إلى اتفاق. وأوضح الدبلوماسيون الغربيون انهم غير راضين عن اي تطور يمكن ان يرجئ تصويتا على عقوبات الاممالمتحدة في نيويورك. وكانت واشنطن تأمل في إنجاز مسودة نهائية قبل اجتماع سيعقد خلال الفترة من الثالث إلى 28 مايو/ ايار بشأن معاهدة حظر الانتشار النووي لكن دبلوماسيين يقولون ان المفاوضات قد تمتد حتى يونيو/ حزيران على الاقل. وقال الدبلوماسيون الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم ان البرازيل وتركيا وهما من الدول غير دائمة العضوية في مجلس الامن ساعدتا في التوسط بشأن عرض إيراني مضاد لاقتراح للامم المتحدة لتمكين إيران من تزويد مفاعل ابحاث قديم في طهران بالوقود لانتاج النظائر لعلاج السرطان.ويتعين على إيران بموجب العرض الأصلي ارسال معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى خارج البلاد لما يصل إلى عام من اجل تخصيبه لمستوى أعلى ومعالجته في روسيا وفرنسا. وتراجعت طهران عن قبول العرض بعد أن كانت قد وافقت عليه مبدئيا في اكتوبر/ تشرين الاول. وقدم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي العرض الإيراني المضاد الذي قال دبلوماسيون غربيون انه من غير المرجح أن يحظى بقبولهم خلال اجتماع يعقد يوم الأحد مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو. وعبرت البرازيل وتركيا بالفعل عن استعدادهما للتوسط في المواجهة بين إيران والغرب بشأن برنامجها النووي. ولم تتضح على الفور المدة التي يمكن ان تمنحها روسيا والصين للدولتين لاحياء اتفاق الوقود النووي. وتشتبه الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وحلفاؤهما في أن إيران تطور سرا قدرات لانتاج أسلحة نووية. وتساور المبعوثين الغربيين شكوك لكنهم أوضحوا أنهم لن يعارضوا روسيا والصين. وقال دبلوماسي غربي لرويترز "لن يقف أحد في طريق مفاوضات جادة.. لكن هل إيران جادة بشأن هذا العرض؟ أم أنها محاولة أخرى للتعطيل من أجل كسب الوقت وتجنب العقوبات مثلما كان الحال من قبل؟" وقال دبلوماسيون بالاممالمتحدة ان اتفاق الوقود النووي هو واحد فقط من قضايا كثيرة مع إيران التي تخضع لسلسلة من العقوبات السابقة من الاممالمتحدة بسبب رفضها وقف تخصيب اليورانيوم. واضافوا ان اهمية عرض الوقود تتراجع مع كل يوم يمر حيث يواصل الإيرانيون تخصيب اليورانيوم وزيادة مخزونهم. ويقول الاتراك والبرازيليون انه سيكون من الصعب عليهم تأييد قرار جديد بفرض عقوبات ضد طهران التي تصر على ان برنامجها النووي مخصص كلية للاغراض السلمية ويهدف فقط لتوليد الكهرباء. لكن دبلوماسيا قال انه اذا باءت مبادرة الاتراك والبرازيليين بالفشل فانهم قد يصوتون لصالح العقوبات. وتحتاج قرارات مجلس الامن من أجل الموافقة عليها إلى تأييد تسعة أصوات مع عدم اعتراض أي دولة من الدول الخمس دائمة العضوية. ومن المقرر ان يزور الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا طهران في الشهر الحالي فيما يعكس تزايد الروابط الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين. ويجتمع سفراء الدول الست (الصين وروسياوالولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) لدى الاممالمتحدة بشكل دوري في نيويورك للتوصل إلى اتفاق بشأن مشروع قرار لطرحه على المجلس بأكمله.لكن دبلوماسيين يقولون ان القوى الست بعيدة عن التوصل إلى اتفاق حيث تسعى روسيا والصين لتخفيف الاجراءات العقابية في اقتراح العقوبات الذي صاغته الولاياتالمتحدة. وقال مبعوث ان الدبلوماسيين الروس والصينيين يتفاوضون بشأن كل صغيرة وكبيرة ويبحثون مع وزراء مالية دولهم كافة التفاصيل.ومن بين النقاط الشائكة في مسودة القرار دعوة لفرض حظر على الاسلحة مع نظام تفتيش دولي مماثل للنظام المفروض على كوريا الشمالية. ويقول دبلوماسيون ان الصين وروسيا تعارضان حظر الاسلحة المقترح.