تحمل جامعة الملك عبدالله في اشراقتها العالمية وبزوغ فجرها في أرض المملكة فكرة حضارية عظيمة، تتمثل في دعوتها لجعل هذه البلاد التي انطلقت منها رسالة النور والخير قبل ألف وأربعمائة عام، منطلقا جديدا لجمع الإنسانية تحت مظلة العلم الذي يوحد جذورها ويجمع بين أقطابها لخدمة البشرية والحياة على الأرض، بعيدا عن الحدود والجغرافيا والهويات والتصنيفات، لتكون محورا لتلاقي الأفكار وتمازج التجارب العلمية في تخصصات ومجالات مهمة ومنبعا للحلول والمنجزات عبر المحاور التي تأسست عليها رؤيتها التي تتضمن الموارد والطاقة والبيئة والعلوم البيولوجية والهندسة البيولوجية وعلم وهندسة المواد والرياضيات التطبيقية والعلوم الحاسوبية، ولتجسد حيوية الحوار وفعالياته بين العلماء في مختلف بلدان العالم وتحقق التمازج المعرفي والإنساني بين الحضارات، من خلال العلم الذي ينطلق من جانبه التطبيقي المباشر الذي تعبر عن جامعة الملك عبدالله. ولعل افتتاح هذه الجامعة الحلم تحت رعاية كريمة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين وبحضور عدد من زعماء العالم، وفئات من النخب العلمية والفكرية والاجتماعية في شتى البلدان يؤكد أن الانطلاقة باذن الله ستكون مباركة ومؤسسة على خطوة تلاحمية بين الشعوب وطلاب العلم، يجسدها حضور هؤلاء الزعماء، الأمر الذي سينعكس ايجابا على حاضر الجامعة ومستقبلها ويحقق لها بعدا مميزا يحفر ملامحها في ذاكرة الجيل الحالي ويتزامن مع انطلاقتها تطلع هذا الجيل لما ستقدمه من مشروعات علمية تسهم في خدمة الانسان عبر محاور البيئة والطاقة والاقتصاد لتكون بلادنا باذن الله عبر هذه الجامعة ملتقى لجهود وطلاب العلم وممرا آمنا، باذن الله، للمعرفة نحو تحقيقها واقعا يعين الانسانية على حل مشكلاتها ويمكنها من مواكبة المستجدات وفتح آفاق جديدة للبحث العلمي، لتكون حلقة مضيئة ضمن حلقات الجامعات والمراكز العالمية العريقة وتحقق قبل أي شيء اهداف وتطلعات وامال المواطن السعودي في هذه البلاد من خلال ما سيجنيه من خير باذن الله في ظل وجود مثل هذا المشروع العلمي والحضاري العملاق. ومما لا شك فيه ان هذه الجامعة ستتيح فرصا كبيرة للتنافس مع الجامعات المحلية والعربية والعالمية الأخرى وستضع الجامعات السعودية امام تحد علمي يعود عليها بالفائدة، من خلال ايجاد قنوات للتواصل والتفاعل المعرفي وحث الباحثين على مواكبة ما ستقدمه من رؤى وإنجازات عبر مسيرتها القادمة ووضع مسألة البحث العلمي الحيوي ضمن أولويات هذه الجامعات ليعم الخير وتتحقق الأهداف عبر هذا الفضاء العلمي الجديد باذن الله. * مدير جامعة تبوك