وصف متحدثون فلسطينيون بينهم اسير مريض محرر، الوضع الصحي في سجون الاحتلال بانه اشبه ب"عمليات اعدام من دون مقصلة" تستخدمها ادارة السجون الاسرائيلية لقتل الاسرى، منوهين الى وجود اكثر من 1500 حالة مرضية بين المعتقلين. الاسير المحرر علي شلالدة من الخليل افرج عنه قبل اسبوعين بعد قضاء 20 عاما في الاسر منها 14 عاما متواصلة في مستشفى سجن الرملة، قدم شهادة حية حول سياسة الاهمال الطبي التي مارستها سلطات الاحتلال بحقه ولا تزال وبحق مئات الاسرى. وقال شلالدة خلال مؤتمر صحافي في رام الله، امس ان عارضا صحيا بسيطاً ألمّ به في العام 1994 تفاقم بسبب سياسة الاهمال والاخطاء الطبية الى مرض مزمن وفي مرات عديدة وصل حافة الموت لكن مشيئة الله هي التي ابقته على قيد الحياة لغاية الان. واشار الى انه نقل في 6 كانون الاول 1994 الى مشفى سجن الرملة ولم يغادره الا عند الافراج عنه. واكد ان مشفى سجن الرملة لا يختلف بشيء عن الزنازين حيث ترقد العديد من الحالات بضمنهم مقعدون واصحاب امراض خطيرة، وكذلك حالات بانتظار عمليات مستعجلة لكن انتظارها يطول. من جانبه، كشف وزير الاسرى والمحررين الاسير السابق عيسى قراقع عن ازدياد نسبة الامراض الخبيثة في سجون الاحتلال بشكل لم يسبق له مثيل، لافتا الى وجود 18 حالة مصابة بالسرطان حياتها مهددة ويمكن ان تقضي في أي لحظة. وحسب قراقع فقد استشهد 19 اسيرا جراء سياسة الاهمال الطبي منذ العام 2000، اخرهم جمعة موسى من القدس، فيما توفي 60 اسيرا محررا منذ العام 1985، واخرهم قبل ايام وهو الاسير المحرر محمد العملة من الخليل الذي خرج من السجن وهو يعاني فشلا كلويا. ولفت قراقع ايضا الى استخدام الاسرى كحقل تجارب لصالح شركات الدواء الاسرائيلية، دون معرفتهم ما ادى الى اصابتهم بامراض مجهولة. وكشف قراقع عن سياسة جديدة تنتهجها اسرائيل للتنصل من التزاماتها تجاه تقديم العلاج للاسرى، حيث وقعت اتفاقية مع الصليب الاحمر تلزم الاسير المريض بسداد تكاليف علاجه بشكل مخالف للاعراف الدولية، مشيرا ايضا الى سياسة الابتزاز التي تمارسها سلطات الاحتلال مع الاسرى مقابل العلاج لا سيما اثناء فترات التحقيق. وانتقد قراقع تقصير منظمة الصليب الاحمر في القيام بدورها تجاه الاسرى في سجون الاحتلال، مضيفا : على الصليب الاحمر ان يقوم بدوره في فضح السياسات الاسرائيلية وان لا يساعد اسرائيل في التنصل من التزاماتها وتكثيف زيارات الاسرى والاطلاع على معاناتهم وتزويدهم باحتياجاتهم.