دعا عضو مجلس الشورى محمد رضا نصر الله عددا من المؤسسات الحكومية الى القيام بواجبها ووضع يدها بيد وزارة الداخلية؛ لصياغة استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب.. وقال نصر الله متحدثا ل "الرياض" الإرهاب ظاهرة عالمية لا تقتصر على المجتمعات العربية والإسلامية وإنما التطرف ينعكس على المجتمعات الغربية بالغة الحداثة، ومن ذلك بروز ظاهرة «الإسلام فوبيا» وهو التخويف من الإسلام والمسلمين.. وهذا المؤتمر حينما يؤول بعد مناقشات أوراق العمل إلى توصيات، نتوقع أن يساعد الأجهزة الأمنية على صياغة استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب، نحن نعلم أن قوى الأمن في المملكة حققت قفزات نوعية في مكافحة الخلايا الإرهابية والكشف عنها، ولكن حتى الآن هناك جهات أخرى ومؤسسات حكومية لم تقم بواجبها على صعيد مؤسسات التربية والتعليم، والاقتصاد، والثقافة، والإعلام، والدعوة والإرشاد، كل هذه الجهات اليوم مدعوة لتضع يدها في يد وزارة الداخلية لصياغة الاستراتيجية عبر معالجة هذه الظاهرة من كافة جوانبها، وكذلك أدعو إلى حلقة نقاش مصغرة بعد انفضاض المؤتمر تكون مشكلة من بعض الأكاديميين في الجامعة الإسلامية، وبعض الجامعات السعودية مع خبراء متخصصين في مكافحة التطرف للعمل على صياغة المسودة الأولى للاستراتيجية الوطنية. وأكد أهمية انعقاد مؤتمر (الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف) الذي تتواصل فعالياته في الجامعة الإسلامية وقال: لاشك أن هذا المؤتمر يأتي في وقته، خاصة أن بلادنا الغالية تتعرض منذ سنوات لظاهرة التطرف والإرهاب ولعل هذا المؤتمر يكرس ثقافة الوسطية التي جاء بها دين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. وأشار الدكتور محمد نصر الله أحد المشاركين في المؤتمر إلى أن وجود هذا العدد الزاخر من العلماء والمفكرين والخبراء وأساتذة الجامعات لمناقشة مشكلة التطرف من جذورها وواقعها الراهن، والحلول التي يمكن أن يخرج بها المؤتمر، لعل ذلك يساعد جهات الاختصاص في المملكة على القضاء على هذه الظاهرة التي ابتلينا بها مؤخراً. وأضاف: أنا هنا أعول كثيراً على دور المجتمع الأهلي المدني في استيعاب هذه المشكلة؛ لأن جهود الدولة وحدها قد لا تؤدي إلى النتائج المرجوة، وعلى كل حال يأتي هذا المؤتمر في وقته، وأنا أحيي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد العقلا الذي تحمل جهود انعقاد هذا المؤتمر، الذي يشارك فيه العديد من العلماء والمفكرين والخبراء من داخل المملكة وخارجها عربيا وإسلامياً. وأضاف: أنا متفائل من خلال ما رأيته من أسماء مدعوين يشكلون اختصاصات متنوعة، يعبرون عن انتماءات واهتمامات متنوعة، وهذا حقيقة تطور نوعي في أداء الجامعة الإسلامية، التي سوف تخرج بهذا المؤتمر من وضعها المتصور في الأذهان، وأحسب أن هذا التنوع في المشاركين سوف يؤدي إلى توصيات إجرائية على جهات الاختصاص أن تأخذ بها. وأوضح «نصر الله» أن المتصور بأن الجامعة الإسلامية مختصة فقط في دراسة العلوم الشرعية والإسلامية وفي ذلك ينحصر دورها، ولكنها اليوم تمارس مبادرة رائدة في مواجهة هذه الظاهرة، التي يكتوي منها الكل المجتمع والدولة، فهو جهد مشكور، وأتمنى من بقية الجامعات عامة، وخاصة الجامعات الإسلامية أن تأخذ بهذا المنحى.