تقع منطقة بني مالك الحجاز جنوب محافظة الطائف على الطريق السياحي، وعلى بعد 150 كلم جنوباً، وتعد من أجمل مراكز الطائفالجنوبية، لما كساها الله عز وجل من جمال الطبيعة، واعتدال الطقس، والمناخ، وتتناثر القرى على سفوح الجبال كون الطبيعة الجبلية تغلب على تضاريس المنطقة، فالمقبل على المنطقة يرى المدرجات الزراعية كلوحة جميلة، وتكسو الخضرة جبالها، ويفوح شذا عطرها من أشجارها الكثيفة خاصة أشجار العرعر، والزيتون البري (العتم) وغيرها. أسواق شعبية ذات شهرة عالمية بني مالك عبارة عن مركزي حداد والقريع، وعدد من القرى والهجر المجاورة لها، كما توجد العديد من المرافق الحكومية والخدمية في المنطقة، وتعد (حدّاد) المركز أو العاصمة، ويقام بها كل أسبوع ثلاثة أسواق شعبية تعد من أشهر أسواق المملكة، وهي سوق الأحد بحداد، وسوق الأربعاء بالقريع، وسوق الخميس بصيادة، وتشهد هذه الأسواق إقبالا شديدا منذ الصباح الباكر من المتسوقين الذين يتدفقون عليه من الليل من كافة أنحاء المملكة، ويقام من بعد صلاة الفجر حتى اشتداد حرارة النهار، ويعرض بها كافة البضائع من أنعام، وطيور، ومشغولات يدوية، وفواكه، وخضروات، والسمن البري، والعسل البلدي وغيرها، الأمر الذي دفع بشهرته حتى وصلت إلى دول مجلس التعاون الخليجي، كما وصلت إلى الهند واليمن ودول شرق آسيا. أرض خصبة للزراعة المنطقة هي وجهة سياحية من الدرجة الأولى، ومنطقة زراعية أيضاً، فمعظم الأهالي يمتهنون الزراعة نظراً لتوفر التربة الخصبة، والمناخ الملائم مع جهود الحكومة، ودعمها للقطاع الزراعي، وبذلك فهي تنتج نصف فاكهة المحافظة، حيث يغطي المحصول الطلب في أسواق المنطقة، ويتم تصدير الفائض إلى المدن، والمحافظات المجاورة، كالطائف، ومكة المكرمة، وجدة، والباحة وغيرها، وأهم محاصيلها اللوز البجلي نسبة إلى (بجيلة) اسم مركز حداد سابقاً، أو بني مالك بشكل عام، والتي منها جرير بن عبدالله البجلي صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقبره موجود حتى الآن بقرية القضاة بني مالك، كما تنتج الرمان، والخوخ، والمشمش، والليمون، والتين الشوكي (البرشومي)، والتين (الحماط)، وسائر الخضار والفواكه، والحمضيات الأخرى، وتعتمد على الآبار الجوفية، ويوجد بها الماء بكميات كبيرة، ويوجد فيها مناحل العسل، حيث يهتم جزء من الأهالي بتربية النحل، وتسويق العسل، وعسل المنطقة مشهور ومعروف بجودته ومذاقه. حصُن وقُرى ومتنزهات تملأ المنطقة يوجد في بني مالك ما لا يقل عن مائتي حصن وقرية أثرية، تتربع على قمم الجبال، ويتراوح ارتفاعها من 10 إلى 40 م، شيدت على قمم الجبال للاحتماء بها من غارات العدو الليلية في عصور غابرة تلاشى فيها الأمن، وأما الآن وبعد أن استتب الأمن والأمان في ظل الحكومة الرشيدة نزل الأهالي وسكنوا في الأماكن السهلة، وأصبحت هذه الحصون دليلاً على عبق الماضي، وأصالته بما فيه من آلام ومآس، كما تحتضن بني مالك عدداً من المتنزهات الطبيعية التي تعد ملجأ للأهالي والزوار الذين يبحثون عن الهدوء، والتمتع بجمال الطبيعة الأخاذ، حيث يوجد متنزه المواريد بقرية العقدة بحداد، ومتنزه السائلة بالقريع، وكيد، وغيرها من المتنزهات الطبيعية الأخرى، التي تكثر بها الأشجار، وارفة الظلال، وتتناثر فيها شلالات الماء بكثافة خاصة في فصل هطول الأمطار. لوحات فنية طبيعية تبرز المقومات السياحية بالمنطقة الغابات الطبيعية، وهي لوحات فنية طبيعية تفيض سحراً، وعطراً، وجمالاً، خاصة عندما تتبلور ملامح هذه اللوحة الجميلة بمداعبة أغصان الأشجار الظليلة، وشجيرات الريحان، والحبق، والنباتات العطرية الأخرى تحيط بك من كل جانب، محتضنة صخورها ذات التشكيلات الجميلة، وفي بني مالك معالم؛ من أهمها، جبل إبراهيم والذي يطلق عليه (الجبل الأبيض) لأنه يتكون من صخور بيضاء صلبة، ويقع جنوب مركز القريع بجوار الطريق الذي يربط بني مالك بالباحة، ويعتبر أعلى قمة في جنوبالطائف، حيث يبلغ ارتفاعه 3000 قدم فوق سطح البحر، وهذا الجبل العظيم يكن من العجائب التي أودعها فيه الخالق عز وجل ما يعجز عنه القلم، فدائماً يتزاحم الضباب على قمته، نظراً لارتفاعه الشاهق، وتسلق هذا الجبل يعد متعة، والوصول إلى قمته ليس بالأمر السهل، ولكنك عندما تتسلقه تشاهد جميع القرى، والهجر، والمراكز المجاورة من أعلى نقطة ارتفاع بالمنطقة، والغريب في الأمر يوجد بقمته قرى أثرية تراها لأول وهلة كأنها معلقة في الهواء، وبعضها لا تصل إليه إلا عن طريق التسلق بالحبال، ترى أي سواعد استطاعت تشييدها في هذا المكان، وأي قوة استطاعت حمل تلك الحجارة التي يعجز الآن عشرات الرجال عن حملها، وفي قمته صخرة عظيمة تسمع بداخلها صوت "خرير الماء" ولكنك لا ترى ماءً وأعجوبة أخرى من عجائب المنطقة. وبها عدد من دخلات النحل الهارب من الخلايا، وأنواع شتى من الحيوانات، والطيور الجارحة، فالمنطقة سياحية من الدرجة الأولى بها جميع مقومات السياحة، وهي تفتح ذراعيها لاستقبال المصطافين والزوار، منتظرة أيدي الاستثمار لتكون رافداً من روافد السياحة في المملكة. الغابات والأراضي الزراعية تشجع على السياحة