أصبح نفق الدمام أو نفق (الأزمة) كما أطلق عليه أكثر شهرة خلال السنوات الأخيرة، فعند وضع كلمة "نفق الدمام" في محرك البحث "قوقل" تجد النتيجة أكثر من 37700 مرة، هذا النفق (الأزمة) له حكاية بدأت منذ انطلاق العمل فيه والذي يقع على تقاطع طريق الملك فهد مع طريق الأمير محمد بن فهد بالدمام، وكانت تلك البداية في منتصف العام الهجري 1425ه عندما أعلنت أمانة المنطقة الشرقية ترسية المشروع على إحدى الشركات الوطنية بمبلغ 85 مليون ريال وبطول 700 متر، واستلمت الشركة المنفذة الموقع للبدء في المشروع، وفي نهاية العام نفسه انهت امانة المنطقة الشرقية المرحلة الاولى من انشاء النفق (الأزمة)، وكانت المرحلة تتضمن نقل خطوط المياه والصرف الصحي وكوابل الكهرباء وشبكة تصريف المياه. وفي يوم 21 محرم من العام 1427ه افتتحت أمانة المنطقة الشرقية النفق تجريبياً، وخلال أقل من ثلاث سنوات تم إغلاق النفق ثماني مرات في أوقات معظمها متقاربة. بعد ذلك بدأت الوعود المتكررة بفتح النفق وقبل انتهاء الفترة الأولى كشف المهندس العتيبي لأعضاء المجلس البلدي بحاضرة الدمام انه لا وقت محددا لإعادة افتتاح النفق بسبب حالة بطء العمل بالمشروع وعدم كفاية العمالة داخله وساعات العمل التي لا تتعدى 12 ساعة. وعاد الأمين وذكر في تصريح بتاريخ 28/5/1430ه أنه تم انجاز أكثر من 35 بالمائة من صيانة النفق مشيراً إلى أن البقية ستكون خلال الفترة القادمة بإذن الله. ثم مر الموعد الأول وفي تاريخ 17/10/1430ه ذكر أمين الشرقية أن الانتهاء من أعمال إصلاح نفق الدمام الأول (النفق الأزمة) وعودته للخدمة ستكون فى نهاية شهر ديسمبر 2009م مؤكداً في ذلك الوقت أنه تمت توسعة طريق الخدمة العلوي للنفق بإنشاء مسارين عرضهما 5 أمتار تم استقطاعها من وكالة الأمانة للتعمير والمشاريع والإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين. وفي تاريخ 21/12/1430ه أكد معالي المهندس العتيبي أن نفق تقاطع طريق الملك فهد مع طريق الأمير محمد بن فهد مغلق وفي آخر أعمال الصيانة وسوف يتم افتتاحه قريباً!. ثم عاد مصدر مسئول بأمانة المنطقة الشرقية في تاريخ 28/12/1430ه وذكر أن الصورة لم تتضح بعد لتحديد موعد افتتاح نفق الدمام المجاور للاستاد الرياضي. أزمة مفتعلة وفي تاريخ 24 محرم من العام الجاري عزا المهندس العتيبي أسباب تأخر انهاء أعمال الصيانة بالنفق (الأزمة) إلى انتظار انتهاء موسم الأمطار، وكذلك إلى تأخر الجهات المختصة بجمرك ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام في فسح المواد الكيمائية والتي تستعين بها الشركة المنفذة للمشروع في اعمال الانشاءت مشيراً إلى أن هذا الأمر تسبب في توقف العمل أكثر من مرة. وتوقع أن يتم افتتاح النفق في نهاية شهر فبراير 2010م. وعلى الفور وفي تاريخ 28 محرم من العام الجاري جاء الرد من جمرك الميناء حيث نفى مديرعام جمرك ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام عثمان بن عبدالرحمن الرقيعي تسبب الجهات المختصة بالميناء في فسح المواد الكيميائية التي تستعين بها الشركة المنفذة لمشروع صيانة نفق الدمام في اعمال الإنشاءات، مؤكدا أن الشركة المتعاقدة مع الأمانة لم تتقدم بالتراخيص المطلوبة للمواد المستوردة لإدارة ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام إلا يوم الاحد 24 محرم الجاري ، قال رداً على تصريحات امين المنطقة الشرقية ان نظام استيراد المواد الكيميائية مقيد بالموافقة المسبقة من وزارات الداخلية والصحة والتجارة والصناعة وجهات أخرى ،وانه متى ما توفرت لدى المستورد التراخيص المطلوبة لفسح تلك المواد من تلك الجهات حسب الاختصاص فإنه يتم استكمال إجراءاتها الجمركية دون تأخر، وفي تاريخ السابع من شهر ربيع الأول الجاري ذكرت أمانة المنطقة الشرقية أنه سوف يتم افتتاح النفق بعد 15 يوماً. بعد نهاية حكاية نفق تقاطع طريق الملك فهد مع طريق الأمير محمد بن فهد بالدمام الذي مر بعدة مراحل من الدراسة والتنفيذ والمرض والإغلاق المتكرر والوعود الكثيرة والتسويف في العلاج الناجع ، يبقى السؤال يلوح في الأفق هل سيكون الافتتاح المعلن عنه الفصل الأخير في القصة الدرامية لهذا النفق أم سيظهر لنا فصل جديد لاكتمال هذه الحكاية المزعجة.