سجلت فنادق دبي تحسنا قويا في مستويات الإشغال خلال عطلة عيد الفطر المبارك بعد هدوء نسبي لمتوسط إشغال الغرف خلال شهر رمضان المبارك ،وذلك بعد ان عكست الحجوزات الفعلية نموا ملحوظا في الطلب تراوح بين 30 إلى 40%،خاصة في فنادق الخمس نجوم وفنادق الشاطئ. وقال مديرو فنادق عاملة في دبي أن الفنادق خلال الأسبوع الأخير من رمضان تلقت تأكيدات لحجوزات ضخمة من قبل مجموعات سياحية وعائلات من وجهات عديدة تصدرتها وجهات دول مجلس التعاون الخليجي وعدد من الأسواق الجديدة مثل السوق الأميركية وجنوب إفريقيا، مما يشير إلى توسع نطاق جاذبية دبي كوجهة سياحية للسياح من مختلف قارات العالم. وأشار مديرو فنادق إلى ارتفاع ملحوظ في الحجوزات من داخل الإمارات خلال عطلة عيد الفطر خاصة في الفنادق الشاطئية والقريبة من مراكز التسوق الكبرى، وهو ما يعطي مؤشرا آخر على تطور تدريجي للسياحة الداخلية من مختلف أرجاء الدولة. كما أوضحوا أن العروض الترويجية التي تقوم بها الفنادق لجذب النزلاء خلال العيد إلى جانب العروض التسويقية التي تقوم بها دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي والتي تزامنت مع الإعلان عن حدث العيد في دبي، ساهمت إلى حد بعيد في استعادة الفنادق مستويات الإشغال القوية، معربين عن تفاؤلهم بان تبدأ مستويات الإشغال في تسجيل نمو تصاعدي بداية من عيد الفطر وصولا إلى تحقيق نسب إشغال قياسية متوقعة مع انطلاق موسم السياحة الشتوية. وقال مسؤولو الفنادق في دبي أن هذا الموسم يتزامن مع عودة النشاط لقطاع المعارض والمؤتمرات، وفقا لمؤشرات الحجوزات الأولية التي تلقتها الفنادق والشركات السياحية والتي عكست طلبا قويا على القطاع الفندقي في شهري أكتوبر ونوفمبر المقبل مع استضافة دبي لعدد من الفعاليات الإقليمية والدولية المهمة منها معرض جيتكس لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومعرض دبي الدولي للطيران والعديد من المعارض الكبرى الأخرى التي تستفيد من البنية الأساسية القوية للمدينة وتجهيزات المعارض والمؤتمرات رفيعة المستوى المتوافرة في مختلف أنحاء دبي لاسيما مركز دبي الدولي للمعارض والمؤتمرات. وتشير توقعات مسؤولين في القطاع السياحي والفندقي في دبي إلى تحسن كبير متوقع في نسب الإشغال مع بداية الموسم وعودة نشاط الأعمال والمعارض في الإمارة بعد فترة الهدوء التي مر بها في فترة الصيف، مرجحين ان تصل مستويات الإشغال المتوقعة مع بداية موسم السياحة الشتوية إلى مستوياتها الطبيعية التي تتراوح بين 85 إلى 95% في المتوسط. وقال يحيى إدريس نائب رئيس فندق اتلانتس لعمليات التشغيل ان الحجوزات المؤكدة في الفندق خلال عطلة عيد الفطر تشير إلى تحقيق نسب إشغال مرتفعة تتراوح بين 80 إلى 85%،مشيرا إلى وجود نمو ملحوظ في الطلب من أسواق خارجية جديدة مثل السوق الأمريكي وسوق جنوب أفريقيا، بالتزامن مع ارتفاع عدد الحجوزات من الأسواق الخليجية بشكل لافت. وكشف إدريس عن نمو زيادة الحجوزات من السوق المحلية خاصة من قبل الشركات والمؤسسات الكبرى التي تعمل في مجالات النفط والتنقيب والبتروكيماويات والتي قامت بحجز أعداد كبيرة من الغرف لموظيفها لقضاء عطلة العيد في المنتجع الذي بات مزارا سياحيا بحد ذاته، هذا بالإضافة إلى حجوزات العائلات والأفراد من مختلف إمارات الدولة. وأوضح ان المنتجع اعد ترتيبات خاصة لقضاء فترة العيد عبر تقديم برنامج متكامل للترفيه والاستجمام والاستمتاع بالمغامرات المائية بالإضافة إلى الاحتفالات المسائية المفتوحة للأسر والعائلات. بدوره أشار عابدين نصر الله المدير العام لفندق ومنتجع باب الشمس جميرا إلى ارتفاع كبير في حجوزات المنتجع خلال فترة عيد الفطر،لافتا إلى وجود طلب قوي من السوق المحلي حيث يتطلع العديد من الأسر لقضاء العيد بعيدا عن صخب المدينة. وقال ان