أستقبل ويستقبل ويستعد الوطن لاستقبال أفواج من آلاف المبتعثين بعد تخرجهم وعودتهم من دول عديدة وفي تخصصات مهمة جدا ، ليضاف الآلاف إلى آلاف أخرى من خريجي الجامعات الوطنية الحكومي منها والخاص ، وكذا تتزايد أعداد الخريجين من الثانوية العامة حتى إنها تتجه لتتجاوز ال 500,000 خريج . واحتمال وجود ثلاث أزمات حادة وارد جدا ، ولذلك لابد من العمل على تلافيها من الآن ، الأولى : تتعلق بقبول واستيعاب هذا الرقم الضخم من خريجي الثانوية في مؤسسات التعليم العالي ومسارات الإعداد والتهيئة الأخرى لسوق العمل في ظل الانتباه لأثر احتمالية عدم استمرار الابتعاث بشكله الحالي . والثانية : تتعلق بإيجاد وظائف مناسبة لتخصصات الخريجين العائدين من البعثات وخريجي الجامعات الوطنية في القطاعين العام والخاص ليسهموا في منظومة التنمية الوطنية ، واستيعابهم في سوق عمل حقيقي لا يجامل ولا يحابي ولا يكذب وتتكافأ فيه الفرص . والثالثة : وجود فراغ في وظائف المهن الوسطى لعدم وجود المؤسسات الفاعلة التي تعد لها من جهة ، ولسد حاجة المهن الدنيا بالعمالة الوافدة غير المؤهلة والتي تفتقر إلى أبسط المهارات اللازمة من جهة أخرى ، والعليا بأفواج القادمين إلى السوق من أبناء الوطن المؤهلين تأهيلا عاليا من جهة ثالثة . وقد يكون الاهتمام بتطوير وتفعيل ونفض الغبار عن برامج المعهد الملكي المهني الصناعي ذي القبة الزهرية الجميلة وقتذاك في شمال منفوحة والذي انشئ في العام 1388ه لهذا الغرض والعناية بافتتاح المزيد من الفروع لسد الحاجة في هذا النوع من المهن الوسطى كما جاء في احد أهم أهدافه (زيادة عدد اليد العاملة السعودية الفنية والمتخصصة لتلبية حاجة القطاعين العام والخاص) وان لا يكون مصير هذا المعهد كمصير شقيقاته تلك المسماة بالمراكز والمعاهد المهنية التي تعد للمهن التي لا تتطلب تخصصا فنيا أعلى .