العنوان هو إجابة لزميلي عبدالله العبود، المعني بتغطية معسكر منتخبنا الوطني؛ كرد على سؤالي له عن أجواء المعسكر المقام حالياً في المنطقة الشرقية استعدادا لمواجهة بيلاروسيا الودية. يصف العبود أجواء المنتخب بأنها رتيبة، وتبعث على الملل، إلى حد يؤكد فيه بأنه لا يجد ما يمكن أن يتحدث فيه مع اللاعبين حول المنتخب، إذ إن أجواء الدوري الساخنة ومنافسات أنديتهم فيه، تكاد تلقي بظلالها على كل الأمور من حولهم، لذلك تأتي إجابات اللاعبين عن المنتخب معلبة، مثلها في ذلك الأسئلة نفسها، وحتى يريح نفسه من عناء التفاصيل يقول مختزلاً حديثه: "هل يكفي أن أقول لك أن التدريبات لا يحضرها من الصحفيين سواي، وزميل آخر، فيما يكتفي البقية برصدها هاتفياً، أما المدرجات فالصمت فيها كصمت المقابر"!. يصمت العبود فتتزاحم الأسئلة في رأسي، ترى ما فائدة أن يقيم المنتخب معسكرا لمدة 10 أيام لمباراة ودية ذات قيمة فنية محدودة؟، أوليس اللاعبون جاهزين فنياً وبدنياً، عطفاً على استعداداتهم مع أنديتهم؟، وهل ينقصهم الانسجام، وهم الذين قد أنهى معظمهم تمثيل المنتخب إن في تصفيات المونديال أو من خلال معسكره الأخير لمباراة تونس الودية؟، ثم لماذا يوقف الدوري لمدة 18 يوماً جديدة، وهو الذي تمت فرملته بعد جولتين فقط لمدة 28 يوماً؟. صحيح أن معظم دوريات دول العالم ستتوقف ما بين أسبوع إلى أسبوعين، إما نتيجة ارتباط منتخباتها بمباريات حاسمة في تصفيات المونديال، أو لمشاركتها في مباريات ودية ضمن "يوم الفيفا"، لكن ما الذي يبرر لنا قتل متعة الدوري، واستباحة قيمه التنافسية، ونحن قد بتنا خارج اللعبة الدولية، منذ توديعنا للمونديال، وإذا سلمنا بضرورة إبقاء المنتخب في دائرة الجهوزية، حتى وإن كانت أقرب منافسة تنتظره بعد عام ونيف، ما الذي يبرر زيادة فترات المعسكر، ومن ثم زيادة فترة توقف الدوري، على غير ما هو موجود في كل العالم، وهل يقنعنا ما ذهب إليه فهد المصيبيح بأن ذلك بناء على طلب المدرب بيسيرو، وان الزيادة لا تعدو بضعة أيام معدودة، وإن كانت كذلك، فهل رغبات هذا البرتغالي غير قابلة للمداولة والنقاش؟! أكاد أجزم أن الدوري، وكذلك المنتخب يدفع اليوم فاتورة القراءة الخاطئة للجنة المسابقات، التي لم تضع خط رجعة لها حينما أصدرت جدول الدوري، بحيث لم تضع في أجندتها سيناريو عدم تجاوز المنتخب عقبة البحرين في ملحق المونديال، وهو ما تم التحذير منه، دون أن تجد تلك التحذيرات آذاناً صاغية، ولذلك كابرت اللجنة لتثبت سلامة موقفها، وبعد نظرها في وقت ندفع نحن جميعاً ضريبة هذه المكابرة؛ بدليل أن الجميع عبَّر عن استيائه لهذه الحال من مدربين وإداريين ولاعبين وجماهير، إلا سعادات أعضاء اللجنة الموقرة الذين لازالوا يصرون على أن الجميع على خطأ، إلا هم وحدهم على صواب.