الارتفاع في الإشغال يتحسن تدريجيا بعد فترة الصيف ورمضان حيث تشير المؤشرات الأولية للحجوزات للموسم الشتوي إلى ارتفاع قوي متوقع في معدلات الإشغال والإيرادات خاصة وان الفنادق قامت خلال فترة الصيف بتكثيف عمليات التسويق والترويج في مختلف الأسواق وخاصة الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة إلى دبي مثل السوق الأوربي،لافتا إلى ان الترويج لسياحة المؤتمرات والأعمال جاء في صدارة الخطط الترويجية لهذا الموسم. من جهة أخرى، نوه أسامة بشرى المدير العام لشركة ترافكو للسياحة بحدوث زيادة كبيرة في الحركة السياحية الوافدة إلى دبي تبدأ تدريجيا مع عطلة عيد الفطر لتصل إلى ذروتها من مع بداية الموسم الشتوي بعد ان تحركت الشركات بسرعة إلى فتح أسواق جديدة وتكثيف عملياتها الترويجية في الخارج من خلال العروض التي تقدمها بالتعاون مع شركات الطيران والفنادق. وتوقع ان تحقق الجهود التي بذلتها دائرة السياحة نجاحا بارزا خلال المرحلة المقبلة بعد ان طرقت أسوقا جديدة وان ينعكس ذلك على مستويات الإشغال الفندقي التي من المتوقع ان تستقر في نطاق مرتفع على الرغم من دخول العديد من الغرف وارتفاع الطاقة الاستيعابية للفنادق. ومن بين مبادرتها المختلفة، أعلنت دائرة السياحة والترويج التجاري في دبي خلال شهر يونيو الماضي عن إطلاق حملة تسويقية بعنوان "أطفالكم ضيوفنا" خلال الفترة من 1 يوليو وحتى العشرين من سبتمبر 2009، وهي حملة وجهت لنزلاء المنشآت الفندقية المشاركة بحيث يحصل طفل واحد دون السادسة عشرة على إقامة مجانية لمدة ثلاث ليال مع والديه كما يحصل على الثلاث وجبات مجانا، حيث شارك في الحملة أكثر من 70 فندقا ومجمعا للشقق الفندقية. وقد أكد جون بيلنج المدير العام لفندق رافلز في دبي ان الحجوزات المؤكدة لفترة العيد في الفندق تشير إلى تحقيق نمو مضاعف في متوسط إشغال الغرف في الفندق إلى ما يزيد عن 75% مقارنة مع متوسط الإشغال خلال شهر رمضان الذي سجل تباطؤا نسبيا يتزامن مع هذه الفترة من كل عام. وأوضح ان الحجوزات بدأت فعليا في التدفق بقوة قبل حلول العيد بأسبوع واحد ،لافتا إلى ان اغلب الحجوزات جاءت من دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة الأسواق الرئيسية مثل السعودية وقطر والكويت، حيث تفضل العديد من العائلات الخليجية قضاء عطلة العيد في دبي كونها وجهة سياحية متميزة تقع على بعد ساعات قليلة من بلدانهم وتوفر تجربة سياحية فريدة لكل أفراد الأسرة خاصة خلال فترة الأعياد والمهرجانات التي تحتشد بالفعاليات الترفيهية العائلية والعروض المميزة، بالإضافة إلى تلقي الفندق حجوزات من قبل العائلات في الإمارات. وأشار بيلنج إلى قيام الفندق بطرح عروض خاصة لفترة العيد بأسعار تبدأ من 999 درهما لليلة الواحدة ضمن عرض تحديد الحد الأدنى للإقامة بثلاث ليال، أو عرض المبيت ثلاث ليال بسعر ليلتين. ويعد برنامج احتفالات العيد في دبي الذي ينظمه مكتب مهرجان دبي للتسوق من العناصر المحفزة للإقبال السياحي على دبي خلال فترة عيد الفطر المبارك خاصة من مختلف أنحاء الدولة ودول الخليج العربي حيث تحتشد الاحتفالية بالعديد من الفعاليات والأنشطة على مدى ثلاثة أيام ذات أجواء احتفالية متواصلة تمنح زائري دبي من العائلات والأفراد على حد سواء تجربة لا تنسى. ومن بين الفعاليات التي تتضمنها الاحتفالية هذا العام "ساحة احتفالات العيد" التي تستضيفها دبي فيستفال سيتي وتشمل مجموعة واسعة من العناصر الترفيهية التي تتنوع بين الألعاب وعروض ليزر والفعاليات التراثية وفرق الموسيقى والعديد من الفعاليات الشيقة لكل أفراد الأسرة حيث يهدف برنامج احتفالات "العيد في دبي" إلى تعزيز مكانة دبي كوجهة مفضلة لقضاء عطلة مميزة سواء في عيد الفطر أو الأضحى وتسليط الضوء على عادات وتقاليد أصيلة تعطي للعيد نكهة خاصة.
